طرابلس - (وكالات): اشتبك الجيش اللبناني مع مسلحين متشددين شمال البلاد لليوم الثالث على التوالي في أحد أعنف المواجهات منذ أن استولى مقاتلون على صلة بالحرب الأهلية في سوريا على بلدة حدودية خلال الصيف. في الوقت ذاته، خطف جندي لبناني في طرابلس. وأعلنت مصادر خطف المعاون فايز العموري من منزله في منطقة باب التبانة السني الذي يشهد مواجهات أسفرت عن قتيلين من المدنيين أحدهما طفل، كما ذكر مسؤول في أجهزة الأمن. وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن نفذت مداهمات في مدينة طرابلس الشمالية وقرب بلدة بحنين حيث عثروا على عشرات المتفجرات فضلاً عن 3 سيارات مفخخة كانت على وشك الانفجار.
وأضافت المصادر أن 6 جنود ومدنيين اثنين و9 من المقاتلين قتلوا منذ تفجر القتال الجمعة الماضي.
ومن الصعب تحديد الانتماءات الدقيقة لجميع المقاتلين الذين شاركوا في الاشتباكات لكن المصادر قالت إن بينهم مقاتلن سوريين ولبنانيين على صلة أو متعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أو جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وانتقلت الاشتباكات في طرابلس من المدينة القديمة حيث كان المتشددون يتمركزون من قبل إلى باب التبانة الذي تقطنه أغلبية سنية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الجيش دخل أيضاً بلدة المنية الشمالية وسيطر عليها تماماً قرب مكان هجوم وقع أمس الأول وأسفر عن مقتل ضابط. وذكرت مصادر أمنية أن الجيش أطلق نيران أسلحة آلية من طائرات هليكوبتر على المتشددين قرب بلدة بحنين الشمالية. وأطلقت صواريخ من طائرات هليكوبتر في نفس المنطقة أمس الأول وهي المرة الأولى التي يشن فيها الجيش مثل هذا الهجوم منذ بدء القتال في سوريا. في سياق متصل، هددت جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة بإعدام جنود لبنانيين تحتجزهم رهائن لديها «خلال الساعات القادمة» ما لم يتوقف الجيش اللبناني عن القتال في طرابلس ضد متشددين مسلحين يعتقد أنهم مرتبطون بها. وقالت جبهة النصرة في بيان «نحذر الجيش اللبناني من التصعيد العسكري بحق أهل السنة في طرابلس ونطالبه بفك الحصار عنهم والبدء بالحل السلمي».
وأضافت النصرة أن إذا لم يلب الجيش طلبها «فسنضطر خلال الساعات القادمة بالبدء بإنهاء ملف الأسرى العسكريين المحتجزين لدينا تدريجياً كونهم أسرى حرب»، مؤكدة أن «أول عمليّة إعدام بحق الأسرى ستكون في وقت لاحق». وأعلن الجيش اللبناني أمس الأول أنه تمكن من إخراج المسلحين الذين تمركزوا وسط طرابلس شمال لبنان بعد أقل من 24 ساعة على اندلاع المعارك التي دمرت قسماً من السوق التاريخية للمدينة.
لكن المعارك انتقلت إلى حي باب التبانة السني في المدينة حيث لجأ المسلحون. وتعتبر طرابلس معقلاً قديماً لإسلاميين يتهم كثيرون منهم الجيش اللبناني بالعمل مع «حزب الله» الشيعي اللبناني الذي أرسل مقاتلين لدعم الرئيس بشار الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة.
970x90
970x90