مستوطنون يحرقون مسجداً في الضفة المحتلة
نتنياهو يشدد قمع الاحتجاجات الفلسطينية إرضاء لليمين المتطرف قبل انتخابات محتملة
سلطات الاحتلال تعزل مروان البرغوثي بعد بيان دعم المقاومة
عواصم - (وكالات): أعلن مصدر برلماني أن الجمعية الوطنية الفرنسية ستصوت في 28 نوفمبر الجاري على مشروع قدمه نواب من الغالبية الاشتراكية «يطالب» باريس بالاعتراف بدولة فلسطين، فيما وافقت بلدية القدس المحتلة على خطط لبناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة في حي «رموت» الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة، بينما أحرق مستوطنون إسرائيليون مسجداً في قرية في الضفة الغربية المحتلة مما يهدد بتفاقم التوتر، في الوقت الذي شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القمع إزاء تصاعد الاحتجاجات ضد سياسات سلطات الاحتلال، وذلك بزعم «الحفاظ على أمن الإسرائيليين ولكن أيضاً من أجل إرضاء اليمين تحسبا لخوض انتخابات مبكرة محتملة في 2015»، بحسب خبراء. وقال المصدر البرلماني الفرنسي إن الجمعية الوطنية الفرنسية ستصوت في 28 نوفمبر الجاري على مشروع قدمه نواب من الغالبية الاشتراكية يطالب باريس بالاعتراف بدولة فلسطين.
وهذا التصويت غير الملزم لكن الذي يرتدي رمزية كبرى بعد تصويت البرلمان البريطاني واعتراف السويد بدولة فلسطين، سيتم قبل تصويت اخر مرتقب في مجلس الشيوخ الفرنسي في 11 ديسمبر المقبل بمبادرة من نواب شيوعيين. ومشروع القرار الذي اقترحه نواب اشتراكيون لم يقدم رسميا بعد لكن نسخة مؤقتة من النص تقول إن «الجمعية تدعو الحكومة الفرنسية الى جعل الاعتراف بدولة فلسطين وسيلة للوصول الى تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وبقيت فرنسا حتى الان حذرة حيال تحديد برنامج زمني لمثل هذا الاعتراف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «إن فرنسا متمسكة بعمق بحل الدولتين» مضيفاً أن ذلك سيحدث «في وقت ما، وهذا أمر بديهي، اعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل فرنسا».
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى إقامة دولة فلسطينية مؤكدة انها ستناقش مع كل من الدول الاعضاء في الاتحاد اعترافا محتملا. وقد اعترفت 8 دول فقط حتى الان من اعضاء الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطين كان اخرها السويد. من جهة اخرى، وافقت بلدية القدس على خطط لبناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة في حي «رموت» الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة.
وقال عضو البلدية عن حزب ميريتس اليساري بيبي الالو «هذه خطة بناء جديدة ونحن في مرحلتها الاولية»، محذرا من تداعيات قرارات من هذا النوع على الجو المشحون أصلاً في القدس الشرقية.
وندد ليئور اميحاي المسؤول في حركة «السلام الان» المناهضة للاستيطان بالقرار. وقال «هذا امر فظيع، خاصة في فترة حساسة كهذه». وقبل القرار بساعات، قام مستوطنون باضرام النيران في مسجد قرية المغير شمال شرق رام الله قبل صلاة الفجر. واكد رئيس مجلس المغير فرح النعسان «حاولنا السيطرة على النيران ولكنها كانت تشتعل بشكل سريع، ولم نستطع السيطرة عليها حتى انتهت من تلقاء نفسها».
وقال مسؤول أمني فلسطيني إن «مستوطنين أحرقوا بالكامل الطابق الأول من المسجد في القرية الواقعة على مقربة من مستوطنة شيلو ومن طريق مخصص للمستوطنين»، مشيراً إلى أنه سبق وتم إحراق مسجد آخر في القرية في 2012. وينتهج المستوطنون وناشطون من اليمين المتطرف الإسرائيلي منذ سنوات سياسة انتقامية منهجية تحت شعار «تدفيع الثمن» تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية.
وتشمل هذه الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية واتلاف او اقتلاع اشجار زيتون.
ويأتي ذلك بينما يتفاقم التوتر بين سلطات الاحتلال والفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين والذي ازداد حدة في الاسابيع الاخيرة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قرر «تعزيز الإجراءات الأمنية في كامل البلاد، وتدمير منازل المسلحين، وانتهاج سياسة قاسية ضد راشقي الحجارة، وفرض غرامات مالية على أهالي القاصرين» الذين يشاركون في المواجهات.
وامتد التوتر إلى البلدات العربية المحتلة بعد أن قتلت الشرطة الإسرائيلية خير حمدان عندما كان يحتج على اعتقال أحد أقاربه.
من جانبه، يلتقي الرئيس محمود عباس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان، حسبما أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الذي أكد أن «الموقف الفلسطيني سيكون واضحاً وضوح الشمس بأن التجاوزات الإسرائيلية خط أحمر، خاصة التصعيد الإسرائيلي في الأقصى وفي القدس».
من جهته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله عباس في عمان من أن «تكرار الاعتداءات الإسرائيلية» في القدس وخصوصاً في المسجد الأقصى والحرم القدسي هو «أمر مرفوض جملة وتفصيلاً».
واستدعت الحكومة الأردنية الأربعاء الماضي سفيرها من تل أبيب احتجاجاً على «الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة» في القدس.
من جانب آخر، عزلت مصلحة السجون الإسرائيلية القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي عقاباً على بيان دعا فيه السلطة الفلسطينية إلى «دعم المقاومة»، بحسب ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني.
في سياق آخر، توفي محمد طه، أحد مؤسسي حركة حماس، بحسب ما أعلنت الحركة التي نعته.
ويعد طه أحد مؤسسي حركة حماس منذ عام 1987، إلى جانب الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحماس.
وطه هو والد ايمن طه المتحدث السابق باسم حماس الذي عثر على جثته في منزل تعرض للقصف الاسرائيلي شرق مدينة غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.