عواصم - (وكالات): أكد مسؤول في مكتب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أن الأخير رفض طلباً أمريكياً لمغادرة البلاد من أجل تجنيبه عقوبات مجلس الأمن، وذلك حسبما أفاد موقع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح. وقال المسؤول إنه «تم إبلاغ المؤتمر الشعبي العام من السفير الأمريكي عبر وسيط إنذار الرئيس علي عبدالله صالح بمغادرة اليمن وذلك قبل الساعة الخامسة من يوم غد الجمعة، وأنه ما لم يفعل فإن عقوبات ستصدر في حقة بناء على الطلب الذي تقدم به الرئيس عبدربه منصور هادي ووزارة الخارجية الأمريكية إلى مجلس الأمن». وقال المسؤول إن «ذلك يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن اليمني الداخلي وأمراً مرفوضاً وغير مقبول مؤكداً أنه لا يحق لأي طرف أجنبي إخراج أي مواطن يمني من وطنه».
وحث المسؤول أعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى «الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات التي تهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن أرضا وإنسانا». وصرح دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي ينوي فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق واثنين من قادة المسلحين الحوثيين الشيعة في البلاد معتبراً أنهم يعرقلون عملية السلام.
ويحظر النص الذي اقترحته الولايات المتحدة على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إعطاء تأشيرات دخول لعلي عبد الله صالح الذي حكم اليمن من 1978 إلى 2012 وإلى زعيم حركة أنصار الله، وهو الاسم الذي يتخذه المتمردون الحوثيون الشيعة، عبد الملك الحوثي، والقيادي الآخر في الحركة عبد الله الحكيم.
وبدأت لجنة من مجلس الأمن الدولي دراسة العقوبات التي يمكن أن تفرض.
وأمام الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن حتى غد الجمعة لتقديم اعتراضات محتملة قبل أن يرفع النص إلى لجنة العقوبات.
ويعتبر المجلس أن صالح يدعم حركة أنصار الله التي سيطرت على صنعاء منذ 21 سبتمبر الماضي وتنتشر في مناطق أخرى.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر دعا قبل أيام الأطراف اليمنيين إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة لتفادي تفاقم التوتر وتعميق الأزمة في البلاد.
ووقع ممثلون عن «أنصار الله» وخصومهم في التجمع اليمني للإصلاح على اتفاق تضمن «تفويضا للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بتشكيل حكومة كفاءات بعيداً عن المحاصصة الحزبية». وتعهد الموقعون «دعم الحكومة المرتقبة سياسياً وعلنياً وعدم معارضتها».
من ناحية أخرى، سيطر مسلحو الحركة الحوثية على مدينة وميناء المخا في محافظة تعز وسط البلاد، بعد سيطرتهم على مديرية جبل راس في محافظة الحديدة المجاورة، بحسب ما أفاد به مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة تعز. وذكر المسؤول المحلي أن الحوثيين يتجهون إلى الممر الدولي المهم «مضيق باب المندب».
وتحدث المسؤول عن حشد كبير للمسلحين الحوثيين، استعداداً لاقتحام مدينة تعز والسيطرة عليها من اتجاه مدينة المخا. وأفادت مصادر في السلطة المحلية في مدينة عدن جنوب اليمن لوسائل إعلام يمنية بأن قادة في الجيش نقلوا مئات المسلحين من أعضاء اللجان الشعبية، التي قاتلت تنظيم القاعدة خلال الأشهر الماضية، إلى مدينة عدن لحمايتها من أي اجتياح حوثي محتمل، أو أي هجمات لتنظيم القاعدة.
وفي العاصمة صنعاء أفادت مصادر أمنية بان مسلحي الحركة الحوثية حاصروا واقتحموا أكبر وأهم مساجد التيار السلفي في حي سعوان في صنعاء. ميدانياً، قالت مصادر قبلية إن مسؤولاً كبيرا في تنظيم القاعدة مدرجا على قوائم المطلوبين في الولايات المتحدة وزعيماً محلياً لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة قتلا في هجوم أمريكي بطائرة دون طيار وسط اليمن.
وأضافت المصادر أن زعيم جماعة أنصار الشريعة في محافظة البيضاء نبيل الذهب قتل مع 4 آخرين أعضاء في تنظيم القاعدة بينهم شوقي البعداني. والبعداني قيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على قوائم المطلوبين في الولايات المتحدة. وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية البعداني كإرهابي عالمي قائلة إنه متورط في مؤامرتين ضد السفارة الأمريكية في صنعاء وتفجير انتحاري في العاصمة اليمنية في عام 2012 قتل فيه أكثر من 100 جندي.
في غضون ذلك، قتل جزائري وأصيب فرنسي عند تعرضهما لإطلاق نار عند حاجز للمتمردين الحوثيين الشيعة جنوب صنعاء.