عواصم - (وكالات): عبرت طليعة مقاتلي البشمركة العراقيين الحدود التركية إلى عين العرب السورية لتنسيق عملية دخول العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح إلى المدينة الكردية لمساندتها في معركتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، فيما أكد قائد إحدى وحدات الجيش السوري الحر نزار الخطيب أن نحو 400 من مقاتلي الجيش المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد يقاتلون إلى جانب القوات الكردية في مدينة عين العرب، في وقت حملت دمشق على تركيا بعنف لسماحها بدخول قوات البشمركة. في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية وشهود ان مسلحي الدولة الاسلامية أعدموا 220 عراقيا للانتقام من عشيرة البونمر التي حاولت منعهم من الاستيلاء على اراض غرب بغداد. في موازاة ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات الأمريكية وجهت 10 ضربات جوية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قرب كوباني، موضحة أن الضربات تركز على المدينة منذ يومين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «10 عناصر من قوات البشمركة الكردية عبروا إلى مدينة عين العرب عبر المعبر الحدودي الواصل بينها والأراضي التركية».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الوفد سيقوم بمهمة تنسيق دخول القوة» التي وصلت براً وجواً من العراق إلى تركيا، مضيفاً «من المنتظر دخول بقية عناصر البشمركة خلال الساعات القادمة».
وأكدت وكالة أنباء «الفرات» الموالية للأكراد التي تبث من تركيا الخبر، مشيرة إلى أن الوفد دخل كوباني عبر معبر مرشد بينار وسيلتقي مسؤولين ليبحث معهم في كيفية إدخال الأسلحة. وأشارت تقارير إلى وصول قافلة من 40 آلية تقل مقاتلين أكراداً إلى مدينة سوروتش الحدودية التركية. ولقي مقاتلو البشمركة المتجهين إلى كوباني، استقبالاً شعبياً حاراً في القرى الكردية التركية التي عبروها إذ أطلقت الهتافات المؤيدة ورفعت الأعلام الكردية وصرخ بعض المستقبلين «كوباني مقبرة داعش».
وقصف التنظيم المتطرف خلال الساعات الماضية بكثافة المنطقة الحدودية من عين العرب بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة، بالتزامن مع هجوم جديد شنه على حي الجمرك شمال المدينة في اتجاه المعبر الحدودي مع تركيا. وصد المقاتلون الأكراد الهجوم، وتخوف عبد الرحمن من أن يؤدي استهداف المنطقة الحدودية إلى تأخير دخول قوات البشمركة.
وتتعرض عين العرب لهجوم منذ أكثر من شهر ونصف الشهر في محاولة للتنظيم الجهادي المتطرف للاستيلاء عليها. ووافقت تركيا أخيراً، بضغط من الولايات المتحدة، على عبور قوات من البشمركة العراقية ومقاتلين من المعارضة المسلحة إلى كوباني لوقف تقدم التنظيم.
ودخل 51 عنصراً من الجيش السوري الحر المعارض للنظام إلى المدينة عبر الحدود التركية لمساندة «وحدات حماية الشعب» الكردية، بحسب المرصد.
وانضم هؤلاء إلى مقاتلين عرب آخرين يقاتلون منذ بداية المعركة إلى جانب المقاتلين الأكراد في عين العرب.
وبعثت التعزيزات الأمل في صمود كوباني التي يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ أكثر من أسبوعين على نصفها. ورأت وزارة الخارجية السورية في بيان أن تركيا أقدمت على «خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات أجنبية وعناصر إرهابية تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية».
واعتبرت أن ذلك «يشكل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية».
وتواصلت المعارك أمس على محاور عدة في عين العرب.
وذكر المرصد بعد الظهر أن 11 مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» قتلوا في الاشتباكات المستمرة. وساهمت الغارات الجوية التي نفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ نهاية سبتمبر الماضي ضد مواقع وتجمعات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في إعاقة السيطرة الكاملة على ثالث المدن الكردية السورية. ونفذت طائرات الائتلاف ضربات، بحسب المرصد، على «تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في القسم الشرقي من مدينة عين العرب». في العراق المجاور، تستعد القوات العراقية مع مقاتلين موالون لها لاستعادة مدينة بيجي التي تقع في محافظة صلاح الدين قرب كبرى مصافي النفط في البلاد من سيطرة التنظيم الجهادي. في شأن متصل، قالت وكالة «فارس» الإيرانية إن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، هو القائد الفعلي للقوات العراقية التي تقاتل «داعش»، مضيفة أن «الشعب العراقي يثق بقواته وليس بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن».
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن «فيلق القدس» قدم الدعم الاستشاري واللوجستي لحماية العراق من الانهيار.
ورأت الوكالة أن «التحالف الدولي لم يحقق أي شيء سوى مساعدة كردستان وتحرير سد الموصل خدمة للأكراد ذوي حلم الانفصال عن العراق في دولة مستقلة».
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية وشهود أن مسلحي الدولة الإسلامية أعدموا 220 عراقياً للانتقام من عشيرة البونمر التي حاولت منعهم من الاستيلاء على أراض غرب بغداد.
وتم اكتشاف مقبرتين جماعيتين تضمان جثث نحو 300 فرد من عشيرة البونمر السنية كان تنظيم الدولة الإسلامية قد احتجزهم هذا الأسبوع. وقال شهود إن الأسرى رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً وأطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة. ووفقاً للشهود تم التخلص من جثث أكثر من 70 شخصاً من عشيرة البونمر بالقرب من بلدة هيت في محافظة الأنبار السنية، وقالوا إن معظم الضحايا كانوا من أفراد الشرطة أو مجموعات الصحوة المناهضة للدولة الإسلامية. وقال مسؤولو أمن إن مقبرة جماعية قرب مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار أيضاً احتوت على جثث 150 فرداً من نفس العشيرة.