عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل ألفي معتقل في السجون والمقرات الأمنية التي تديرها السلطات في سوريا، غالبيتهم جراء التعذيب». وأضاف المرصد «سلمت سلطات النظام جثامين بعضهم لذويهم، فيما تم إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أجبر ذوو البعض الآخر من الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم».
وذكر المرصد أن من بين الذين قضوا في السجون 27 شخصاً دون سن الـ 18، و11 امرأة، وأن أكبر عدد من المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب أو الظروف السيئة أو التجويع أو المرض يتحدرون من ريف دمشق حيث بلغ عدد هؤلاء 411 معتقلاً، يليهم 299 معتقلاً من حمص و271 من درعا و243 من دمشق.
وبحسب المرصد، فإن أكبر عدد من الوفيات كان في يونيو الماضي حين قضى 284 شخصاً من بين أكثر من 200 ألف معتقل في السجون والفروع والمقرات الأمنية. وعلى مدار العام الماضي، قتل 2389 معتقلاً في سجون النظام. وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الإنسان، عشرات آلاف الأشخاص بتهم «الإرهاب»، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وآخرون للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة. ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقرات الأمنية «لأساليب تعذيب وحشية» تتسبب بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب المرصد.
وأدانت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تعميم التعذيب في سجون النظام.
من جهة أخرى، سيطر تنظيم جبهة النصرة المتطرف على بلدات جديدة شمال غرب سوريا إثر انسحاب كتائب معارضة منها وذلك بعد يوم من استيلائه على معقل إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية.
وقال المرصد السوري إن جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة سيطرت على بلدة خان السبل الواقعة على طريق رئيسي يربط محافظة إدلب بمحافظة حلب، وذلك عقب انسحاب حركة «حزم»، أحد الفصائل المعارضة، من البلدة. وفي وقت لاحق، فرضت جبهة النصرة سيطرتها على بلدات معرشورين ومعصران وداديخ وكفربطيخ وكفرومة القريبة من بلدة خان السبل جنوب شرق مدينة إدلب بعدما انسحبت منها أيضاً فصائل مقاتلة وفصائل إسلامية وحركة «حزم». وجاءت سيطرة جبهة النصرة على هذه البلدات وانسحاب الكتائب المعارضة منها بعد ساعات من نجاح التنظيم المتطرف في طرد جبهة ثوار سوريا، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، من بلدة دير سنبل، معقله في جبل الزاوية في محافظة إدلب.
وأصبحت بذلك غالبية القرى والبلدات الواقعة جنوب وغرب وشرق مدينة إدلب شمال غرب سوريا تحت سيطرة جبهة النصرة. من ناحية أخرى، هاجمت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بعد اقتراحه «تجميد» القتال في بعض المناطق السورية، في أول انتقاد توجهه الصحافة السورية إلى المبعوث الدولي. وقدم دي ميستورا «خطة تحرك» تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.