أمر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، بمنح وسام الواجب العسكري للشهداء من رجال الشرطة ومن تعرضوا لإصابات بالغة أثناء الواجب.
ولدى افتتاحه المنشآت الجديدة في الأكاديمية الملكية للشرطة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، وجه جلالته، وزير الداخلية بترفيع المصابين بعاهات مستديمة من رجال الشرطة، وإنشاء مركز صحي بأحدث التجهيزات والتقنيات الطبية خاص بالأمن العام.
وأكد جلالته أن الانتخابات النيابية والبلدية ترسخ النهج الديمقراطي وتعزز المشاركة الشعبية من خلال المؤسسات الدستورية، داعياً إلى تكاتف الجهود وتهيئة الظروف للتعبير عن الإرادة الحرة للمواطنين في اختيار ممثليهم، حيث يكون لرجال الأمن الدور البارز في التعاون مع الأجهزة المختصة لضمان نجاح العملية الانتخابية.
واعتبر جلالته، الأمن أساساً للبناء والتنمية وعماداً لنهضة المجتمع، وقال «تمكنا بفضل إرادة شعبنا من تخطي التحديات، وكان لرجال الأمن الدور الوطني المشرف من خلال ما قدموا من تضحيات باسلة، وما تحلوا به من انضباطية وثبات».
وأضاف جلالته أن الالتزام بالقانون والأداء المميز لرجال الأمن، مكن من احتواء العنف والتخريب والإرهاب، مقدراً لرجال الأمن دورهم الكبير في حفظ الأمن والاستقرار، والثقة بإخلاصهم النابع من حسهم الوطني، والحرص على دعمهم وإسنادهم للارتقاء بأدائهم على الدوام إلى المستوى المطلوب.
ونصت كلمة العاهل المفدى «يسعدنا في هذا اليوم المبارك وفي بداية العام الهجري الجديد أن نهنئكم بهذا العام، سائلين الله تعالى أن يهله علينا وعلى بلادنا وشعبنا بالأمن والإيمان، وأن يحفظنا من كل سوء ومكروه.
ويسرنا أن نلتقي بكم في رحاب هذا الصرح الأكاديمي الشامخ -الأكاديمية الملكية للشرطة- وفي ميدان من ميادين الشرف، حيث الإعداد والتدريب لامتلاك المعرفة والمقدرة اللازمة لأداء الواجبات في حفظ الأمن إرساءً لمسيرة الخير والعطاء، وتعزيزاً لمشاعر الطمأنينة في وطننا البحرين، باعتبار أن الأمن هو أساس البناء والتنمية وعماد نهضة المجتمع.
تمكنا بفضل الله تعالى وبفضل إرادة شعبنا من تخطي تحديات واجهتنا، وكان لرجال الأمن الدور الوطني المشرف من خلال ما قدموا من تضحيات باسلة وما تحلوا به من انضباطية وثبات، وكان الالتزام بالقانون والأداء المميز مكن من احتواء العنف والتخريب والإرهاب، داعين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح.
وإننا إذ نقدر لرجال الأمن دورهم الكبير في حفظ الأمن والاستقرار، فإننا نؤكد ثقتنا بإخلاصهم النابع من حسهم الوطني ونحرص على تقديم كل الدعم والإسناد لهم للارتقاء بأدائهم على الدوام إلى المستوى المطلوب.
ووفاءً لأرواح شهداء الواجب أصدرنا أمرنا بمنح وسام الواجب العسكري لشهداء الواجب ومن تعرضوا لإصابات بالغة من رجال الشرطة أثناء أداء الواجب.
وأصدرنا توجيهاتنا لوزير الداخلية بترفيع المصابين بعاهات مستديمة والعمل على إنشاء مركز صحي بأحدث التجهيزات والتقنيات الطبية خاص بالأمن العام.
وفي الختام ونحن على أعتاب استحقاق انتخابي يتمثل في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل ترسيخ النهج الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية من خلال مؤسساتنا الدستورية ندعو الله تعالى أن يوفقنا بتكاتف الجهود وتهيئة الظروف للتعبير عن الإرادة الحرة للمواطنين في اختيار من يمثلهم وسيكون لرجال الأمن -كما عهدناهم- الدور البارز في التعاون مع الأجهزة المختصة لضمان نجاح العملية الانتخابية مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد وللبحرين دوام الأمن والاستقرار والازدهار».
ولدى زيارة جلالته الأكاديمية الملكية للشرطة كان في استقباله وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وعدد من كبار المسؤولين بالوزارة.
وتوجه جلالته إلى المنصة وأدى حرس الشرف بالأكاديمية الملكية للشرطة التحية لجلالته وعزفت الفرقة الموسيقية النشيد الملكي ترحيباً بمقدم جلالته.
ومرت تشكيلات طابور العرض أمام المنصة وأدت التحية لجلالة الملك قبل أن يتوجه جلالة الملك إلى مبنى قيادة الأكاديمية الملكية للشرطة لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، إيذاناً بافتتاح المنشآت الجديدة للأكاديمية والتوقيع في سجل الزيارات بكلمة جاء فيها «سعدنا هذا اليوم المبارك بزيارة الأكاديمية الملكية للشرطة وسرنا ما رأيناه ولمسناه من استعداد عالٍ وتدريب جاد.
