كتب - طارق العامر:
المتنافسون الستة في الدائرة الأولي بالمحافظة الشمالية، التي تبلغ كتلتها الانتخابية 10 آلاف و749 ناخباً، يعيشون أزمة خوف، ورهبة، بجانب أزمة فكر، وأزمة قيادة، وأزمة تنظيمات سياسية، فهي دائرة شائكة ومعقدة، وكان لها دور سلبي في الانقسام الطائفي الذي يشهده المجتمع البحريني، وتعتبر من معاقل الأب الروحي لجمعية الوفاق المدعو عيسى قاسم، وهي التي أجبرت ميرزا أحمد «بونبيل» على سحب ترشحه خوفاً على حياة أحفاده، وبسببه أصدر قاسم وعبدالله الغريفي بيانهما بعدم المشاركة في الانتخابات، وهي الدائرة التي تعرض فيها منزل النائب علي الدرازي للحرق مما نجم عنه احتراق سيارتين بشكل تام.
وتمثل «أولى الشمالية» حلة عبدالصالح «444»، المقشع «450»، كرانـــة «454-456-458-460»، جنوســــان «502-504-506-508)، جد الحاج (514»، باربار «518-520-522-524-526-528-530» - الدراز «536)» وهي عبارة عن الثانية مضافاً إليها 9 مجمعات «باربار 518-520-522-522-524-526-528-530 والدراز «536» ونقل منها 15 مجمعاً إلى العاصمة (438-449-453-463-465-469-471-473-475-477-479-481-505-507-509»، وينافس على مقعدها النيابي 6 مترشحين هم: النائب علي الدرازي، جعفر إبراهيم، فاطمة العصفور، محمد شهاب، حسين حبيب وياسر نصيف.
يتصدر بورصة المتنافسين «ابن الدراز» النائب علي الدرازي «تكنوقراط»، ويحسب على الوسطيين، يدخل على خط المنافسة وهو يحمل رصيداً جيداً عالياً في نفوس أهالي الدائرة لأسباب عدة، من بينها أداء مرضي طوال سنتين قضاهما في المجلس رغم قصرها، بجانب حضوره في الشارع واتصاله المستمر بالأهالي، ويري أهالي الدائرة أن الفضل في حل ملف المدينة الشمالية يعود له، بجانب كونه مهندساً مدنياً ساهم في إعادة تخطيط القري القديم من الناحية الهندسية بحيث تحافظ على طابعها العريق وشكلها التاريخي، يعتمد برنامجه الانتخابي على الاقتصاد كمحور رئيس من خلال دعم العاملين في القطاع الخاص وتنويع مصدر دخل الدولة وعدم الاعتماد على مصدر النفط فقط. وتكمن نقاط القوة عنده في مجمع 536.
والدرازي هو أول من فتح باب المشاركة في الانتخابات أمام أهالي الدائرة على مصرعيه حين تحدي بكل جسارة وشجاعة قرار جمعية الوفاق وشارك في الانتخابات التكميلية في 2011، وفاز بمقعد الدائرة الثالثة بالتزكية بعد انسحاب محمد كاظم علي محمد متروك الدرازي وتقي عبدالرسول عبدالنبي الزيرة.
تدخل على خط المنافسة وجوه جديدة قد لا تحظي بالقبول العام لدي الأهالي ولكن يمكن أن تشكل رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية على كرسي هذه الدائرة، بينها المترشح ياسر نصيف وهو من قرية «المقشع»، وينبثق برنامجه الانتخابي من هموم أبناء الدائرة ورغباتهم في حلحلة مشاكل البطالة والإسكان، كما يدخل كمنافس محتمل المترشح حسين حبيب، وهو عنصر شبابي من قرية «المقشع» يعمل رئيساً للعلاقات العامة في الجامعة الأهلية، وربما تلعب طبيعة وظيفته دوراً حيوياً في مد الجسور بينه وبين أهالي الدائرة، وبالتالي ينجح في زيادة رصيده من أصوات الناخبين.
وربما يكون للثقافة العصبوية العائلية السائدة في المجتمع البحريني، دور في حسم هذه الدائرة لصالح مترشحين جدد من أبناء الدراز، وهم جعفر العصفور وفاطمة العصفور وكلاهما يمثلون جناحي «العصافرة» ودخولهم كمنافسين ضد بعض رصيد إضافي في صالح منافسيهم، لكونهم قد يتسببون في تشتيت أصوات عائلة العصفور بينهم مما قد يقلل نسبة فوزهم في الانتخابات.
على العموم، التعلم من الأخطاء المتراكمة، واستخلاص العبر من إفرازات المنافسة الانتخابية، وتغيير النهج والتكتيك السياسي، والاقتراب من الناس وهمومهم، وسماع نبض الشارع، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية، وتقديم مبادرات جديدة وأنشطة وفعاليات تعيد ثقة الناس، مفاتيح يمكن أن تحسم المنافسة، لو تبناها أي مترشح وتعامل معها بضمير، ويمكن أن يضمن دخوله البرلمان من أوسع أبوابه.