عواصم - (وكالات): دعا سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية في العاصمة اليمنية صنعاء الحركة الحوثية المسلحة لوقف استحواذها المستمر على الأنشطة العسكرية وأنشطة الدولة، وسيطرتهم على مناطق مختلفة من اليمن، والاستيلاء على المعدات العسكرية الحكومية، فيما تم التوقيع على اتفاق تشكيل حكومة التكنوقراط مساء أمس، في حين قتل 3 أشخاص في مواجهات بين المتمردين الشيعة وحراس مقر حزب الإصلاح الإسلامي السني في إب جنوب غرب اليمن.
وطالب سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية في بيان «الحوثيين بتسليم المعدات والأسلحة الثقيلة العسكرية التي استولوا عليها للدولة».
وشدد السفراء على كل القوى اليمنية بضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الموقع في 21 سبتمبر الماضي بأسرع وقت ممكن وبأعلى قدر من الحكمة.
والمبادرة الخليجية هي اتفاقية سياسية أعلنتها دول الخليج في 3 أبريل 2011 لترتيب انتقال السلطة في اليمن، عقب الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وانتهت بتنحي صالح وتسليم السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي.
ووقعت الأحزاب اليمنية على اتفاق لتفويض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيل حكومة كفاءات شرط أن تكون كل الأحزاب ملتزمة بدعمها وعدم معارضتها، وفق الاتفاق الذي رعاه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر. وأعلنت مصادر أن القوى السياسية فوضت الرئيس اليمني لتشكيل حكومة كفاءات.
وقالت المصادر إن المؤتمر الشعبي العام طلب إرجاء التوقيع على الاتفاق لوقت لاحق.
من جهة أخرى، قال مصدر أمني إن اثنين من حراس مكتب الإصلاح في إب قتلا وجرح آخرون في هجوم بالرشاشات وقذائف مضادة للدروع «آر بي جي» أطلقها الحوثيون.
وأوضح مصدر أمني آخر أن مدنياً قتل في مواجهات تلت الهجوم، موضحاً أن المهاجمين استولوا بعد ذلك على مقر حزب الإصلاح الذي قاموا بنهبه قبل تفجيره صباح أمس.
واستفاد المتمردون الشيعة من عدم الاستقرار في اليمن منذ انتفاضة 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، للسيطرة في 21 سبتمبر الماضي على صنعاء بعد شهر من التصعيد في الشارع، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقاً للسلام ينص على تشكيل حكومة جديدة.
وبعد صنعاء، وسع الحوثيون انتشارهم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، ونحو إب والبيضاء وسط اليمن فيما يؤكد خصومهم أنهم يحاولون التمدد نحو المحافظات الجنوبية.
ورغم تكليف رئيس للوزراء، إلا أن الحكومة التي يفترض أن تمثل سائر الأطراف لم تشكل بعد.
وأمهل زعيم قبلي من المتمردين الحوثيين في اليمن الرئيس عبد ربه منصور هادي 10 أيام لتشكيل الحكومة محذراً من أنه سيتم تشكيل «مجلس إنقاذ وطني» في حال لم يقم بذلك.
والتحذير للرئيس اليمني أطلق خلال تجمع موسع لشيوخ القبائل عقد بدعوة من زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي وشارك فيه مناصروه وزعماء قبائل حليفة وقريبة من صالح.
ورداً على هذا الإنذار، تظاهر مئات المثقفين والناشطين وسط صنعاء للمطالبة برحيل الحوثيين من العاصمة.
وهتف المتظاهرون بشعارات معادية لجماعة الحوثي ولإيران التي تدعمهم بالمال والسلاح.
وفي بيان بعنوان «لا للمليشيات، لا للإرهاب، نعم للدولة»، طالب المتظاهرون «بسرعة تشكيل حكومة كفاءات لإنقاذ البلاد من أي سيناريو انقلاب وشيك للمليشيات المسلحة» و»برحيل مليشيات الحوثي من شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وبقية محافظات وسط وغرب وشمال البلاد» و»عودة مؤسستي الجيش والأمن لحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة جماعات العنف والإرهاب».
وطالب المتظاهرون الرئيس هادي بإعلان مجلس عسكري لحماية البلاد، وتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.