عواصم - (وكالات): زادت إسرائيل أمس من حدة التوتر في القدس المحتلة بعد إعلانها أمس منع الزوار والمسلمين من دخول باحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس، الأمر الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية «إعلان حرب»، فيما ندد الأردن والأزهر بالقرار، قبل أن تقرر سلطات الاحتلال في وقت لاحق، إعادة فتح المسجد مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من دخوله.
وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن دخول «باحة الأقصى محظور حتى إشعار آخر على كل الزوار وبصورة استثنائية على المسلمين الذين جاؤوا للصلاة بسبب التوتر الحالي». وأضافت أن الشرطة قررت أيضاً نشر تعزيزات من مئات الرجال في القدس. وتأتي هذه الإجراءات بعدما زعمت إسرائيل إصابة الناشط اليميني الإسرائيلي المتطرف يهودا غليك مساء أمس الأول في القدس الغربية برصاص أطلقه مسلح يستقل دراجة نارية تمكن من الهرب. ويهودا غليك ناشط يميني متطرف يسعى منذ سنوات للحصول على تصريح للصلاة في باحة الأقصى. وفي أول رد فعل على القرار الإسرائيلي، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قرار إسرائيل يأتي «بمثابة إعلان حرب» على الشعب الفلسطيني. وقال أبو ردينة «استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية».
وأضاف «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك». ودان الأردن قرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين وحض دول العالم على الضغط على إسرائيل «لفك الحصار الإرهابي» المفروض على الأقصى. واستنكر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية هايل داود قيام إسرائيل بـ «إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من الدخول إليه».
كما ندد الأزهر بقرار إسرائيل معتبراً أن «هذه السابقة الأولى من نوعها» منذ احتلال القدس عام 1967 تعد «خطوة عدائية» و»عملاً همجياً يكرس الصراع الديني». وقال الأزهر في بيان بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن إغلاق المسجد الأقصى «خطوة عدائية تستهدف السيطرة عليه، داعياً العالم الإسلامي والمجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري لوقف هذا العمل الهمجي الذي يكرس للصراع الديني».
ودعا الاتحاد الأوروبي الفلسطينيين وإسرائيل إلى «التهدئة». وطالبت الولايات المتحدة بأن يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى ودعت جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس مع تصاعد التوتر.
وفي وقت سابق، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بزيادة مهمة» في إعداد رجال الشرطة الذين سيتم نشرهم في القدس. ووجه نتنياهو اللوم الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس باطلاق النار على احد قادة اليمين المتطرف واتهمه «بتحريض» الفلسطينيين على منع اليهود من زيارة المسجد الأقصى «بأي طريقة».
وقتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينياً زعمت أنه هو من أطلق النار على يهودا غليك وتسبب في جرحه، وأعلنت منعها للمصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى.
ويأتي الهجوم بينما يتفاقم التوتر في المدينة المقدسة بعد أشهر من مواجهات يومية بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الشهيد الفلسطيني يدعى معتز حجازي.
وفي بيان، نعت حركة الجهاد الإسلامي حجازي، وقالت إنها «تحتسب عند الله شهيدها المجاهد معتز حجازي الذي استشهد في حي الثوري بالقدس بعد اشتباك مع قوات الاحتلال». بينما باركت حركة حماس في قطاع غزة العملية حيث أكد فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان «نبارك عملية القدس البطولية والشجاعة التي استهدفت مسؤولاً في ما يسمى أمناء جبل الهيكل الإسرائيلية العنصرية المتطرفة». واندلعت مواجهات في حي راس العمود وسلوان بين الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين. وعززت الشرطة قواتها في مدينة القدس وفي باب العمود وعلى بوابات المدينة وحول البلدة القديمة . من جهة ثانية، استدعت إسرائيل سفيرها في ستوكهولم للتشاور، وذلك إثر اعتراف السويد بدولة فلسطين. وأصبحت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين في مبادرة رحب بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفها بـ «الشجاعة والتاريخية» فيما اعتبرتها واشنطن «سابقة لأوانها».
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أن قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين «مؤسف»، مؤكداً أنه لن يساعد في الجهود لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.