الوقاية من السمنة تبدأ بتعديل سلوك الشخص البدين
خبراء الصحة ينصحون بعدم اللجوء للجراحة إلا في الحالات الخطيرة
المعدل المسموح به لإنقاص الوزن نصف كيلو في الأسبوع
الريجيم المثالي يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة
العامل الوراثي قد يكون مسؤولاً عن السمنة عند بعض الأشخاص
حذر أطباء ومختصون من «خطورة السمنة»، معتبرين أنها «أم الأمراض»، فيما أكدوا أن «طرق الوقاية منها تبدأ بممارسة الرياضة والنشاط البدني، وتناول غذاء صحي لا يحتوي على نسب عالية من الدهون».
وقالوا إنه «يوجد كثير من طرق علاج السمنة المختلفة تبدأ بالأنظمة الغذائية وتنتهي بالتدخل الجراحي»، مشيرين إلى أن «المشكلة أن مريض السمنة عادة ما يفتقد الإرادة الكافية لتحمل الجوع والاستمرارية في تغيير نمط حياته وغذائه، ومن الناحية الأخرى فإن للعقاقير مشاكلها، وللعمليات الجراحية ربما مضاعفاتها، لذلك ينصح خبراء الصحة بعدم اللجوء إليها إلا في حالات السمنة الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان».
من جهته، قال أخصائي الطب العام د. أحمد شفيق «بما أن السمنة تمثل المخزون من الطاقة الزائدة على هيئة دهون، فإن العلاج بأن تكون الطاقة المأخوذة أقل من الطاقة المفقودة يومياً»، مضيفاً أنه «للمحافظة على إنقاص الوزن يجب أن يستمر الشخص في تنظيم غذائه حتى لا تعود الدهون مرة أخرى». وأشار د. شفيق إلى أن «المعدل المسموح به في إنقاص الوزن هو نصف كيلو غرام في الأسبوع تقريباً، أي إنقاص 500 سعر حراري يومياً، والزيادة عن ذلك لها آثارها الجانبية، حيث إن إنقاص 1000 سعر يومياً، أي كيلو أسبوعياً، يجب أن يتم تحت إشراف طبي مباشر».
وقال إن «تحديد السعرات الحرارية اللازمة والالتزام بها لإنقاص الوزن هو الطريق الوحيد لذلك مهما تعددت الطرق من رياضة أو جراحة أو خلافه، لذلك يجب معرفة ما بكل طعام من سعرات حرارية»، لافتاً إلى أنه «لإنقاص الوزن يمكن أن يكون مجموع السعرات التي نتناولها ما بين 1000 أو 1500 ولا تقل عن 800 سعر حراري وهي اللازمة لتشغيل أجهزة الجسم المختلفة، ويفضل أن تشتمل الوجبات على العناصر الغذائية والضرورية من نشويات وبروتينات ودهون وفيتامينات ومعادن وألياف وخلاف ذلك يضر بالإنسان».
وذكر أن «الوقاية من السمنة وعلاجها يبدأ بتعديل سلوك الشخص البدين، مثل عادات الأكل ونوعه ونظام حركته اليومية وكمية المنبهات، وبرنامج تعديل السلوكيات يمكن تنفيذه على هيئة مجموعات أو بطريقة فردية».
وقدم د. شفيق مجموعة من النصائح التي يمكن أن يبدأ بها الشخص لتعديل سلوكه الغذائي في تناوله للطعام ومنها، «الأكل ببطء وعدم شرب السوائل أثناء تناول الطعام، وتحديد كمية الطعام ونوعه قبل البدء في تناوله، وممارسة النشاط الرياضي أو التنزه لصرف التفكير في الطعام، وتناول الخضروات والفواكه كاملة وليس عصيراً، وتجنب تناول الوجبات السريعة، وممارسة الرياضة خاصة، رياضة المشي»، مضيفاً أن «يجب أن يستمر هذا النظام طوال العمر وليس فترة ثم يعود الشخص لممارسة العادات السيئة مرة أخرى».
من جهته، قال أخصائي الجهاز الهضمي د. أحمد مصطفى إنه «يفضل الأنظمة الغذائية لإنقاص الوزن عن تناول العقاقير التي تفقد الشهية أو التي تعمل على عدم امتصاص الدهون أو السكريات لما لها من أعراض جانبية كما إنها تمثل خطورة على مرضى القلب والكلى ولمن لديهم استعداد للأمراض العصبية والنفسية، لذلك لا نلجأ لها إلا في حالات السمنة الخطيرة على حياة الإنسان».
وأضاف أن «الريجيم المثالي يجب أن يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية. وتحدد كمية الكربوهيدات بـ 50% من السعرات الكلية مع زيادة نسبة الكربوهيدرات المعقدة، وتناول الألياف بكثرة والفواكه والخضروات، أما الدهون فلا يجب أن نمتنع عنها نهائياً، لما لها من أهمية فهي تدخل بنسبة 3% من السعرات، وبقدر الإمكان نتجنب تناول الدهون المشبعة». وفي هذا الصدد، قال أستاذ السمنة د. محمد أبو الغيط إن «من أهم الأسباب التي تؤدى إلى الإصابة بالسمنة، السمنة الوراثية التي يصاحبها مرض السكري الذي يساعد على تناول كميات كبيرة من الطعام، وعند اتباع نظام غذائي يقل الوزن».
وأضاف أن «العامل الوراثي قد يكون مسؤولاً عن السمنة عند بعض الأشخاص ولكن الجينات لا تحدد إذا كان ذلك الشخص سيصبح بديناً أم لا بل تحدد إذا كان الطفل يميل إلى السمنة واكتساب الوزن بسرعة أم لا».
وذكر أن «الجراحة لا يلجأ إليها إلا للذين يعانون من سمنة مفرطة، وتعتمد عمليات السمنة على مبدأين، الأول هو العمليات التي تقلل من حجم المعدة، وبالتالي تقلل من كميات الطعام والشراب المتناول، والثاني هو عمليات تعتمد على تحويل المسار الهضمي للطعام بالتسريع في إخراجه والتقليل من امتصاصه وهضمه، وعلى كل مبدأ قامت مجموعة مختلفة من العمليات تتحد في الهدف، وهو التخلص من الوزن الزائد، وتختلف بالطريقة والنتيجة والمخاطر المترتبة عليها».
وحذر من «خطر السمنة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والدورة الدموية والرئتين، والجهاز التنفسي والسكري والسكتات الدماغية، والفشل الكبدي، والسرطان وبشكل خاص سرطان القولون والثدي والرحم والكلى والبلعوم، إضافة إلى أنها تدمر القدرة الجنسية، وتسبب العقم، والإصابة بخشونة الركبة وتآكل الغضاريف».