عواصم - (وكالات): قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن «مسؤولين إيرانيين يجرون محادثات سرية مع مسؤولين أمريكيين بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران»، فيما كشف سفير إيران السابق لدى فرنسا والأمم المتحدة صادق خرازي عن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف رغبته بلقاء قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري اللواء قاسم سليماني ولو لمرة واحدة، بينما يتابع البلدان مفاوضاتهما النووية المعلنة لليوم الثاني على التوالي في مسقط بهدف التوصل إلى حل طال انتظاره للملف النووي وسط تقارير تتحدث عن خلافات اساسية بين الطرفين.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين إيرانيين أن «المحادثات تدرس إمكانية تمديد الوجود الأمريكي في العاصمة الإيرانية وإنشاء وزارة تجارة مشتركة للبلدين». ويشير المصدر إلى أن «نجاح المحادثات يتعلق بالتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي سيكون نقطة انطلاق لرفع العقوبات عن طهران وإفساح المجال أمام تطوير العلاقات التجارية التي ستعيد بدورها فتح السفارات في الولايات المتحدة وإيران». واكدت الصحيفة ان «وفدا إيرانيا يقوده رئيس وكالة التجارة الدولية الإيرانية سيجري جولة ثانية للمباحثات مع الوفد الأمريكي في العاصمة الأذربيجانية باكو الأسبوع المقبل». يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين انقطعت منذ 35 عاماً في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979 وأزمة الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران.
في موازاة ذلك، كشف دبلوماسي إيراني أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره الإيراني رغبته بلقاء قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري اللواء قاسم سليماني ولو لمرة واحدة. ولم يصدر من واشنطن ما ينفي أو يؤكد ما كشفه الدبلوماسي الإيراني، إذ من المعروف أن الجنرال سليماني يصنّف من جانب الولايات المتحدة كـ «إرهابي».
وكتب سفير إيران السابق لدى فرنسا والأمم المتحدة صادق خرازي على صفحته على فيسبوك «وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طلب من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ترتيب لقاء له مع اللواء قاسم سليماني».
وكانت مجلة «نيويوركر» وصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكيتان وصفتا في وقت سابق اللواء قاسم سليماني بأنه الرجل الأقوى في الشرق الأوسط. ويقدم اللواء قاسم سليماني الدعم الإستشاري للقوات العسكرية في سوريا والعراق في مواجهتها لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الإرهابي، الذي فرض سيطرته مؤخرًا على بعض المناطق في سوريا والعراق. وسلطت الأضواء على التواجد الإيراني في العراق عندما سافر قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد في يونيو الماضي تزامنًا مع تفاقم الأزمة العراقية نتيجة لسقوط مدينة موصل بيد قوات «داعش».
وحسب تقارير، فإن الخطة الإيرانية تشمل استخدام الآلاف من الميليشيات الشيعية الموالية لطهران بعد تدريبهم وتسليحهم إلى جانب الآلاف من المجندين الجدد الذين تطوعوا استجابة لفتوى آية الله علي السيستاني، التي أصدرها في يونيوي الماضي.
ويشكل فيلق القدس الفرع الإقليمي للحرس الثوري الإيراني، وهو مكلف بتسليح وتنظيم وتدريب جماعات مسلحة تابعة لإيران في المنطقة. وفيما تدنو مهلة انتهاء الاتفاق المؤقت حول الملف في 24 نوفمبر الجاري، ما زال كيري وظريف يدافعان عن موقف بلديهما دون مؤشرات على حصول اختراق في المحادثات. وأشار الرئيس الأمريكي إلى استمرار وجود «فجوة كبيرة» بين الطرفين في المفاوضات التي بدأت أمس الأول. من جهته، يرزح الوفد الإيراني المفاوض تحت وطأة الضغط الداخلي الذي يريد التوصل إلى رفع كامل للعقوبات الأمريكية والأوروبية والدولية عن إيران. وتريد إيران أن يتم ذلك بسرعة بينما يريد أوباما ان ترفع العقوبات ضمن عملية بطيئة بالتوازي مع التزام ايران بتعهداتها الدولية. وعقد الوزيران محادثات استمرت 5 ساعات، بحضور مسؤولة السياسة الخارجية الاوروبية السابقة كاثرين اشتون التي تدير المحادثات.
ونقاط الخلاف الأساسية تتمحور حول عدد آلات الطرد المركزي التي ستحتفظ بها ايران مقابل تخفيف العقوبات وعمليات تفتيش في المواقع النووية الإيرانية. وتنفي إيران وجود اي نية لديها بالحصول على السلام النووي وتؤكد أن برنامجها سلمي يهدف إلى إنتاج الطاقة، ما يتطلب تطوير قدراتها في مجال تخصيب اليورانيوم. كما تشكل مدة الاتفاق الطويل الأمد المرجو بين إيران ومجموعة الدول الست، مادة خلاف، فمن جهة تريد إيران اتفاقاً لمدة 5 سنوات فيما يريد الغرب ضعف هذه المدة. ويرى المحللون أن تباعد المواقف وعدم تحقيق تقدم كافٍ يجعل من الصعب التوصل الى حل قبل 24 نوفمبر الجاري. وتنفي الولايات المتحدة وجود أي علاقة بين المحادثات النووية والقتال الدائر ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما وجدت واشنطن وطهران نفسها في نفس المعسكر ضد المتطرفين.
كما يشكل فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية الأمريكية ضغطاً إضافياً على المفاوضات التي تديرها إدارة الرئيس أوباما الديمقراطية، خصوصاً مع وجود عدة شخصيات جمهورية تعبر عن تحفظات ازاء انفتاح البيت الأبيض على إيران.
وإذا اخفقت المفاوضات في أحراز تقدم، فان الكونغرس الأمريكي قد يفرض عقوبات جديدة على ايران.
ويخضع ظريف أيضاً لضغوط إذ إن بعض أعضاء مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون أكدوا أن الاتفاق الشامل يجب أن يصادق عليه النواب ليصبح سارياً.
وطالب 200 من هؤلاء بأن «يدافع المفاوضون بقوة» عن حقوق إيران النووية وان يضمنوا «الرفع الكامل للعقوبات». وحذر الأكثر تشدداً منهم حكومة الرئيس الايراني حسن روحاني من تنازلات قد يقدمها فريق التفاوض الإيراني. وبعد هذا اللقاء الثلاثي في سلطنة عمان، سيعقد اجتماع لمسؤولين سياسيين كبار في ايران ودول مجموعة 5+1 اليوم. وستدخل المفاوضات بعد ذلك مرحلتها الاخيرة في 18 نوفمبر للتوصل خلال 6 ايام الى اتفاق نهائي يمكن ان يشكل انتصارا دبلوماسيا لحسن روحاني وباراك اوباما. من جانب اخر، اعلنت ايران انها اكملت بنجاح تجربة على نسخة صنعتها محليا من الطائرة الأمريكية دون طيار التي أنزلتها على أراضيها في 2011، ووعدت بنشر صور التجربة. واستولت طهران على الطائرة الامريكية بدون طيار من طراز «ار كيو 170 سنتينال» في ديسمبر 2011 بعد ان اسقطتها بينما كانت تحلق في اجوائها للقيام بطلعة تجسسية على مواقع إيران النووية، بحسب ما أفاد الإعلام الأمريكي. وقالت إيران إنها استولت على الطائرة المتطورة وانزلتها في الصحراء حيث تم العثور عليها سليمة، بينما تقول واشنطن إن الطائرة تحطمت بسبب عطل فني.