احتلت إيران المرتبة الثانية في ظاهرة هجرة العقول وخروج الباحثين والأكاديميين و خريجي الجامعات إلى خارج بلدهم للبحث عن عمل أو مستقبل مهني أو حياة معيشية أفضل.ووفقاً لتقرير أصدره المركز القومي للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية «NSF» يهاجر سنوياً 150 ألفاً من خريجي الجامعات الإيرانية إلى خارج بلادهم وبذلك احتلت إيران المرتبة الثانية بعد الصين التي احتلت المرتبة الأولى في نسبة العقول المهاجرة. ولا يعود أغلب الطلاب الإيرانيين الذين يتخرجون من جامعات الولايات المتحدة إلى بلادهم، وهناك 240 ألف مهندس وفيزيائي، وأكثر من 170 ألف خريج في المجالات الأخرى مازالوا يقيمون في الولايات المتحدة. ويتوزع الطلاب المهاجرون بين مختلف الجامعات الإيرانية لكن أغلهم يعودون إلى جامعة « شريف» الصناعية في طهران من مختلف فروع كليات الهندسة. ووفقاً لآخر الإحصائيات، غادر خلال عامي 2011 و2012 نحو 48.8 % من خريجي الجامعات الإيرانية بحثاً عن عمل أو فرص أفضل لإكمال دراساتهم العليا. ووفقاً لدراسة أخرى أعدها صندوق النقد الدولي عام 2009 فإن إيران على رأس قائمة الدول النامية التي شهدت زيادة في الهجرة، حيث يكلف ذلك إيران فقدان رأس مال بقيمة 50 مليون دولار سنوياً. وتشير الإحصائيات إلى أن أقل من نصف المتقدمين إلى الجامعات الإيرانية وعددهم 400 ألف طالب كل عام يبقون داخل البلد بعد إكمال دراستهم خلال 4 سنوات. وأغلب الدول التي يقصدها الطلاب الإيرانيون هي أمريكا و كندا ووفقاً للدراسات فإن 89% منهم يقصدون مراكز الأبحاث الأمريكية بعد تخرجهم من مرحلة الدكتوراه.وكان وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني رضا فرجي دانا الذي سحب البرلمان الثقة عنه في أغسطس الماضي، بعد صراع بين حكومة روحاني ونواب اليمين المتشدد قد قال إن « 150 ألفاً من أصحاب المواهب والملكات العالية يهاجرون كل عام من إيران، ما يعادل خسارة سنوية قدرها 150 مليار دولار». ويعزو مراقبون أسباب هجرة هذه الأعداد الهائلة من الأخصائيين والأكاديميين الإيرانيين إلى ارتفاع معدلات البطالة وعدم توفر فرص العمل لهم، بالإضافة إلى التضخم والغلاء المعيشي.
970x90
970x90