الكويت - (وكالات): دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس «الحكومة والبرلمان إلى الحفاظ على موارد البلاد وترشيد الإنفاق من أجل مواجهة الدورة الحالية من الانخفاض في أسعار الخام»، كما دعا إلى «استخلاص الدروس والعبر مما يجري في المنطقة»، مشدداً على أهمية «التكاتف من أجل تحصين بلاده ضد وباء الإرهاب العابر بالحدود وحمايته من أسباب الفتن والنزاعات وذلك بترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أي مصلحة أخرى». وقال الشيخ صباح في افتتاح الانعقاد التشريعي الجديد في مجلس الأمن «ها نحن نشهد دورة أخرى من انخفاض أسعار النفط نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية تعصف بالاقتصاد العالمي مما يلقي بظلالها السلبية على اقتصادنا الوطني». وأضاف «أنني أدعوكم حكومة ومجلساً، لتحمل مسؤولياتكم الوطنية لإصدار التشريعات واتخاذ القرارات اللازمة التي تحمي ثروتنا النفطية والمالية». وتابع أمير الكويت أمام البرلمان «أن عليكم مسؤولية منع الهدر في الموارد وترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه» دون التأثير على مستوى المعيشة.
ودعا أمير الكويت أيضاً إلى اعتماد خطط تنموية لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط. من جهته، دعا رئيس الوزراء إلى إعادة نظر جدية في السياسات الاقتصادية بما في ذلك الإنفاقية لمواجهة تداعيات انخفاض أسعار الخام. ووافقت الحكومة الكويتية في وقت سابق هذا الشهر على مقترح لرفع أسعار الديزل «المازوت» والفيول بمقدار ثلاثة أضعاف في إطار إلى الحد من الإنفاق. وشكلت الكويت العام الماضي لجنة لدراسة موضوع رفع الدعم الذي يكلف ميزانية الدولة 18 مليار دولار سنوياً.
وسبق أن أفاد وزير النفط علي العمير بأن رفع الدعم عن الديزل لوحده سيوفر على الدولة مليار دولار سنوياً. وقال وزير المالية أنس الصالح إنه إذا ما كانت أسعار النفط بحدود 100 دولار للبرميل، فإن الكويت ستسجل عجزاً في الميزانية قدره 2.3 مليار دولار في السنة المالية 2017-2018. والكويت عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وتضخ 3 ملايين برميل يومياً فيما إجمالي قدرتها الإنتاجية يصل إلى 3.2 مليون برميل يومياً.
وخسرت أسعار النفط أكثر من ربع قيمتها منذ يونيو الماضي ما يؤثر على مالية دولة نفطية مثل الكويت.
وتشكل عائدات النفط %94 من العائدات العامة للكويت، إلا أن الدولة الغنية جمعت احتياطات مالية ضخمة تتجاوز 500 مليار دولار خلال السنوات الـ15 الماضية بفضل ارتفاع أسعار الخام.