عواصم - (وكالات): فرض مجلس الأمن الدولي أمس عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واثنين من قادة التمرد الحوثي معتبراً أنهم يقوضون السلام في البلاد.
وفي غياب أي اعتراض في مجلس الأمن، دخل حيز التنفيذ مساء أمس الأول الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة بمنع كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من منح تأشيرات دخول لكل من علي عبد الله صالح رئيس اليمن بين 1990 و2012، وقائد التمرد الحوثي زعيم حزب أنصار الله عبد الملك الحوثي وقيادي آخر في التمرد هو عبد الله يحيى الحكيم.
وأعلنت الرئاسة الليتوانية للجنة العقوبات أن القرار الذي يفرض أيضاً تجميداً لأموال هؤلاء الثلاثة، دخل حيز التنفيذ.
وتأتي هذه العقوبات بعد ساعات على تظاهرة جرت أمس الأول في صنعاء وشارك فيها آلاف المؤيدين للحوثيين وصالح رفضاً لمشروع قرار فرض العقوبات. وتظاهر مؤيدو صالح بدعوة من حزبه المؤتمر الشعبي العام، ضد هذه العقوبات التي ستؤدي كما قال إلى تأجيج الأزمة في البلاد.
ويدعم صالح التمرد الشيعي الذي لا تقبل القبائل السنية به وتعارضه بالسلاح أحياناً حتى من خلال التحالف مع تنظيم القاعدة.
وقال مسؤول أمريكي في معرض تعليقه على إقرار هذه العقوبات إن «أعضاء مجلس الأمن برهنوا أن المجتمع الدولي لن يتساهل مع استخدام العنف من أجل صد التطلعات المشروعة للشعب اليمني وإعاقة عملية الانتقال السياسي» في اليمن.
وفي رسالة إلى لجنة العقوبات، قالت الولايات المتحدة إن صالح «يقف وراء محاولات نشر الفوضى في اليمن»، عبر استخدام المتمردين الحوثيين «ليس من أجل نزع الشرعية عن الحكومة المركزية فحسب بل ولخلق عدم استقرار من أجل القيام بانقلاب».
وأشارت الولايات المتحدة إلى تقرير لخبراء قالوا إن الرئيس اليمني السابق لجأ إلى عناصر في القاعدة لمواصلة الاغتيالات والهجمات من أجل إضعاف الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.
وأضافت الرسالة أن عبد الله يحيى الحكيم خطط في يونيو الماضي لانقلاب على هادي وذلك في اجتماع لزعماء قبليين وقادة أمنيين وشخصيات موالية لعلي عبد الله صالح.
وأعلن اليمن تشكيل حكومة جديدة تضم 36 وزيراً تهدف إلى إخراج البلد من أزمة سياسية خطيرة.
وتأخر تشكيل الحكومة المقررة في اتفاق السلام الموقع في 21 سبتمبر الماضي يوم سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء، بسبب الخلاف بين حركة التمرد وخصومها السياسيين.
ورحبت واشنطن بتشكيل الحكومة مؤكدة أنها تشجع اليمن على تجاوز الخلافات بين الأحزاب بعد الأزمة المستمرة منذ أسابيع.
في سياق متصل، أعلن المؤتمر الشعبي العام إقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من قيادة الحزب الذي يرأسه صالح، في رد فعل على إقرار العقوبات الأممية ضد الرئيس السابق.
وأكد الحزب تعيين شخصين في منصبي نائب الرئيس والأمين العام اللذين كان يشغلهما هادي. ميدانياً، أعلن تنظيم القاعدة أنه قتل «عشرات» من عناصر التمرد الحوثي الشيعي في اليمن.
وقالت مصادر قبلية إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة اقتحم مركزاً طبياً حوله الحوثيون إلى ثكنة في المناسح قرب مدينة رداع جنوب صنعاء، مشيرة إلى مقتل «عشرات الأشخاص» في الهجوم.
وفي الهجوم الثاني أطلق مسلحون من القاعدة النار على مدرسة استولى عليها الحوثيون في وادي الجراح قرب رداع.
في غضون ذلك، أعلن التنظيم أنه حاول قتل السفير الأمريكي في صنعاء ماتيو تيلر لكن العبوتين تم اكتشافهما قبل «دقائق من انفجارهما» الخميس الماضي أمام منزل الرئيس هادي، بحسب ما ذكر المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت».