عواصم - (وكالات): أوصت ريحانة جباري الشابة السنية الإيرانية من عرب الأحواز التي أعدمتها السلطات الإيرانية مؤخراً في رسالة إلى والدتها شعلة باكرفان قبل تنفيذ الحكم «بالتبرع بأعضائها لمن يحتاجها، وعدم إقامة قبر لها، مضيفة أنها «ستقاضي أمام الله، حكام إيران والقضاة والمفتشين الذين ضربوها وتحرشوا بها وكل من ظلمها أو انتهك حقوقها». وأضافت جباري التي أعدمتها السلطات الإيرانية السبت الماضي بتهمة قتل ضابط الاستخبارات الإيرانية مرتضى عبد العلي سربندي إثر اغتصابه لها في وصيتها أنها «لا تريد أن تتعفن تحت الثرى أو لعينها أو قلبها الشاب أن يتحول إلى تراب، ولذلك فهي تتبرع بقلبها وكليتها وعينيها وعظمها وكل ما يمكن زرعه في جسدٍ آخر هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليها بمجرد إعدامها». وأكدت أنها «لا تريد لهذا الشخص أن يعرف اسمها أو يشتري لها باقة من الزهور ولا حتى أن يدعو لها». وطالبت ريحانة السنية الأحوازية من والدتها «عدم بناء قبر لها تزوره وتبكي عنده وتعاني أو أن تلبس ثوب الحداد الأسود حزناً وأن تبذل ما في وسعها لنسيان أيامها الصعبة وأن تتركها لتبعثرها الريح». وأكدت أنها «تستسلم الآن وتقابل الموت بصدر رحب، وأمام محكمة الله ستوجه الاتهام إلى المفتشين، وإلى القاضي، وإلى قضاة المحكمة العليا الذين ضربوها وهي مستيقظة ولم يتورعوا عن التحرش بها». وتابعت جباري في وصيتها «أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى كل من ظلمني أو انتهك حقوقي سواءً عن جهلٍ أو كذب». وخاطبت ريحانة والدتها قائلة «في الآخرة سنوجه نحن الاتهام وسيكونون هم متهمين، دعينا ننتظر إرادة الله، أردت أن أضمك حتى أموت، أحبك».
في شأن متصل، أعرب مسؤول في الأمم المتحدة عن قلقه حيال العدد المتنامي للإعدامات في إيران، الأمر الذي يعتبر، برايه، مؤشراً على تدهور وضع حقوق الإنسان في البلد منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى السلطة.
وأحصت الأمم المتحدة 852 إعداماً في الأشهر الخمسة عشر الأخيرة في إيران، أي معدل الإعدامات الأعلى في العالم نسبة إلى عدد السكان. وقال مقرر الأمم المتحدة لإيران أحمد شهيد أن «عدد الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام يثير الصدمة». وأضاف «لقد شهدنا إعدام شخص لأنه قدم هبة لمنظمة أجنبية».
وأبدى شهيد الذي سيقدم تقريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة صدمته من إعدام ريحانة جباري شنقاً بعد قتلها موظف في وزارة الاستخبارات اعتدى عليها جنسياً.
وارتفعت أصوات عدة في المجتمع الدولي للإعراب عن استنكارها لهذا الإعدام والتشكيك بعدالة المحاكمة التي لقيتها الشابة. وأضاف شهيد أن روحاني «عاجز عن تسوية هذه المشكلة وقلب هذا الاتجاه والوفاء بوعوده» في هذا الموضوع، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني ينقصه دعم البرلمان للعمل على دفع برنامجه السياسي.
وأحمد شهيد الذي عين في 2011 لم يزر إيران منذ أن تولى هذا المنصب. لكنه التقى بأكثر من 400 إيراني مستخدماً طريقة السكايب خصوصاً واستطاع أيضاً التحادث هاتفياً مع مسجونين.
وفي تقريره، لفت شهيد أيضاً إلى أن حرية الصحافة تواجه صعوبات في إيران مع 35 صحافياً وراء القضبان. وهناك قرابة 300 شخص مسجونين بسبب ممارساتهم الدينية. وستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل على مشروع قرار عرضته كندا لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.