تصاعدت وتيرة الاحتجاجات بشكل غير مسبوق في البرازيل على ارتفاع تكاليف استضافة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، وشهدت مدينة ريو دي جانيرو خروج أكثر من 100 ألف شخص في مظاهرة لم تشهد لها البرازيل مثيلاً منذ 21 عاماً.
واستغل مناهضو استضافة البرازيل لكأس العالم اقامة بطولة كأس القارات لتكثيف احتجاجاتهم وتنظيم فعاليات يومية وسط حالة من التوتر الأمني والمخاوف من اقتحام المتظاهرين للملاعب التي تستضيف البطولة التي يشارك فيها أبطال قارات العالم.
ووجه المشاركون في التظاهرات انتقادات لاذعة للحكومة البرازيلية وللرئيسة ديلما روسيف واتهموها بإهدار المال العام وإنفاق مليارات الدولارات على إنشاء ملاعب جديدة وترميم أخرى، وتشييد منشآت خاصة بكأس العالم، في وقت يرزح عشرات الملايين من البرازيليين في الفقر المدقع.
ونقلت وسائل إعلام برازيلية عن أحد المحتجين قوله إن الرئيسة مُطالبة بتحويل تلك الأموال التي صُرفت من أجل كأس العالم إلى الخدمات المقدمة للشعب البرازيلي، قائلاً إن الحاجة للطعام والدواء والتعليم أكثر الحاحاً من تنظيم المونديال.
وتحدثت شابة برازيلية بغضب مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تُصرف الأموال بشكل مهول لكأس العالم واستحقاقاته، فإن المستشفيات تقلص من إجراء العمليات الجراحية للمرضى نظراً لسياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة.
وشهدت المباراة الافتتاحية للمنتخب البرازيلي في كأس القارات أمام اليابان إطلاق العديد من المشجعين صافرات الاستهجان ضد الرئيسية روسيف التي كانت حاضرة في المدرجات، وهو أمر انتقده بشدة القائد السابق لـ"سيليساو" وصاحب أكبر عدد من المباريات الدولية لأي لاعب مع المنتخب عبر التاريخ "كافو".
وقال كافو: "إنها رئيسة البرازيل وأعلى سلطة في البلاد كما أنها شخصية تستحق الاحترام، تتعامل مع الشعب البرازيلي وندرك أن تهدئته ليست أمراً سهلاً ولكن رؤية هذا الأمر يحدث إزاء أعلى سلطة في بلادنا كان أمرا كريهاً".
وفيما تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في البرازيل يراقب الاتحاد الدولي لكرة القدم الموقف بقلق قبل عام كامل من انطلاق الحدث العالمي الكبير، لكن متحدثاً باسمه أكد احترام "فيفا" لحقّ الناس في التظاهر والاحتجاج، وثقته في السلطات المحلّية التي تتولّى مسؤولية تأمين الملاعب.
لكن "دبلوماسية" المؤسسة الرياضية الأكبر في العالم قد لا تستمر إذا ما ظلت الأمور على ما هي عليه، خصوصاً أن ثمة مخاطر تهدد حياة المشاركين في المونديال وكذلك كأس القارات، مع تهديد بعض المتظاهرين باقتحام الملاعب.
ولم يكن "فيفا" راضياً على تحضيرات البرازيل لاستضافة كأس العالم وانتقد السكرتير العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه أكثر من مرة السلطات البرازيلية وقال إنها لم تقم بواجبها على أكمل وجه من أجل تنظيم مثالي لكأس العالم، وتأخرت كثيراً في ترميم وتجهيز الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة.