واشنطن - (أ ف ب): أصدر قائد قوات وحدة «نايفي سيل» في البحرية الأمريكية توبيخاً قاسياً للجنود الذين انتهكوا التقاليد المقدسة لهذه القوات الخاصة التي تفرض عليهم السرية والتواضـع، وذلــك بنشــــرهم مذكرات وإدلائهم تصريحات للإعلام، مهدداً بملاحقة من ينتهك التقاليـــد والتعليمات قضائياً. وبعد أيام من إعلان شبكة «فوكس نيوز» إنها ستبث برنامجاً تسجيلياً مع الذي يزعم أنه قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، كتب قائد قيادة الحرب البحرية الخاصة الأميرال بريان لوسي رسالة إلى جنوده يدين فيها كل من يسعى إلى الشهرة والثروة من خلال الكشف عن تفاصيل مهام سرية. وكتب في الرسالة التي صاغها مع مايكل ماغراتشي أن «إحدى القواعد الحساسة المتعلقة بأخلاقياتنا هي «أنا لا أعلن عن طبيعة عملي، ولا أسعى إلى الحصول على التكريم للأعمال التي أقوم بها».وأضاف في الرسالة «نحن لا نتعامل بأنانية مع قيمنا الأساسية مقابل الحصول على الشهرة العلنية أو المكاسب المالية والتي تقوض خدمتنا النبيلة وشجاعتنا وتضحيتنا». وأكدت الرسالة أن القانون الصارم بعدم الكشف عن الهوية يمثل «التزاماً وواجباً طوال الحياة» ومن ينتهكونه يصبحون خارجين عن أخلاق القوة. وحذر القائد في رسالته أنه «ستكون هناك ملاحقة قضائية لمن ينتهكون هذا القانون عمداً» من خلال كشفهم عن معلومات سرية. ومن المقرر أن يبث برنامج تسجيلي بعنوان «الرجل الذي قتل أسامة بن لادن» هذا الشهر. وقالت فوكس نيوز إنها لا تعتزم إلغاء هذا البرنامج. وصرحت المتحدثة باسم الشبكة الإخبارية كارلي شاناهان أن «وزارة الدفاع الأمريكية أو أية منظمة حكومية لم تتصل بفوكس نيوز للإعراب عن قلقها بشأن برنامج «الرجل الذي قتل أسامة بن لادن» ونحن مصممون على بث هذا البرنامج في الوقت المحدد في 11 و12 نوفمبر». ولم يؤكد البنتاغون ما إذا كان الكوماندو الذي يدور حوله البرنامج التسجيلي قد شارك في الغارة في مايو 2011 التي أدت إلى مقتل بن لادن، وقالت إن الجنود ملتزمون قانونياً من خلال اتفاقات تنص على عدم الحديث عن معلومات سرية مطلقاً حتى بعد أن يتقاعدوا من الجيش. وقالت المتحدثة الكوماندور ايمي ديريك فروست في بريد إلكتروني «إذا كان هذا الشخص مرتبط حقيقة بوحدة الجيش التي شنت الغارة ضد أسامة بن لادن، وهو الأمر الذي لم يتم تأكيده بعد، فإنه لايزال ملتزماً باتفاق عدم الكشف أو مناقشة أية معلومات سرية خاصة في مقابلة تلفزيونية تبث في جميع أنحاء البلاد». وبالنسبة لهذه القوة التي تعرف بأنها مؤلفة من «محترفين صامتين» فإن الغارة التي أدت إلى مقتل بن لادن في 2011 سلطت الضوء على هؤلاء الجنود الذين على درجة عالية من التدريب، ما يجعل منهم مقصداً لناشري الكتب ومنتجي البرامج التلفزيونية والسينمائية الذين يسعون إلى بيع قصصهم للجمهور المتعطش لها. وتعرض ضابط آخر شارك في الغارة على بن لادن وهو مات بيسونيت للمشاكل عندما نشر مذكراته دون أن يقدمها أولاً للبنتاغون لمراجعتها قبل نشرها. وتتهمه الحكومة الأمريكية بانتهاك التزامه القانون الذي يفرض عليه السماح للبنتاغون بالاطلاع على النص قبل نشره لضمان عدم الكشف عن أية أسرار حساسة. ويجري محاميه حالياً محادثات مع الحكومة لمحاولة تسوية الخلاف، إلا أنه لايزال قيد التحقيق الجنائي، بحسب مسؤولين. وحقق كتاب بيسونيت «يوماً ليس سهلاً» أعلى المبيعات، ويتوقع أن يصدر قريباً مذكرات جديدة بعنوان «لست بطلاً: تطور وحدة نايفي سيل» إلا أنه وافق هذه المرة على اطلاع البنتاغون على النص قبل نشره.
970x90
970x90