كتب - أبوذر حسين وزينب أحمد:هنا نعرفها طيوراً (تغدو خماصا وتروح بطانا) .. أما هناك على سطح حاملة الطائرات الأمريكية (يو. اس. اس. كارل فينسن) لم نعرف عن طيورهم ذات التقنيات العالية الغدو أو الرواح، ولا حتى الرزق المقدر لطلعات تلك الطيور المجنحة بالصواريخ! اللهم إلا النذر اليسير الذي يتقطر قطرات .. فكل شي هناك مطوق بـ (أسرار عسكرية).«الوطن» دخلت حاملة الطائرات الأمريكية التي تموج في أقصى شمال الخليج العربي، و»ألحت في السؤال» عن تلك الأسراب التي ملأت سكون ليلة الخميس الماضي ضجيجاً وحركت عصب الليل وظلمة البحر.. وأثمر «الإلحاح»: كشف الضابط القيادي في حاملة الطائرات الأمريكية كارل توماس «إن 37 طائرة أمريكية من طرازات مختلفة وبأحجام متفاوتة تغادر الحاملة في مهام متنوعة إلى مناطق داعش في العراق وسوريا يوميا».وقال «نحن هنا نقدم الدعم للقوات المحلية على الأرض، وتوفير كافة ما يمكن عمله لجعل عمليات طائراتنا قادرة على دعم القوات على الأرض، لتكون مهامها ناجحة». وأضاف «مهمتنا الآن توجيه ضربات محددة لمواقع تنظيم داعش بالتنسيق مع القوات على الأرض». وتزامن دخول «الوطن» إلى الحاملة كارل فينسن «مسماة تخليدا لعضو الكونجرس كارل فينسن الذي خدم البحرية الأمريكية واحدث فيها تطورات كبيرة خلال فترة عمله الطويلة»، مع خطة قوات التحالف في إغراق عين العرب «كوباني» السورية بغارات جوية تمهيدا لدخول قوات البشمركة الكردية العراقية إلى بلدة كوباني لمساندة المقاتلين الأكراد الذين ظلوا يحاصرون المنطقة منذ أكثر من 40 يوماً «تعد حالياً محور الحرب ضد داعش. بالإضافة إلى استهداف معاقل التنظيم شمال غربي الموصل في نواحي زمار ومنطقة بعشيقة وغيرهما. (وفيما كانت الطائرات الأمريكية تنفذ طلعاتها ضد «داعش» كنا نرقب إقلاع الطائرات الحربية تارة، وتارة أخرى نكرر أسئلتنا على الضابط القيادي في الحاملة توماس الذي لم يعط من فيض معلوماته الزاخرة، إلا ما تفرضه ظروف منصبه وسرية العمليات).وردا على أسئلة حول (متى ستنتهي قوة داعش؟ ولماذا استمرت كل تلك الفترة؟ وهل تعجز امريكا وحلفائها من حسم المعارك ومحو داعش من الوجود؟ يقول توماس «إن هذه الحرب ليس المهم فيها الجانب العسكري الحاسم، وإنما الموقف الدولي المتوافق على دحر الإرهاب، فضلا عن الجانب الحضاري، باعتبار أن العسكري ليس إلا جزء منه». غير أننا لم نكل من توجيه الأسئلة للقائد (ما هو شكل التعاون العسكري مع دول المنطقة؟ وهل الحاملة مهيأة لتكون منصة انطلاق لطائرات دول التحالف؟).. فيقول الضابط القيادي «إننا نعمل مع شركائنا في المنطقة منذ سنوات طويلة، وهذه العلاقات المتجذرة والراسخة شكلت تعاونا كبيرا فيما بيننا، وجميع عملنا في هذا الجزء من العالم لتحقيق الأمن والاستقرار». وأضاف «إن التطورات التي تحيط بتنظيم داعش في سوريا والعراق تحظى باهتمام كبير في المنطقة. مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يؤكد باستمرار على أهمية دورنا في دعم حلفائنا في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، وكما تعلمون فإن الولايات المتحدة لديها الامكانيات العسكرية المتطورة عبر طائراتنا المجهزة بأحدث التقنيات العسكرية القادرة على المهمات القتالية المختلفة، ونحن كجزء من هذا التحالف نقوم بمهمات قتالية في كل من سوريا والعراق ضمن أهداف محددة.أما عن عدم السماح للقوات البحرية الأخرى من الحلفاء باستخدام حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسن يقول توماس «لدينا تقنيات مختلفة تماما عن التقنيات المستخدمة في حاملات الطائرات التي تمتلكها دولاً أخرى في التحالف، وكذلك طائرات مختلفة. فالطريقة التي تهبط بها طائرات القوات الجوية الأخرى على متن حاملة الطائرات تختلف من قوة جوية إلى أخرى، كما أن التقنيات المتوفرة لوقف الطائرة عند الهبوط على المدرج مختلفة، وكذلك الحال عند التقنيات المستخدمة في الاقلاع. وبالتالي قد نسمح لهبوط طائرة هيلكوبتر لقوات أخرى بالهبوط من على متن حاملتنا، ولكن ليس طائرات مقاتلة.وحول احتمال الخطأ التقني الذي عادة تكون تكلفته على ظهر الحاملة فادحا. يوقل توماس «لا استطيع أن اتذكر متى حدث خطأ أخر مرة على متن الحاملة. فجميعنا نعمل وفق اجراءات محددة ومهام معروفة لكل فرد داخل الحاملة وبمنتهى الدقة التي يمكن تصورها.يشار إلى أن الضابط القيادي الكابتن كارل توماس ولد في شمال فيرجينا، وتلقى تعليمه NROTC في معهد رينسيلار البوليتكنيك عام 1968 بعد تخرجه من بكالوريوس إدارة المعلومات. وحصل على درجة الماجستير في العلوم في مجال التكنولوجيا المعلومات من مدرسة العليا البحرية في مونتيري في كاليفورنيا حيث تخرج بامتياز وحصل على ادميرال الخلفي قريس هوبر . وجائزة ماكيلان للتميز الأكاديمي.حصل الكابتن توماس كارل جوائز شخصية من أرقى الخدمات الدفاع منها، ميدالية الاستحقاق، ميدالية جدارة الخدمة 3، ميدالية منشأة البحرية والجوية، ميدالية الثناء (5)، ميدالية الإنجاز الثالث.