عواصم - (وكالات): واصل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا والعراق، في حين دعت واشنطن حلفاءها إلى مواجهة الحـرب الإعلامــــــية التي يقوم بها التنظيم المتطرف على الإنترنت خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد التنظيم المتطرف في العراق وسوريا خلال اليومين الماضيين، فيما ينتظر إقليم كردستان العراق موقف الدولة التركية قبل إرسال عناصر من البشمركة للدفاع عن عين العرب، في وجه هجوم لتنظيم «داعش» تتعرض له منذ 40 يوماً. من جانبه، قال المنسق الأمريكي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن في افتتاح اجتماع في الكويت خصص لمواجهة بروباغندا المتطرفين، إن هذه البروباغندا تشكل «حرباً رهيبة تهدف إلى تجنيد وإفساد عقول أشخاص أبرياء». واعتبر أن التنظيم المتطرف «لن يهزم حقاً إلا عندما يتم إسقاط شرعية رسالته الموجهة إلى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف». وكان آلن يتكلم أمام ممثلين عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات. وأكد المجتمعون في بيان ختامي أنهم ناقشوا الخطوات التي تنوي الحكومات المعنية اتخاذها لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.
وأفاد البيان بأن الجهد المشترك يهدف إلى «مضاعفة التزامنا للرد على التطورات المهمة ولتعزيز التواصل والتدريب وبرامج التعاون، ولمواجهة تجنيد المقاتلين الأجانب بشكل فعال».
وقاد الوفد الأمريكي مساعد وزير الخارجية الأمريكي للدبلوماسية والشؤون العامة ريك ستينغل.
وقال ستينغل إن «عدد الذين يلتحقون بداعش يتراجـــع، نعتقد أن التنظيم يفقد جاذبيته».
ويستخدم أنصار التنظيم شبكة الإنترنت بشكل مكثف إذ باتت الوسيلة الأكـــثر فعالــــية لتجنيد المقاتلين الأجانب.
وتشعر الحكومات الغربيـــة بالقـلق بشكـــل خــــاص من تأثير هذه الدعاية على الشباب المسلمين الذين يدعوهم التنظيم إلى مهاجمة أهداف غربية. وقال آلن إن «التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب مقاربة شاملة ومنسقة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وذلك عبر دمج العمل العسكري وتطبيق القانون والاستخبارات والوسائل الاقتصادية والدبلوماسية». من ناحية أخرى، قال آلن إن الولايات المتحدة لا تتوقع من المقاتلين السوريين الذين تعتزم تدريبهم لمواجهة تنظيم «داعش» أن يقاتلوا أيضاً قوات الرئيس بشار الأسد لكنها تراهم جزءاً مهماً من حل سياسي لإنهاء الحرب. ميدانياً، قال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن المتوسط اليومي لتكاليف قتال مسلحي «داعش» ارتفع إلى 8.3 مليون دولار يومياً وبلغ إجمالاً 580 مليون دولار في الفترة بين 8 أغسطس و16 أكتوبر. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأكراد نجحوا في رد الهجمات الأخيرة لمقاتلـي «داعش» الذين فجروا سيارة ودراجة نارية مفخختين شرق المدينة. ولا يزال الغموض يلف مسألة إرسال مقاتلين أكراد عراقيين من البشمركة إلى كوباني لمساندة الأكراد السوريين هناك في حربهم مع قوات التنظيم المتطرف.
وقال وزير البشمركة مصطفى سيد قادر في برلمان كردستان «حتى الآن لم تتوجه قوات البشمركة إلى كوباني، ونحن على استعداد لإرسالها». وأضاف «ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل أية قوات إلى غرب كردستان»، في إشارة إلى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا. في شأن متصل، اتهم الرئيس المشارك في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم تركيا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البشمركة العراقيين الأكراد من الوصول إلى سوريا للمساعدة في إنهاء حصار عين العرب. من جهة أخرى، قامت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية شرق سوريا بقطع رؤوس 4 من أفراد عشيرة الشعيطات السنية التي قتل المئات من أبنائها على أيدي التنظيم الجهادي المتطرف قبل نحو شهرين.
وفي العراق، قالت مصادر بالجيش والشرطة إن مهاجماً انتحارياً قتل 27 مسلحاً وأصاب 60 ينتمون لجماعات شيعية عندما فجر نفسه على مشارف بلدة جرف الصخر العراقية بعدما طردت قوات الأمن مقاتلي «داعش» من المنطقة مطلع الأسبوع. كما شنت قوات التحالف 3 ضربات جديدة في محيط سد الموصل الذي كانت قوات تنظيم الدولة الإسلامية سيطرت عليه قبل أن تضطر إلى الانسحاب منه الصيف الماضي، حسب ما أفاد الجيش الأمريكي.
على الصعيد الإنساني، يزداد الوضع خطورة في العراق مع اقتراب الشتاء حسب ما أعلن في جنيف مدير مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة رشيد خالكوف مضيفاً أن «5 ملايين و200 ألف عراقي بحاجة إلى مساعدات كما أن مليوناً و800 ألف أجبروا على ترك منازلهم منذ يناير الماضي نصفهم من الأطفال».