«القبس»: 200 كويتي في صفوف «داعش»
أكثر من ألف مقاتل يصلون سوريا للانضمام لـ«داعش» شهرياً
أمريكي يواجه السجن 15 عاماً بتهمة دعم «داعش»
اعتقال 3 عراقيين في سويسرا يشتبه في انضمامهم للتنظيم
عواصم - (وكالات): قالت تقرير للأمم المتحدة نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن نحو 15 ألف أجنبي من 80 بلداً توجهوا إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل الدولة الإسلامية «داعش». ويعزو التقرير الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه هذا العدد المرتفع إلى تراجع تنظيم القاعدة، لكنه يقول إن «نواة» التيار المتطرف لا تزال ضعيفة. وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط القاعدة في مجلس الأمن الدولي أنه «منذ 2010» بات عدد الجهاديين الأجانب في سوريا والعراق «يزيد بعدة مرات عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم إحصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد». وقال «هناك أمثلة على مقاتلين إرهابيين أجانب جاؤوا من فرنسا وروسيا وبريطانيا» وفي الإجمال من 80 بلداً بعض منها «لم يعرف في السابق مشكلات على صلة بالقاعدة». ويؤكد التقرير أن أنشطة التنظيمات الجهادية مثل «الدولة الإسلامية» تتركز بشكل خاص في الدول التي تنشط فيها، حيث إن «الهجمات الكبيرة ضد أهداف عبر الحدود أو أهداف دولية تبقى قليلة».
ويركز التقرير مع ذلك على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي وهو تهديد دفع العديد من البلدان مثل بريطانيا أو فرنسا إلى اتخاذ تدابير للكشف عنهم ومنعهم من التوجه إلى سوريا والعراق. وتؤكد اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولة كذلك حسب «الغارديان»، على فعالية وسائل التجنيد «الموجهة للجميع» التي يلجأ إليها «داعش» مستفيداً من شبكات التواصل الاجتماعي في حين أن المنشورات العقائدية للقاعدة لم تعد تجذب المقاتلين. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن المقاتلين الأجانب يواصلون التوجه إلى سوريا بمعدل ألف مقاتل في الشهر، على رغم الحملة الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوات الأمريكية وحلفاؤها ضد الجهاديين في سوريا والعراق، لا تردع الأجانب من الذهاب إلى هناك من أجل القتال، لكنها لا تتسبب أيضاً في «موجة سخط» تؤدي إلى تشجيع المزيد على حمل السلاح. وقال أحد المسؤولين طالباً عدم الكشف عن هويته إن «تدفق المقاتلين الذين يتوجهون إلى سوريا ما زال ثابتاً، لذلك يواصل عددهم الإجمالي في الارتفاع».
وتؤكد الاستخبارات الأمريكية أن أكثر من 16 ألف مقاتل أجنبي موجودون في الوقت الراهن في سوريا، كما ذكرت «واشنطن بوست». وتفيد آخر التقديرات، أن الغارات الجوية قتلت 460 عضواً في التنظيم في سوريا و60 مقاتلاً من جبهة النصرة. في سياق متصل، قالت صحيفة «القبس» الكويتية إن «مصادر مطلعة أكدت أن نحو 200 مواطن كويتي يقاتلون في صفوف داعش بسوريا والعراق وأن عدداً من أولياء أمورهم لجؤوا إلى أجهزة الدولة طلباً للمساعدة على استرجاعهم مؤكدين تعرضهم إلى التغرير بسبب وسائل التواصل الاجتماعي». وذكرت الصحيفة أن «الرقم مخالف تماماً لآخر الأرقام المتداولة التي كانت تشير إلى وجود 72 كويتياً فقط في صفوف التنظيم قبل أسبوعين». وأوضحت أن «هناك كويتيين عادوا من جبهات القتال بطريقة أو بأخرى»، مشيرة إلى أنه «لم يتم اعتقال أي كويتي في الخارج ولم يعد إلى البلاد أي منهم عن طريق القنوات الرسمية ومعظمهم يدخلون سوريا والعراق عن طريق دولٍ مجاورة، ومنها يعودون إلى مزاولة أعمالهم في الكويت». من ناحية أخرى، أقر أمريكي يبلغ من العمر 44 عاماً بأنه مذنب بتهمة محاولة تقديم دعم مادي إلى التنظيم المتطرف والتي تصل العقوبة فيها إلى السجن لمدة 15 عاماً إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى ربع مليون دولار. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» في بيان أن دونالد راي مورغان اعتقل مطلع أغسطس الماضي في مطار «جي اف كي» في نيويورك بتهمة تعود إلى يناير الماضي وهي حيازة سلاح ناري بطريقة غير مشروعة، ولدى التحقيق معه تبين أنه سبق له وأن «سافر إلى الخارج بنية الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي العنيف في سوريا». وأضافت الشرطة الفيدرالية أن «المواطنين الأمريكيين الذين يدعمون منظمات إرهابية يجب أن يحاسبوا على أعمالهم». ونقل البيان عن مساعد وزير العدل جون كارلين قوله أن إقرار المتهم بذنبه في هذه القضية «هو دليل على التزامنا النيل من أولئك الذين يحاولون السفر إلى الخارج لدعم منظمات إرهابية»، مؤكداً أن «منع الأفراد من الانضمام إلى الدولة الإسلامية ومحاسبة أولئك الذين يحاولون تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية يبقيان في أعلى قائمة أولوياتنا». وبحسب القرار الإتهامي فإن مورغان قدم «عن سابق إدراك وتصميم» دعماً وأموالاً، بما في ذلك «خدماته الخاصة»، إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة الممتدة بين يناير 2014 وحتى اعتقاله في 2 أغسطس 2014.
من جهة أخرى، قالت السلطات السويسرية إنها اعتقلت 3 مواطنين عراقيين في مارس الماضي يشتبه في أنهم كانوا يوفرون الدعم لـ»داعش» ويخططون لتنفيذ هجوم في أوروبا.
وقال المدعي العام السويسري في بيان إنه يشتبه أيضاً في أن العراقيين الثلاثة استخدموا المتفجرات والغازات السامة بنية إجرامية كما يشتبه في ارتكابهم جرائم إباحية والتشجيع على الدخول والخروج من سويسرا بشكل غير شرعي. ولا يزال الثلاثة قيد الاعتقال على ذمة التحقيق دون أن يكشف عن أسمائهم أو توجه لهم أي اتهامات.
وقال الادعاء إن سويسرا طلبت المساعدة من السلطات الأوروبية وإن فريق تحقيق مشترك بين الشرطة الجنائية الاتحادية السويسرية ومكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي تشكل لبحث القضية وهو الأول من نوعه منذ توقيع البلدين اتفاقية تعاون عام 2006.
وأوردت صحيفـــــة «تاجيـــــــس انتســـايجر» السويسرية نبأ اعتقال الرجال الثلاثة الشهر الماضي. وفي وقت سابق من هذا الشهر منعت الحكومة السويسرية أي نشاطات للدولة الإسلامية في البلاد وحظرت أي نوع من الدعم للتنظيم المتشدد مثل جمع التبرعات أو تجنيد المقاتلين.