عواصم - (وكالات): قالت القيادة المركزية الأمريكية إن «الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا سلسلة هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مطلع الأسبوع، شملت تنفيذ 23 ضربة جوية في سوريا و18 ضربة في العراق منذ الجمعة الماضي، فيما وسع التنظيم المتطرف نفوذه في الشرق الأوسط بحصوله على ولاء جماعة «أنصار بيت المقدس» أخطر الجماعات المتطرفة في مصر، في وقت لا يزال الغموض يلف مصير قائده أبو بكر البغدادي الذي أفادت بعض التقارير الصحافية عن إصابته في غارات للتحالف الدولي في العراق، بينما أعلن التلفزيون العراقي مقتل أبو حذيفة اليمني أبرز مساعدي البغدادي في هجوم جوي قرب الفلوجة غرب بغداد.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا سلسلة هجمات على «داعش»، مضيفة أن «13 ضربة استهدفت مواقع قرب مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا و10 هجمات قرب دير الزور بسوريا». وأضافت أن «7 ضربات في العراق وقعت قرب بيجي في حين أصابت ضربات أخرى أهدافاً داخل الفلوجة أو بالقرب منها ومواقع في الموصل والقائم وحديثة والرمادي والرطبة». في موازاة ذلك، أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية وانضمامها إلى صفوفه، في بيان صوتي نشرته على حسابها في موقع تويتر. وتشن «أنصار بيت المقدس» التي تتخذ من شمال شبه جزيرة سيناء معقلاً لها هجمات دامية باستمرار على قوات الأمن خلفت مئات القتلى من رجال الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013. وسبق وأعربت بيت المقدس عن دعمها لتنظيم الدولة الإسلامية، لكنها لم تبايعه بل حتى نفت القيام بذلك الأسبوع الماضي. وقرارها المضي أبعد ومبايعته قد يعزز تنظيم «الدولة الإسلامية» ويوسع نفوذه خارج العراق وسوريا حيث أعلن البغدادي «الخلافة الإسلامية» على المناطق الشاسعة التي سيطر عليها الجهاديون. ورأى الخبير في مسائل الإسلام المتطرف جان بيار فيليو أن تنظيم الدولة الإسلامية «حل نهائياً محل القاعدة كمرجع أخير للجهاد العالمي». ولم يعلن أي من فروع القاعدة الرئيسية في سوريا واليمن والساحل وأفغانستان والصومال اعترافه بسلطة البغدادي على رأس تنظيم الدولة الإسلامية. ويأتي إعلان أنصار بيت المقدس بعد ورود شائعات ومعلومات متناقضة أفادت بإصابة أو مقتل البغدادي في ضربات جوية شنها الائتلاف على تجمع لقادة في التنظيم قرب الموصل شمال العراق.
وفي بغداد أكدت السلطات أن هذه المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام عربية بصورة رئيسية «لم يتم تأكيدها إلى حد الآن» فيما أفادت القيادة الأمريكية الوسطى «سنتكوم» من جهتها أنه «لا يسعها تأكيد ما إذا كان البغدادي مشاركاً» في التجمع الذي استهدفته قوات الائتلاف ودمرت خلاله قافلة من «10 شاحنات ومدرعة» للتنظيم.
وتعرض واشنطن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال البغدادي الذي ظهر للمرة الأولى في شريط مصور في يوليو الماضي، بعد أيام من إقامة التنظيم «الخلافة الإسلامية» في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، وتسميته «خليفة». من جانبه، أعلن نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانقيري لدى استقباله نظيره العراقي نوري المالكي في طهران أن إيران ستضع «كل قدراتها تحت تصرف العراق» لمحاربة مقاتلي «داعش».
وللتصدي إلى الهجوم الذي شنه المقاتلون في يونيو الماضي على العراق، زودت إيران المقاتلين الأكراد بالأسلحة وأرسلت مستشارين عسكريين لدى قوات بغداد لكنها تنفي نشر قوات على الأرض.
من ناحية أخرى، أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية أحكاما بالسجن تراوحت بين 3 و5 أعوام لأربعة أردنيين أدينوا بالالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية والترويج له. في الوقت ذاته، أعلن بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمر بارسال طائرة شحن محملة بـ «كميات كبيرة» من المساعدات الإنسانية إلى محافظة الأنبار غرب العراق.