المترشح المستقل يهرب من ضعف حظوظ الجمعيات
بعض المترشحين لا يرغبون في الكشف
عن توجهاتهم
الجمعيات تلجأ إلى تكتيك المترشح المستقل
خوفاً على صورتها
كتب - إبراهيم الزياني:
تشهد الانتخابــات المقبلة مشاركـــة 8 مترشحين ينتمون إلى جمعيات، أو شاركوا في انتخابات سابقة تحت مظلـة إحدى الجمعيات، وراء قناع المستقلين.
ورغم أن المترشحين الثمانية لا يخفون انتماءهم للجمعيات، إلا أنهم اختلفوا حول مبررات الترشح تحت قناع الـ «مستقلين»، فبعضهم أرجع ذلك، في حديثه لـ «الوطن»، إلى ضعف حظوظ المترشحين تحت مظلة الجمعيات، أو الرغبة في جذب مختلف أصوات الناخبين، أو بغرض التنسيق والتعاون مع مختلف الجمعيات.
من جانبه، اعتبر رئيس الهيئة المركزية لجمعية تجمع الوحدة الوطنية، عبــداللـه الحويحي، أن التوجه بدفع مستقلين من أبناء الجمعيات نوع جديد من التكتيكات والمراوغة التي تنتهجها الجمعيات.
وقال تعلمت الجمعيات من تجربة السنوات الماضية في ألا تدفع بجميع مترشحيها ضمن قائمتها الرسمية، وإدخال بدائل من المستقلين القادرين على الوصول إلى البرلمان، يعوضون من لم يوفقوا بالفوز من مترشحيها، إضافة إلى عدم اهتزاز صورة الجمعية لدى الرأي العام، حال عدم تمكنها من إيصال نسبة كبيرة من قائمتها.
وأضاف، أن الجمعيات بدأت تعتمد على نوع جديد من التكتيكات بغرض زيادة حصاتها داخل المجلس، دون مخاطرة بأسماء مترشحين أو اسم الجمعية، وأحياناً عندما تقرأ قوائم المترشحين لا تعلم أنهم محسوبون على تلك الجمعية أو جمعية أخرى، إضافة إلى وجود جانب شخصي لدى بعض الأعضاء المنتمين للجمعيات، إذ يفضلون عدم الإعلان عن انتمائهم الحزبي أو التنظيمي بشكل واضح.
وأشار الحويحي إلى دفع بعض الجمعيات بمترشحين بالانتخابات، أحدهم ضمن قائمتها وآخر مستقل، خوفاً من عدم وصول مترشحها الأصلي، فتعطي فرصة لآخر محسوب على الجمعية.
ولفت إلى أن ذلك التكتيك ليس ظاهرة صحية، لكن بعض الجمعيات تنتهجه، ونحن نراقب الأمور ونلاحظها.
ورصـــدت «الـــوطـن» 8 أسمــــاء لمتـــرشحيـن بالانتخابات النيابية، في أولى العاصمة حيث يعاود أحد المرشحين ترشحه نيابياً، بعد انسحابه في انتخابات 2010 لصالح مترشح جمعية المنبر، وسط أنباء تتردد عن وعد الجمعية له بدعمه في انتخابات 2014 مقابل انسحابه في تلك الدورة، في الوقت الذي لم تدفع الجمعية بأي مترشح لها بالدائرة، التي نافست عليها في جميع الدورات السابقة.
ولم يخف المترشح المعني في تصريح سابق، ميوله إلى جمعية المنبر، وطمعه في الحصول على أصوات ناخبيها في الدائرة.
ويدخل مترشح في ثامنة المحرق المنافسة مستقلاً، بعد مشاركته في الانتخابات التكميلية 2012 تحت مظلة جمعية الأصالة الإسلامية، التي احتكرت مقعد الدائرة لثلاثة فصول تشريعية عبر رئيسها السابق غانم البوعينين، والذي عيّن وزيراً للدولة للشؤون الخارجية، إلا أن سمير خادم استطاع أن يخرج الدائرة من عباءة الجمعية للمرة الأولى بفوزه على بوعلي.
ويشارك مترشح ثالث عن خامسة الجنوبية في الانتخابات النيابية مستقلاً، بعد أن كان ضمن قائمة جمعية المنبر للانتخابات البلدية 2010، إلا أنه لم يتمكن من الفوز أمام منافسه مترشح الأصالة في ذلك الوقت محمد البلوشي.
وبرر المترشح دخوله مستقل، إلى أن»أغلبية الناخبين لا يرغبون بالجمعيات، ولا خلاف لي مع اسم جمعية، لكن الناس يفضلون المستقلين، وارتأيت أنه من الأفضل خوض المنافسة دون دعم من طرف، مشيراً إلى أنه سيظل مستقلاً في حال تمكنه من الفوز بالمقعد النيابي، ولن ينضم إلى أي كتلة تتبع لجمعية.
وينافس مترشح رابعة في ثانية الجنوبية، وكان قد نفى مراراً ما تردد في وسائل التواصل الاجتماعي، عن كونه مدعوماً من جمعية المنبر، التي لم تدفع بمترشح رسمي في الدائرة.
ويتنافس في سادسة الجنوبية مترشح ينتمي لجمعية الأصالة . وتشهد تاسعة الشمالية، منافسة أخرى بين جمعيتي الأصالة والمنبر، إلا أنها هذه المرة عبر مستقلين محسوبين على الجمعيتين.
وأرجع احدهما دخوله مستقل إلى أن أغلب الناخبين بالدائرة محسوبين على جمعيات معارضة، ومن الإنصاف أن أدخل مستقل، وألا أبين ميولي حتى لا أحرم من التواصل مع جميع الناخبين، واستقبل مختلف الأطياف، دون تحيز أو تمييز.
ولم يستبعد انضمامه إلى كتلة المنبر حال دخوله المجلس النيابي، وقال لا أدري ما سيحدث غداً، لكني سأعمل مع مختلف الكتل والأطراف.
فيما يترشح مترشح اخر في الدائرة الحادية عشرة بمحافظة الشمالية مستقلاً، بعد منافسته عضو جمعية المنبر في انتخابات 2010، مدعوماً من جمعية الأصالة آنذاك، إلا أنه لم يوفق في الفوز بمقعد الدائرة أمامه. ورغم اعتراف المترشح بميوله إلى جمعية الأصالة، إلا أنه أكد، قائلاً «أشارك في الانتخابات مستقلاً، إذ لا فضل أن أكون منحازاً لجهة ما، أو أقطع اتصالاتي مع الآخرين، وعلاقتي طيبة مع مختلف الجمعيات، مرحباً بالدعم المعنوي منها».