واشنطن تقصف جماعة «خراسان» المتهمة بالتخطيط لمهاجمة أوروبا وأمريكاعواصم - (وكالات): نفذت طائرات للتحالف العربي الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع لـ «جبهة النصرة» شمال وشمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، ما تسبب بمقتل 6 عناصر من مقاتلي النصرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت ذاته، قصف مقاتلو البشمركة الكردية العراقيون ومقاتلو المعارضة السورية المعتدلون مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن «حكومته طلبت من موسكو تزويدها بأسلحة نوعية بينها صواريخ أرض جو «اس - 300»، لتكون مستعدة لأي هجوم محتمل قد يقدم عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحت وطأة الضغوط التي يتعرض لها».
وقال المعلم في مقابلة مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرتها أمس أن واشنطن أبلغت دمشق لدى تشكيل التحالف العربي الدولي بقيادتها ضد التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، أن الغارات «لن تمس الجيش السوري». وأوضح «لا يوجد تنسيق بيننا وبين الأمريكيين ولا صفقة. هم أعلمونا، مباشرة، عبر مندوبنا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وعبر بغداد وموسكو، أن ضربات التحالف موجهة حصرياً ضد داعش، وأنها لن تمس الجيش السوري». وأضاف «هل نثق بهذا التعهد؟ مؤقتاً، ندرك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لأسباب داخلية، يريد تجنب الحرب مع سوريا. لكن لا نعرف كيف سيتصرف أوباما، تحت الضغوط المتصاعدة والتي ستكون أكثر تأثيراً إذا ما تمكن الجمهوريون من تحقيق أغلبية في الانتخابات الأمريكية النصفية، لذلك علينا أن نستعد».
وقال المعلم «هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزويدنا بأسلحة نوعية».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الأسلحة تشمل صواريخ «اس 300»، أجاب «نعم وسواها من الأسلحة النوعية».
وتابع «سنحصل عليها وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول. شركات السلاح الروسية تعمل وفق بيروقراطية بطيئة، لكن المشكلة الرئيسة في طريقها إلى حل سريع، أعني موافقة الكرملين السياسية. وهي قاب قوسين أو أدنى». وأعلن الرئيس بشار الأسد في مايو 2013 حصول بلاده على دفعة أولى من صواريخ «اس 300»، ما أثار خصوصاً قلق إسرائيل. إلا أن مسؤولين عسكريين روس نفوا في وقت لاحق تسليم دمشق هذا النوع من الصواريخ أرض جو القادرة على إسقاط طائرات وصواريخ. وبحسب تقارير إعلامية روسية، دفعت دمشق بضعة ملايين من الدولارات كدفعة أولى إلى موسكو لقاء تزويدها بثلاثة إلى 6 أنظمة صواريخ توازي قيمتها مليار دولار.
وأكد المعلم من جهة ثانية أن حكومته تتلقى من إيران، حليفها الإقليمي الراعي لحزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، دعماً سياسياً واقتصادياً ومالياً. وقال «زودتنا إيران وتزودنا، باحتياجاتنا من السلاح، خصوصاً من الذخائر المتوفرة من صناعة إيرانية، كذلك تدعمنا إيران سياسياً واقتصادياً ومالياً. ونحن ممتنون لهذا الدعم ونثق باستمراره». وفي المسألة الكردية، أكد المعلم أن حكومته لن تسمح بانفصال أي منطقة سورية.
وقال رداً على سؤال عن الإدارة الذاتية التي أعلنها الأكراد في مناطقهم، إن حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي، أبرز حزب كردي، أقام إدارة ذاتية لإدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية «تحت ضغط الحرب».
من جهة أخرى، نفذت طائرات للتحالف العربي الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع لـ «جبهة النصرة» في شمال وشمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، ما تسبب بمقتل 6 عناصر من مقاتلي النصرة وطفلين، بحسب المرصد السوري.
وأكدت الجبهة على موقعها على «تويتر» وقوع الغارات. وهي المرة الثانية التي يستهدف التحالف مواقع لـ «جبهة النصرة» منذ بدء حملته الجوية في العراق وسوريا ضد التنظيمات الجهادية نهاية سبتمبر الماضي.
وأشار المرصد إلى غارة على مقر لـ «حركة أحرار الشام» الإسلامية المتطرفة في منطقة أخرى من ريف إدلب، وهي الأولى للتحالف ضد هذه المجموعة، وإلى ضربات استهدفت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة الرقة.
و«حركة أحرار الشام» مجموعة مقاتلة متطرفة معارضة للنظام السوري، وقريبة إجمالاً من «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام على جبهة، بينما انخرطت أخيراً أيضاً في قتال ضد «جبهة ثوار سوريا» التي تضم كتائب عدة مقاتلة ضد النظام، وتمكنت من طردها من مساحات واسعة من ريف إدلب.
وقتل 50 قيادياً في حركة أحرار الشام في سبتمبر الماضي في انفجار نتج عن متفجرات وضعت في مكان قريب من قاعة كانوا يعقدون فيها اجتماعاً سرياً. ونفذ طيران التحالف غارات على «مقار وتمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي»، بحسب المرصد، مشيراً إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم.
في غضون ذلك، قصف مقاتلو البشمركة الكردية العراقيون ومقاتلو المعارضة السورية المعتدلون مواقع التنظيم في عين العرب.
في الشأن ذاته، أفادت شبكة فوكس نيوز التلفزيونية بأن عنصراً مهماً من مجموعة خراسان الجهادية، هو الفرنسي دافيد داود دروغون قتل خلال غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار شمال غرب سوريا.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية أنها نفذت غارات جوية على ما يسمى جماعة خراسان المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومقرها سوريا وإن الجماعة كانت تخطط لمهاجمة أوروبا أو الولايات المتحدة. وأعلن مسؤول أمريكي أن من ضمن أهداف الضربة دروغون وهو متشدد مولود في فرنسا اعتنق الإسلام ويصفه بعض المسؤولين الأمريكيين بأنه صانع قنابل للجماعة، ولم يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن دروجون قتل في الهجوم.