كتبت نور القاسمي:
تمتد الخبرة السياسية لرئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، هو النائب المخضرم، والتشريعي العريق، والسياسي الشعبوي، حيث انتخب عضواً في المجلس الوطني الذي أنشأ في عهد الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، خلال الفترة من 1973 – 1975، أي قبل 40 عاماً، وفي الانتخابات البرلمانية الأولى التي شهدتها البحرين.
ومارس فيها الظهراني العمل البرلماني والتشريعي لمدة عشر سنوات حتى عام 2002، كما عين عضواً باللجنة العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني خلال الفترة من 2000 حتى 2001.
خليفة الظهراني نائباً
وانتخب الظهراني في ثلاثة فصول تشريعية «أعوام 2002 ، 2006 ، 2010»، لنيل عضوية مجلس النواب وفاز بأغلبية أصوات دائرته ومن الجولة الأولى في انتخابات الفصل التشريعي الأول والثاني والثالث.
تاركاً باب تمثيل دائرته ورئاسة مجلس النواب مفتوحاً للقوى السياسية المشاركة في الإنتخابات. ونظراً لعلاقاته الطيبة بجميع الأطياف والقوى السياسية في البرلمان وخارجه، تم انتخاب الظهراني رئيساً لمجلس النواب بالفصل التشريعي الأول «2002 – 2006»، كما فاز في انتخابات 2006 والتي شهدت مشاركة شعبية بنسبة «72%» وشهدت مشاركة رسمية من القوى السياسية المعارضة، وقد تمت تزكية الظهراني رئيساً لمجلس النواب بالفصل التشريعي الثاني «2006 – 2010»، وفي انتخابات مجلس النواب عام 2010 والتي شهدت مشاركة شعبية بلغت «67%» فاز الظهراني بعضوية المجلس عن نفس الدائرة الانتخابية تاسعة الوسطى، كما تمت تزكيته لرئاسة المجلس من جميع القوى السياسية البرلمانية لما يحظى به من ثقة واحترام وقبول من الجميع.
وتمتع الظهراني بالحكمة والخبرة والتعامل الأبوي مع النواب أنفسهم فكانت سبباً في منحه الثقة في كثير من الأمور المهمة في البلد، وعلى رأسها ترؤسه لحوار التوافق الوطني كشخصية وطنية يركز عطاؤها وعملها على مصلحة البلد أولاً وأخيراً.
ومن المناصب الاجتماعية التي كان يشغلها نائب رئيس لجنة الفرز والتحكيم التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية «اللجنة الثانية»، رئيس مجلس الأوقاف السنية، عضو مجلس إدارة أموال القاصرين، الرئيس الفخري لصندوق الرفاع الخيري، رئيس نادي الرفاع الغربي ومدير شركة الظهراني للإنشاء.
من مقترحاته كنائب في مجلس النواب «صندوق احتياطي الأجيال» وهو الذي ركز من خلاله على المستقبل وقدمه على اعتبار أن التخطيط للأيام القادمة والأجيال القادمة أمر ضروري وحتمي. وذلك باقتطاع دولار أمريكي واحد من سعر كل برميل نفط خام يزيد سعره على «40» دولاراً يتم تصديره خارج البحرين، وتستثمر أمواله وعائداته، ومنذ عام 2006 إلى اليوم جمع الصندوق أكثر من 300 مليون دولار.
لم يكن الظهراني هو الذي يفتتح الجلسات ويرأسها، ويضبطها ويعلن انتهاءها ورفعها، ويدير المناقشات، ويأذن في الكلام، وبواسطته توجه الأسئلة، ويعلن نتائج الاقتراع فقط، بل مثل المجلس في جميع اتصاله بالهيئات الأخرى، ويتحدث باسمه، ويشرف على جميع أعماله، ويراقب مكتبه ولجانه، كما يتولى الإشراف على الأمانة العامة للمجلس، ويعتبر منصب رئيس مجلس النواب من أكثر المناصب الحساسة في البلد، فهو الذي ينظم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويرسم خطها.
وكان يستخدم الرفق وسيلة لحل المعضلات السياسية، ويستعين بالرفق لمعالجة المشكلات النيابية، ويواجه خصومه بالرفق، ويداعب النواب من على منصة رئاسة المجلس النيابي برفق، ويعاتب بعضهم برفق، ويوشح مطالباته النيابية بعباءة الرفق، ويرفض برفق.
خليفة الظهراني إنساناً
تركزت اهتمامات الظهراني طوال مسيرته البرلمانية نحو طرح موضوعات ومقترحات لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، من أهم أفكاره التي طرح في المجلس هي فكرة تشكيل مؤسسة للطاقة تهتم بإيجاد بدائل غير النفط والغاز، وفكرة معاملة حفظة القرآن الكريم كاملاً في درجاتهم الوظيفية كحاملي الشهادة الجامعية، اقترح تطبيق البصمة الإلكترونية على الوافدين الأجانب كأحد الوسائل الأمنية التي تسهم في منع عودة المخالفين والمحكوم عليهم إلى البلاد، واقتراح بتفعيل القرارات الخليجية حول تسهيل تنقل العمالة الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي، وإحلال العمالة الخليجية عوضاً عن الآجانب.
في موقف بين الشيخ خليفة الظهراني ود.عبدالرحمن بوعلي في زيارة له، للتباحث معه في مجموعة مسائل عامة، وجده مرهقاً يكابر تعبه، ومدنفاً يتعالى فوق مرضه، فقال له د.عبدالرحمن باعتباره خبيراً في الصحة: أرفق بنفسك قليلاً، فلجسدك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً. فأجابه الشيخ: هذا عندما لا أحمل ما أحمل من مسؤولية؛ أما وأنا أحمل أمانة هذا العمل، فبعض الرفق في النفس يصبح تهاوناً، وهذا ما لا أريده لوطني ولا أقبله لنفسي.
اليوم بعد أن ترجل الظهراني من العمل البرلماني، سيبقى هو دعامة للديمقراطية البحرينية، ذو عطاء لن ينسى حتى وإن ترك هو الساحة.