وإننا بهذه المناسبة نود أن نشد على يد كل فرد من منسوبي هذه الكلية الراقية، والتي تخرج منها ويتخرج رجال أوفياء للوطن، مستعدون لحمل المسؤولية بكل كفاية وكفاءة، ويقفون بجانب إخوانهم في الأجهزة الأمنية في المملكة للذود عن مكتسباتنا وحماية مشروعنا الحضاري من أجل وطن عزيز متقدم، وفق الله جميع منسوبي هذه الأكاديمية وأمدهم بعونه وتوفيقه».
واستمع جلالته إلى إيجاز حول المنشآت والمرافق الجديدة بالأكاديمية، والتي تأتي انطلاقاً من رؤية جلالته في أهمية التدريب لتخريج كوادر شرطية ذات كفاءة متقدمة وجاهزية عالية.
وتفقد جلالة الملك المفدى المنشآت الجديدة بالأكاديمية ثم توجه إلى مبنى قيادة الكلية الملكية للشرطة، حيث أدى عدد من منسوبي مختلف قطاعات وزارة الداخلية التحية لجلالته ليبدأ الاحتفال بالزيارة المباركة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وألقى وزير الداخلية كلمة بهذه المناسبة نصت على «يشرفني في هذا اليوم المبارك باسمي ونيابة عن كافة منسوبي وزارة الداخلية أن أرحب بهذه الزيارة الملكية المباركة، شاكراً لجلالتكم ما نحظى به من رعايتكم الكريمة وبالغ عنايتكم وما تولونه جلالتكم من جل اهتمامكم بمنسوبي الأمن العام تقديراً لعطائهم وتضحياتهم.
ويطيب لي بكل فخر ونحن في هذا الجمع وفي حضرة القائد الأعلى أن أؤكد لجلالتكم أن أمن البحرين واستقرارها دين علينا وأمانة تشرفنا بحملها وليس منا من يتردد في الذود عنها، فنحن أبناء الأوائل الذين بذلوا دماءهم فداء للبحرين وأمنها، ويزيدنا فخراً أننا تحملنا هذه المسؤولية في ظل قيادة جلالتكم المظفرة.
تعلمنا من جلالتكم حبكم الكبير للوطن والتمسك بروح الغيرة الوطنية والعروبية ورسمتم لنا طريق العدالة والكرامة وغرستم فينا عزة النفس وصراحة القول والوقوف إلى جانب الحق.
فهنيئاً لنا ولكل مخلص لأمن الوطن عاش وعاصر حكمة قيادتكم وحزمها، وكيف عبرتم بالبحرين إلى بر الأمان، عندما كانت حوادث الإعصار العربي تعصف بالمنطقة وانقلبت حينها موازين الاستقرار ومازالت آثارها تربك الأمن في محيط المنطقة والإقليم.
إننا وإن ننسى لا يمكن أن ننسى مواقفكم القيادية الوطنية من أجل رفعة البحرين وأمنها وإن هذا التاريخ كتب في وجدان الأمة قبل أن تحمله سطور ذاكرة الوطن.
ونيابة عن هؤلاء الرجال المخلصين وباسم كل شركائنا في أمن الوطن من مواطنين ومقيمين أقول لجلالتكم بكل معاني الولاء والفخر والاعتزاز شكراً سيدي جلالة الملك.
منحتمونا سيدي الثقة في أوقات دقيقة وحساسة وهذا أمر عزز فينا روح المسؤولية وعملنا في ظل ظروف أمنية على مرأى من الجميع في الداخل والخارج وصممنا على احتواء الموقف وإظهار الحقيقة.
وارتكز مفهومنا على استمرار الوجود الأمني والتمسك بالانضباط وتمكنا من المساهمة في تغيير وجهة نظر العالم ولكن إنجاز هذه المهمة تحقق من خلال تقديم تضحيات جسام.
إن هؤلاء الرجال الذين أمام جلالتكم من أبنائكم التلاميذ العسكريين هم بعون الله خط الأمان الأول وأساس الأداء الناجح في الميدان، والقادة والمشرفون والمدربون لأفرادهم في مختلف مجالات العمل الأمني.
وإنهم إذ يتشرفون بلقاء جلالتكم في هذا اليوم المبارك فإن ذلك خير دافع معنوي لعزيمتهم وتفانيهم في أداء الواجب والوفاء بقسم الإخلاص والولاء لقيادتكم الرشيدة.
أختم حديثي في حضرة جلالتكم بالدعاء إلى العلي القدير أن يحفظكم قائداً وراعياً لمسيرة الخير والإصلاح المباركة وأن يؤيدكم سبحانه وتعالى بالعز والتمكين».
من جانبه ألقى الملازم أول خليفة عبدالله السادة قصيدة شعرية أمام جلالة الملك المفدى.
وتشرف عدد من التلاميذ العسكريين المميزين من منسوبي الأكاديمية الملكية للشرطة وفريق الأكاديمية الحاصل على المركز الأول وللمرة الخامسة على بطولة عصا قياس الخطوات العسكرية المقامة بالكلية الملكية البريطانية «ساند هيرست» بالسلام على جلالة الملك.
وصافح العاهل المفدى عدداً من أسر شهداء الواجب ورجال الأمن ممن تعرضوا لإصابات بالغة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني المقدس، معرباً عن شكره وتقديره لرجال الأمن على جهودهم الطيبة ودورهم البناء وما يتحلون به من روح معنوية عالية واحترافية وانضباط لأداء رسالتهم السامية حماية لمكتسبات الوطن وأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة. وقدم وزير الداخلية في ختام الزيارة هدايا تذكارية لجلالة الملك المفدى ولسمو ولي العهد بمناسبة الزيارة الملكية السامية.