عواصم - (وكالات): وصل 50 جندياً أمريكياً إلى قاعدة عسكرية عراقية في الأنبار تمهيداً لوصول عدد أكبر لتدريب القوات العراقية، بعد إعلان الرئيس باراك أوباما بدء «مرحلة جديدة» في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما تمكن المقاتلون الأكراد من استعادة بعض الشوارع والأبنية جنوب مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بعد معارك مع التنظيم المتطرف الذي يشن هجوماً على المدينة منذ منتصف سبتمبر الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من استعادة السيطرة على شوارع وأبنية جنوب عين العرب إثر اشتباكات عنيفة مع «داعش»».
في موازاة ذلك، ذكر المرصد أن وحدات حماية الشعب وقوات البشمركة التي تقاتل إلى جانبها في المدينة قصفت نقاط تمركز للتنظيم الذي قصف بدوره عدة مناطق في عين العرب. كما نفذت طائرات التحالف الدولي العربي 3 ضربات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي المتطرف جنوب شرق المدينة الواقعة في محافظة حلب الشمالية. ويأتي تقدم المقاتلين الأكراد بعد ساعات قليلة من إعلان قائدة القوات الكردية في المدينة نارين عفرين أن قواتها «حققت تقدماً في كوباني».
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» اليسا سميث «بإمكاني تأكيد أن 50 جندياً يقومون بزيارة قاعدة الأسد الجوية للقيام بمسح للمكان بهدف احتمال استخدامه مستقبلاً لتقديم النصائح والمساعدة في عملية دعم القوات العراقية».
وتقع القاعدة في الأنبار كبرى محافظات العراق والحدودية مع سوريا والأردن والسعودية. وباتت غالبية المحافظة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية رغم الضربات الجوية للتحالف بقيادة واشنطن. وهي المرة الأولى يتواجد جنود أمريكيون في العراق خارج بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان، منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011.
وأعلنت الولايات المتحدة أن أوباما أجاز إرسال حتى 1500 جندي إضافي لتدريب القوات العراقية. وسيضاف هؤلاء إلى عدد مماثل تقريباً، بينهم مستشارون عسكريون وجنود لحماية السفارة الأمريكية ومطار بغداد.
ورحبت حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالخطوة الأمريكية، إلا أنها اعتبرتها «متأخرة بعض الشيء». وشددت على أن تسليح العشائر سيتم حصراً في إطار «الحشد الشعبي»، في إشارة إلى المجموعات التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد التنظيم المتطرف.
وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون أن الفريق الأمريكي في الأنبار ليس مكلفاً بتسليح العشائر السنية التي تقاتل التنظيم، وأن ذلك مهمة بغداد فقط. وقتل ما بين 250 و400 فرد من أبناء عشيرة البونمر خلال الأسابيع الماضية على يد تنظيم الدولة الإسلامية، بعد قتال ضده استمر أشهر. وتسعى بغداد إلى استمالة العشائر السنية للتحالف معها ضد «الدولة الإسلامية». ووعد العبادي خلال لقاءات عقدها مؤخراً مع مسؤولين عشائريين في بغداد وعمان، بالاستجابة لطلب العشائر بالتسليح.
وبعد قصف التحالف تجمعاً لقيادات «الدولة الإسلامية» شمال العراق، أعلن البنتاغون عدم قدرته على تأكيد المعلومات عن مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أو إصابته. سياسياً، التقى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بالرياض مساء أمس الرئيس العراقي فؤاد معصوم. وتم خلال اللقاء وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، بحث تطورات الأحداث على الساحة الإقليمية وكذلك مجمل المستجدات الدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها. ووصل معصوم إلى الرياض في وقت سابق مساء أمس في زيارة للمملكة، هي الأولى على هذا المستوى بعد سنوات توتر بين البلدين، وكان في استقباله بمطار قاعدة الرياض الجوية، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من الأمراء وكبار المسؤولين. وتوترت علاقات البلدين خلال عهد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي اتهمته السعودية باعتماد سياسات إقصائية همشت السنة، وبالتقرب من إيران. من جهة ثانية، أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة عن أسفه لأن التحالف الدولي «يغض النظر» عن تجاوزات نظام الرئيس بشار الأسد في النزاع المستمر منذ قرابة 4 أعوام.
وغداة لقائه الرئيس الأسد، أعلن الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن الحكومة السورية تبدي «اهتماماً بناء» باقتراحه المتعلق بتجميد القتال في مدينة حلب.
من ناحية أخرى، قال مصدر كردي إن مهاجرة إلى إسرائيل كندية المولد أصبحت أول أجنبية تنضم للأكراد الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في الوقت الذي بدأت تتكشف فيه تفاصيل عن الماضي المضطرب لهذه المتطوعة. وقال أحد محاميها السابقين إن جيل روزنبرج طيارة مدنية وكانت ضمن وحدة للبحث والإنقاذ في الجيش الإسرائيلي قبل إلقاء القبض عليها عام 2009 وترحيلها للولايات المتحدة وسجنها فيما يتصل بقضية احتيال دولية. وبثت الإذاعة الإسرائيلية مقابلة مع روزنبرج قالت فيها إنها سافرت إلى العراق وتتدرب مع المقاتلين الأكراد وستذهب للقتال في سوريا. وقالت روزنبرج إن الأكراد «أخوتنا، إنهم طيبون».
إنسانياً، قال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن النزاعات في العراق وسوريا أجبرت نحو 13.6 مليون شخص على مغادرة منازلهم وإن الكثيرين منهم لا يجدون الغذاء أو المأوى مع اقتراب الشتاء.
ويشمل العدد 13.6 مليون شخص نحو 7.2 مليون نازح داخل سوريا، فيما يشكل زيادة كبيرة من تقديرات الأمم المتحدة البالغة 6.5 مليون شخص، علاوة على 3.3 مليون لاجئ سوري في الخارج و1.9 مليون نازح في العراق و190 ألف شخص غادروا طلباً للسلامة.