عواصم - (وكالات): شهد مسرح العمليات في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا تطوراً نوعياً مع دخول قوات البشمركة الكردية إليها في المعركة الدائرة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، حيث استخدمت قوات البشمركة صواريخ بعيدة المدى مكنتها من قصف قواعد لـ «داعش» تقع في قرى تبعد 6 كيلومترات شرق المدينة، وذلك لأول مرة منذ اندلاع المواجهات في المدينة منذ نحو 6 أسابيع، فيما شن طيران التحالف الدولي غارات على مواقع التنظيم بعد ساعات من شن مقاتلي «داعش» هجوماً عنيفاً من الجهتين الشرقية والشمالية للمدينة فيما بدا محاولة لإعادة التمركز في المنطقة.
وفي العراق، هاجم مسلحو التنظيم عشيرة البونمر مجدداً في محافظة الأنبار غرب العراق، وأعدموا 67 شخصاً آخرين من أفرادها. ويعد الهجوم الذي شنه التنظيم أمس أحدث حلقات مسلسل الإعدامات التي يقوم بها تنظيم الدولة في صفوف أفراد عشيرة البو النمر. وتقول الحكومة العراقية إن العشيرة أعدم منها إلى الآن على يد تنظيم الدولة الإسلامية نحو 400 شخص.
وتأتي المواجهات في مدينة عين العرب قبل بدء العمليات العسكرية للقوات المشتركة لوحدات حماية الشعب الكردية والبشمركة والجيش السوري الحر ضد التنظيم المتطرف في المدينة. وذكرت تقارير أن وجود هذه القوات يمكن أن يؤثر حالياً في التمهيد لقصف مدفعي على قوات التنظيم بالتزامن مع غارات التحالف وهو ما قد يوفر فرصة للمقاتلين في الصفوف الأمامية للتوغل أكثر في الأحياء الشرقية الخاضعة للتنظيم بالمدينة.
وكانت آخر دفعة من قوات البشمركة وصلت إلى عين العرب حيث دخلت من الجهة الغربية للمدينة من منطقة تل شعير التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، والتقت قيادات البشمركة مع قائد مجموعات مقاتلي المعارضة المسلحة داخل عين العرب العقيد عبد الجبار العكيدي، إضافة إلى قادة وحدات حماية الشعب الكردية.
ونقلت تقارير عن قائد قوات البشمركة التي وصلت إلى عين العرب من إقليم كردستان العراق قوله إن مهمة القوة ستكون إسناد مقاتلي وحدات حماية الشعب ودعمها بالسلاح بهدف تحقيق التكافؤ في العتاد مع مقاتلي تنظيم الدولة.
وقد سمحت تركيا بمرور قوات البشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر عبر حدودها لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الذي يحاصر عين العرب منذ أكثر من 40 يوماً. وأظهرت لقطات لتلفزيون «رويترز» دخول مقاتلين من الجيش السوري الحر إلى غرب عين العرب وهم يستقلون شاحنات مزودة برشاشات ثقيلة وقد رفعوا علم الثورة السورية. وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن قوات الجيش الأمريكي شنت 7 غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وانضم إليها حلفاء في هجومين آخرين في العراق.
وقالت القيادة إنه في سوريا عاودت المقاتلات والقاذفات الأمريكية التركيز على منطقة عين العرب بشن 5 ضربات أصابت 5 وحدات صغيرة للدولة الإسلامية. وأضافت أن ضربتين إلى الجنوب الشرقي من دير الزور دمرتا أيضاً دبابة للدولة الإسلامية وملاجىء للمركبات.
وهاجمت قوات أمريكية وقوات أخرى تابعة لدول أخرى مشاركة معها في التحالف وحدات صغيرة للدولة الإسلامية قرب مدينتي بيجي والفلوجة العراقيتين.
وفي العراق، قالت الحكومة إن متشددي الدولة الإسلامية قتلوا نحو 400 من أفراد عشيرة البونمر بمحافظة الأنبار غرب البلاد بينهم عشرات النساء والأطفال الذين ألقيت جثثهم في بئر في أول تأكيد رسمي لحجم المذبحة.
ويمثل القتل الممنهج الذي قال زعيم عشائري إنه استمر أمس بعضاً من أسوأ عمليات إراقة الدماء في العراق منذ أن اجتاح متشددو التنظيم شمال البلاد في يونيو الماضي وأعلنوا إقامة خلافة إسلامية على الأراضي التي استولوا عليها في العراق وسوريا.
وأبدت عشيرة البونمر مقاومة شرسة في مواجهة زحف تنظيم الدولة الإسلامية لمدة أسابيع لكن مخزونها من الذخيرة والوقود والغذاء نفد الأسبوع الماضي بعد أن أطبق مقاتلو الدولة الإسلامية على أفراد العشيرة في قرية زاوية البونمر. وقالت وزارة حقوق الإنسان العراقية إن عدد من قتلوا من أفراد عشيرة البونمر على أيدي الدولة الإسلامية بلغ 322، مضيفة أنه تم العثور أيضاً على جثث 50 من النساء والأطفال ملقاة في بئر.
وقال الشيخ نعيم الكعود أحد وجهاء العشيرة إنه طلب مراراً من الحكومة المركزية والجيش تزويده بالرجال والسلاح لكن دون جدوى. وقال التلفزيون الحكومي إن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بشن غارات جوية على أهداف الدولة الإسلامية في محيط مدينة هيت رداً على عمليات القتل. في سياق متصل، قالت وزارة حقوق الإنسان العراقية، إن زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي أمر بحرق جثث المقاتلين الأكراد في عين العرب رغبة منه بالانتقام.
من ناحية أخرى، دانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» إيرينا بوكوفا التدمير «الهجمي» الذي يتعرض له التراث العراقي على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك في تصريحات أدلت بها في بغداد.
وشن التنظيم الجهادي المتطرف هجوماً واسعاً في يونيو الماضي، أدى إلى سيطرته على مناطق واسعة شمال العراق وغربه. وقام التنظيم بتدمير العديد من المواقع التاريخية، خاصة منها مراقد وأضرحة ومساجد وكنائس.