كتب - طارق العامر:
المتابع للمشهد الانتخابي في ثالثة الشمالية، يلحظ كثيراً من المؤشرات والدلائل الجديدة والمختلفة عن الانتخابات الماضية بكل معطياتها، من حيث المزاج العام وتفضيل الشارع، ومن هذه المؤشرات أن هنالك نسبة عالية ترى وجوب التغيير وضح دماء جديدة تمثل أهالي الدائرة في المجلس النيابي المقبل.
الحراك المجتمعي في هذه الدائرة تسيطر عليه القبلية والعوائل البحرينية العريقة، وعادة ما يكون لهذين المكونين الرئيسيين «القبيلة والعائلة» عامل الحسم في الانتخابات النيابية، ويجد معظم أبناء الدائرة أنفسهم مجبرين على اختيار ابن قبيلتهم بعدما وجدت منافسة ساخنة بين مترشحي القبائل لاقتناص مقعد برلماني ينسب في النهاية إلى القبيلة، ويرفع من رصيدها الاجتماعي لدى القبائل الأخرى، أما الانتماء السياسي فنوع من الوجاهة السياسية والاجتماعية يستخدم في الأيام البعيدة عن الانتخابات التي يعتبرها كثير من المترشحين بمثابة معركة حربية، ليؤكد للجميع أن القبلية ما زالت باقية وأنها على رأس العوامل الحاسمة للنتائج الانتخابية، لكن وجود 3 من المترشحين من أبناء قبيلة الدواسر، يصعب من عملية الاختيار ويخلق حيرة عند الناخبين.
هذه الدائرة تشابكت وتشربكت خيوطها بسبب إسكان البديع وإحساس الكثيرين من أبناء الدائرة بظلم وقع عليهم نتيجة شعورهم بأن أولوية التوزيع كانت يجب أن تكون بحسب تاريخ الطلب، وذلك حسب وجهة نظر العديد من المواطنين ممن تلمسنا آراءهم عبر خريطة المشهد الانتخابي، فالجميع يرى أن تخلي النائب السابق عن صلاحياته البرلمانية كرئيس للجنة المرافق العامة والمختصة بالإسكان وكعضو برلماني في استجواب وزير الإسكان بشأن الأخطاء الفادحة في التوزيع الإسكاني، أدت لانقسامات وعداوات بين أبناء القرية، وسمحت للوفاق بأن تتاجر بقضية البديع لضرب المواطنين الحاصلين على الجنسية مؤخراً بإخوتهم في البديع، وهو ما ساهم في تراجع شعبيته في الدائرة، وهو ما سمح لمنافسين آخرين بالدخول في الانتخابات لمزاحمة النائب الحالي أو إسقاطه.
على رأس المترشحين المحتملين يأتي حمد الدوسري، شاب له حضور اجتماعي واسع ومتشعب ويتقبل الأفكار الجديدة والاقتراحات برحابة أكبر، جمهوره محصور ما بين فئة الـ 25 إلى 40 سنة وهم يمثلون كتلة انتخابية لا يستهان بها، يعتمد على الخطط الاستراتيجية كمنهج للتعامل مع لعبة الانتخابات، إلى جانب أنه خبير وضليع في أسرار اللعبة بحكم أنه كان في الانتخابات الماضية ولدورتين، من بين فريق النائب الحالي، لذلك فهو يمتلك دراية بمفاتيح اللعبة، أما ثقله الانتخابي، فيرتكز في البديع والجسر، ونرى أنه الثقل الأكبر والحاسم في هذه الانتخابات.
أما المترشح الثاني من قبيلة الدواسر فهو عادل الدوسري، وهو منافس قد يشكل رقماً صعباً نظراً لما يمتلكه من أوراق في يده تجعله في أي لحظة يشكل عامل ترجيح ومساعدة لأي مترشح سينتقل إلى جولة ثانية.
ويدخل في بورصة المتنافسين المترشح فراس سمير نور الدين وهو ذو خبرة اقتصادية طويلة وعمق بمعرفة العلاقات العامة وتشعبها بين كبار تجار المملكة، وصاحب مؤهلات علمية، ما يشفع له ويجعله مساوماً شديد البأس في مواجهه ممثلي الحكومة تحت قبة البرلمان، كما أن سيرته العملية تثبت نجاحه، ما يجعله منافساً قوياً على المقعد النيابي بالدائرة، وهو يطرح في برنامجه الانتخابي لمشكلات عدة من بينها حلولاً لمشكلات الإسكان والاقتصاد.
من نافلة القول، إن هذه الدائرة ومع حرص نائبها الحالي على الحسم المبكر، إلا أن كل المؤشرات تستبعد أن يحدث ذلك، وترجح أن يكون الحسم من الجولة الثانية، ولا أغالي إذا قلت -وفق قراءة الشارع- إن دخول النائب الحالي إعادة مع أي من المترشحين، لن يصب في صالحه، فكل المترشحين سيجيرون أصوات ناخبيهم لتصب في صالح المترشح المنافس للنائب الحالي.
الدائرة الثالثة بالمحافظة الشمالية، تمثل البديع (550-552-553-555-557-559)، الجنبية (561-565-569)، جزيرة جدة/أم الصبان (587)، المدينة الشمالية (581-585-589)، جزيرة جدة (591)، الجسرة (1001-1002-1003-1004-1006)، الهملة (1009-1010)، جزيرة أم النعسان (1089)، جزيرة الجسر (1095). وتبلغ كتلتها الانتخابية 6,082 ناخب، وينافس على مقعد هذه الدائرة 5 مترشحين، بالإضافة إلى النائب الحالي وهم؛ ممدوح مرهون، حمد الدوسري، عبدالعزيز الذوادي، فراس نور الدين، وعادل الدوسري.