كتبت - سلسبيل وليد:
لا شك أن الدومة عبدالمجيد آدم خاطر وزوجته فايزة سليمان، كانا يحلمان بالعودة إلى حضن الوطن وعشهما الدافئ في ربوعه، بعد أن ابتهلا إلى الباري جل شأنه وهما يعتمران بالديار المقدسة، أن يكحل عينيهما برؤية أبنائهم الأربعة المعوقين والخامس السليم، أزواجاً يزفون إلى زوجاتهم على وقع الدفوف والأهازيج والأغاني.
كل هذا لم يحصل، والأحلام تبخرت بتقدير العلي القدير، إذ قضى الزوج وزوجته في حادث سير أثناء عودتهما من أداء مناسك العمرة مع ابنهما المعوق (31 سنة)، بينما نجا الابن المعوق الأصغر من الحادث، وبقي الشقيق الثالث يدرس في السعودية، وإثنان آخران «معوقين» في البحرين.
لا أحد يعرف إن كان الشبان الثلاثة «المعوقين»، استوعبوا فكرة رحيل والديهم وشقيقهم الأكبر أم لا؟ رحل الوالدان وتركا أسئلة كبيرة معلقة، من يعتني بهؤلاء؟ بل من ينتبه لأخطائهم ويعدلها؟ من لهم بعد الباري جل شأنه؟
إحدى معارف الأسرة قالت إن العائلة تأهبت للعمرة بعد أن ودعت ابنها البالغ من العمر 21 سنة ويدرس هندسة الطيران في السعودية، والابنين الآخرين من ذوي الاحتياجات في البحرين، بينما قررت أخذ الابنين الأكبر والأصغر لأداء فريضة العمرة، لصعوبة اعتمادهما على أنفسهما.
وأضافت أن أحمد صغير العائلة، يعاني تأخراً في النمو العقلي ويصنف ضمن الاحتياجات الخاصة، ويعاني حالياً أنواع الألم بسبب ما خلفه الحادث الأليم في جسده وروحه، وتتساءل «من لأحمد غير الله؟».
وذكرت أن الوالدة المسنة لم تكن تغفل عن أبنائها المعوقين لحظة، وعانت كثيراً حتى رأتهم شباباً بعمر الزهور، ولكنها فارقت الحياة قبل أن تزفهم لعش الزوجية، ولم تكن تعلم أنها ستزف مع ابنها وزوجها إلى دار الحق، مخلفة 4 أبناء دون معيل.
وقالت إن الشابين المعوقين في العشرينات من عمرهما ويعملان برواتب زهيدة لدى مركز الاحتياجات الخاصة، فيما يبقى أحمد وأخوه المهندس بانتظار معيل حقيقي يتكفل بدراستهما وعلاجهما.
الابن السليم من العائلة ومهندس المستقبل، الأمل الوحيد للعائلة المنكوبة، يقف اليوم مكتوف الأيدي، وهو يعرف حجم العبء الملقى على عاتقه.