عواصم - (وكالات): ينفذ عناصر قوات البشمركة الكردية الذين دخلوا مدينة عين العرب «كوباني بالكردية» السورية الحدودية مع تركيا «قصفاً مكثفاً» ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي يشن هجوماً على المدينة منذ أكثر من شهر ما أدى إلى تراجع التنظيم المتطرف بالمدينة، فيما تساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في عين العرب ومحيطها، في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم.وقال عميد في قوات البشمركة في عين العرب «نحن فقط قوة دعم وإسناد وقمنا لغاية الآن بقصف جيد ومكثف على مواقع «داعش» في كوباني، وتم الاستفادة منها من قبل مقاتلي وحدات الشعب» التي تدافع عن المدينة في وجه هجوم التنظيم. وأضاف الضابط أن عناصر التنظيم المتطرف يواصلون «شن الهجمات، ومنذ وصولنا حاولوا التقدم شرق ومركز المدينة وحتى في مناطق في غربها لكن لم يحققوا أي نجاح وتم التصدي لهم وتركوا مجموعة جثث خلفهم وألحقنا بهم خسائر كبيرة». وانضم الجمعة الماضي قرابة 150 عنصراً من البشمركة الكردية عبر الأراضي التركية قادمين من شمال العراق، حيث يخوضون منذ أشهر مواجهات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وضمت قافلة البشمركة مدفعين ميدانيين، وراجمات صواريخ صغيرة ورشاشات ثقيلة.وأشار العميد إلى أن عناصر البشمركة في عين العرب «شاركوا في العمليات العسكرية ضد داعش في إقليم كردستان ومدربون بشكل جيد»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد أي فرق بين مسلحي داعش الذين قاتلناهم في العراق وبين الموجودين في مدينة كوباني، والأسلحة التي يستخدمونها في العراق هي الأسلحة نفسها التي يستخدمونها في كوباني». وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يشن الهجوم على عين العرب ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف عنصر من «الدولة الإسلامية»، في حين يدافع عن المدينة ما بين 1500 وألفي عنصر من وحدات الحماية، انضم إليهم الأسبوع الماضي ما بين 50 إلى 150 مقاتلاً سورياً معارضاً. وأوضح العميد في البشمركة أنه «يوجد لدينا تنسيق جيد مع حماية وحدات الشعب وكذلك الجيش السوري الحر، ونحن الأطراف الثلاثة متواجدون في كوباني ونعمل معاً من خلال التنسيق المباشر». وأكد العميد أن «معنوياتنا عالية جداً ونحن على قناعة بأننا سوف نطرد مسلحي داعش من كوباني». وتتعرض عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، منذ 16 سبتمبر الماضي إلى هجوم من تنظيم الدولة الإسلامية في محاولة للسيطرة عليها، ويقوم المقاتلون الأكراد بمقاومة شرسة.وأصبحت هذه المعركة رمزاً للحرب الأشمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.وأحيا مئات الآلاف من الشيعة ذكرى عاشوراء في بغداد ومدينة كربلاء جنوب العراق، وضاحية بيروت الجنوبية، وسط تدابير أمنية مشددة خشية هجمات قد يشنها جهاديو «داعش». ولم تشهد كربلاء جنوب بغداد حيث مرقد الإمام الحسين، والتي استقبلت مئات الآلاف من الزوار، أي حادث أمني يذكر، وذلك غداة مقتل 16 شخصاً في هجمات تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» شمال بغداد.من جهة ثانية، اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية بتعذيب وضرب عشرات الفتيان الذين اختطفهم من عين العرب قبل حصار المدينة الكردية السورية.وهؤلاء الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، كانوا في عداد مجموعة من 153 فتى اختطفهم التنظيم المتطرف واحتجزهم رهائن في 29 مايو الماضي فيما كانوا عائدين إلى منازلهم في كوباني.من ناحيته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى «تركيز جهوده على حلب» ثاني مدن سوريا المهددة من قبل قوات النظام ومن الجهاديين في آن.وكتب فابيوس في مقالة نشرتها صحف «لوفيغارو» الفرنسية و»واشنطن بوست» الأمريكية و»الحياة» العربية أنه «بعد كوباني يجب إنقاذ حلب».في الوقت ذاته، دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف «الإنتربول» إلى بذل مزيد من الجهود في مكافحة شبكات تجنيد المقاتلين المتشددين، وذلك بمناسبة انعقاد اجتماع وزاري لمنظمة التعاون العالمي للشرطة.كما دعا روبرت هانيغن المدير الجديد للوكالة البريطانية للمراقبة كبريات الشركات الأمريكية في سيليكون فالي إلى مزيد من التعاون في مواجهة المجموعات الجهادية مثل «داعش» التي تعتبر شبكة الإنترنت «مركزاً للسيطرة والقيادة».في سياق متصل، أعلنت السلطات الأسترالية أن أكثر من 70 أسترالياً يشتبه بأنهم كانوا يريدون التوجه إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف الجهاديين قد حرموا من جوازات سفرهم مشيرة إلى أنها تنوي القيام بعلميات جديدة ضد الإرهاب.
970x90
970x90