صنعاء - (وكالات): حقق المسلحون الحوثيون الشيعة تقدماً في محافظة أب وسط البلاد حيث سيطروا على مدينة الرضمة الاستراتيجية على طريق الجنوب والتي تعد من معاقل الإسلاميين، حسبما أفادت مصادر قبلية وأمنية.
وأكد مصدر أمني أن «الحوثيين فرضوا سيطرتهم على منطقة الرضمة بعد قتال استمر 24 ساعة».
وتقع الرضمة على الطريق بين العاصمة صنعاء وكبرى مدن الجنوب عدن، شمال شرق مدينة أب عاصمة محافظة تحمل الاسم ذاته، وهي من المعاقل الرئيسية للإخوان المسلمين المتمثلين بالتجمع اليمني للإصلاح، كما تشكل مدخلاً رئيساً إلى الجنوب. وذكرت مصادر قبلية أن 9 أشخاص من المتمردين الحوثيين ومن المسلحين القبليين السنة قتلوا في المواجهات، بينهم نجل الشيخ القبلي عبد الواحد الدعام الذي كان يقود القتال ضد الحوثيين.
وبحسب المصادر القبلية، انسحبت القبائل من المنطقة. وأكد مصدر قبلي «إسقاط الرضمة بدعم من وحدة من الحرس الجمهوري» مشيراً إلى «اللواء 55 الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي يرابط في مدينة يريم» شمال اب. وفي مدينة اب، اقتحم عشرات المسلحين الحوثيين إدارة أمن المحافظة وطردوا منها الضباط والجنود بحسب مصدر أمني. واعتبر المصدر أن ذلك يعني «سقوط كل الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها مع الحوثيين لانسحابهم من اب». وأشار المصدر إلى أن الحوثيين باتوا يسيطرون على مجمل محافظة أب عدا منطقة العدين الخاضعة لسيطرة القاعدة والقبائل الموالية لها. في هذه الأثناء، استهدف انفجار بعبوة ناسفة مكتباً للحوثيين شمال صنعاء، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وأكد شهود عيان أن الانفجار وقع قرب جولة عمران ومبنى المباحث الجنائية، وقد أسفر عن مقتل 9 أشخاص.
وفي رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، نصب مسلحون قبليون موالون للقاعدة كميناً في منطقة المناسح قتلوا فيه 12 شخصاً من الحوثيين بحسب مصادر قبلية. وذكرت المصادر أن طائرات من دون طيار يعتقد أنها أمريكية تحلق بشكل مكثف في المنطقة. وسيطر الحوثيون في سبتمبر الماضي على صنعاء بعد شهر من التصعيد في الشارع، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقاً للسلام ينص على تشكيل حكومة جديدة. ورغم تكليف رئيس للوزراء، إلا أن الحكومة التي يفترض أن تمثل سائر الأطراف لم تشكل بعد. وبعد صنعاء، وسع الحوثيون انتشارهم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، نحو أب والبيضاء وسط اليمن فيما يؤكد خصومهم أنهم يحاولون التمدد نحو المحافظات الجنوبية.
وذكرت مصادر سياسية في صنعاء أنه يتم الإعداد لعقد لقاء شعبي قبلي واسع الجمعة المقبل في العاصمة اليمنية بناء على دعوة وجهها زعيم التمرد عبد الملك الحوثي من أجل بحث «التدابير اللازمة لتصحيح الأوضاع».
وأعربت المصادر عن خشيتها إزاء إمكانية اتخاذ الحوثيين خطوات تصعيدية جديدة بعد التقدم المثير الذي حققوه من دون أي مقاومة تذكر من الأجهزة الحكومية. وفي مدينة عدن حيث يتابع الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي منذ 14 أكتوبر الجاري اعتصاماً للمطالبة بالانفصال عن الشمال، أطلق الجيش النار على مخيم الاعتصام ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين.