توقع سفير البحرين لدى الكويت الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة زخماً وإقبالاً كبيراً من الشعب البحرينـــــي علــــى الانتخابــــات المقبلة جراء تعود البحرينيين على التعددية وامتلاكهم عقلية حضارية وثقافة واسعة، مؤكداً «احترام قرار من لم يشارك، لكنه حتماً لن يجد التمثيل ولن يملك الأدوات الدستورية تحت قبة البرلمان ولن يكون كتفاً مساعداً في التنمية والبناء الحضاري».
ونقلــــت صحيفـــــــة «الوطــــن الكويتية» عن االسفير خليفة بن حمد قوله، بمناسبة قرب إجراء الاستحقاق الانتخابي البرلماني والبلدي والمقرر أن يجري في 22 نوفمبر الجاري في البحرين وفي 18 الحالي في سفارات البحرين بالخارج، إن «الانتخابات المقبلة ستشهد إقبالاً كبيراً وزخماً وهذا ليس مستغرباً على شعب البحرين الذي تعود على التعددية ويملك عقلية حضارية وثقافة واسعة لا يختلف حولها اثنان في المنطقة».
وأضـــاف أن «القبـــــول بالآخــــر والتلاقي على البناء والإصلاح هو الأساس الذي بنى عليه شعب البحرين تعايشه، معتبراً ثقافة الاختلاف إثراء في الفكر الإصلاحي ولو لم تكن هناك تعددية لضعفت الأمة».
وتابـع: «إننـــــا نعيــــش حالـــــة من التماهي في الممارسات العقائدية والمذهبية في العالم الإسلامي الذي يفوق تعداده 1.5 مليار مسلم حول العالم، ولهذا نرى أن التعددية رحمة والتمازج في الممارسات والتقارب هو السلاح لمواجهة عدو الإسلام، فهناك المذاهب الأربعة المالكي والحنبلي والشافعي، بالإضافة إلى الجعفري والإباضي والزيدي والإسماعيلي وهي تعكس حكمة تعددية الرسالة السماوية، مهما اختلفت المذاهب والألوان، لذلك فإن التعددية إثراء لا إقصاء».
وأكد الشيخ خليفة بن حمد أن «نهج المقاطعـــة يتعارض مع منحى العقلية البحرينية المتسامحة، ويؤجج الفئوية ولا أعتقد أن الأغلبية ستوافق من يدعو لذلك، وأقول إن المشاركة أفضل من المشاهدة، ومن لم يشارك نحترمه فهذا حقه وشأنه ولكنه حتماً لن يجد التمثيل ولن يملك الأدوات الدستورية تحت قبة البرلمان ولن يكون كتفاً مساعداً في التنمية والبناء الحضاري، وكنت أتمنى أن تكون الملاحظات والنقاش حول الدوائر الانتخابية تحت قبلة البرلمان بحضور الجميع».
وأضاف الشيخ خليفة بن حمد ان «وجود من يختلف معك تحت القبة أقوى من وجوده بالشارع.. وعمر الشارع ما بنى دولة.. والتخريب لن يحقق البناء والتقدم للجميع.. نعم نختلف ولكن لا يجب أن يقودنا الاختلاف إلى الفجور والخروج عن أدب الاختلاف واحترام بعضنا البعض.. التخريب والحرق وإلغاء الآخر ليس أسلوب تعايش وبناء دولة».
وشدد على أن «البحرين تشهد تقدماً كبيراً وتطوراً ملحوظاً على جميع المستويات جراء استمرار وثبات النهج الإصلاحي لمشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتمسك الشعب البحريني بجميع فئاته ومكوناته بالالتفاف حول القيادة السياسية وطموحها في وضع البحرين في مصاف الدول المتقدمة».
وأشار إلى أن «إصرار جلالة الملك المفدى على عقد هذه الانتخابات يعكس همة سموه ونظرته الثاقبة وحكمته المستنيرة للمضي بالعمليــة الديموقراطية نحو مزيد من الآفاق الإصلاحية وحق المواطن البحريني في التمتع بأجواء الحرية والديمقراطية البناءة».
وقال سفير البحرين لدى الكويت إن «القاعدة العريضة الشعبية تستمد قوتها وثقتها لبناء البحرين من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي انطلق بقوة ولا يزال مستمراً في قوته ولن يتوقف»، مشيراً إلى أن «المشاركة الكبيرة في تصويت شعب البحرين بكل فئاته ومكوناته على الميثاق الوطني الذي وضع لبناته جلالة الملك كان ولا يزال عنواناً لتقدم مسيرة البحرين على كل الأصعدة».
وأكد أن «المشروع الإصلاحي جاء ليكمل غرساً قديماً سابقاً لأجواء الحرية والنهضة والديمقراطية والشورى لتنفذه القيادة الحكيمة بالتعاون مع شعب البحرين، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أول انطلاقة لإجراء انتخابات بلدية أجريت في المنطقة كانت منذ العشرينيات في عهد الجد الرابع المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة».
وذكر الشيخ خليفة بن حمد أن «ترسيخ الديمقراطية وإيمان القيادة والشعب بها تعكس ثقافة البحرينيين وانفتاحهم منذ حضارات البحرين الماضية، وهو ما يدفع الجميع للحرص على المشاركة والاستجابة الواسعة لإبداء قناعاتهم واختيار من يتوسمون فيهم القدرة والعطاء لخدمة الوطن واستكمال مسيرة الإصلاح والنماء».
وأشـــار إلـــــى أن «دور المـــــرأة البحرينية منذ ما قبل الاستقلال راسخ وثابت في النهوض بالوطن جنباً إلى جنب مع الرجال لتضيف علامة بارزة في النهج الديمقراطي الخلاق»، مضيفاً أن «الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب وأمريكا هدفهم منها العدالة ورفاهية الشعوب، وهو متحقق ولله الحمد لشعوب دول الخليج والتي تؤمن بالمشاركة والشورى وتكريس مبادئ حرية الاعتقاد والعدالة».
ولفت الشيخ خليفة بن حمد إلى أن البحرين تضم بين جنباتها عمالة وافدة كبيرة جداً تحظى بكل سبل الاحترام وحريــة الاعتقاد وممارسة طقوسها على أكمل وجه، حيث حولت القيادة البحرين إلى قبلة من جميع دول العالم، مشيراً إلى أن انطلاق حوار الحضارات والأديان من البحرين برعاية جلالة الملك والقيادة أعطى البحرين مزيداً من الزخم والاحترام لدى دول العالم ووضعها موضع ثقة كدولة مدنية حضارية متقدمة».
وقال إن «الرسول (ص) أكد في صلب رسالته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هموا وفكروا بالخير واعملوا به ولا تهموا للفرقة والشر كشعب واحد في دولة واحدة وتحت راية الإسلام».