كتب ـ وليد صبري:
كشف أطباء ومختصون أن نسبة الإصابة بمرض السكري بالبحرين بلغ 22.4% للفئة العمرية 20 ـ 79 عاماً، وأن المملكة تحتل المرتبة 12 عالمياً بمعدل الإصابة بالمرض، لافتين إلى أن نحو 60 طفلاً يصابون بالسكري من النوع الأول سنوياً في البحرين.
وأضاف الأطباء والمختصون في تصريح لـ»الوطن» بمناسبة اليوم العالمي للسكري، أن أكثر من 382 مليون مصاب بالمرض حول العالم في 2013، متوقعين زيادة عدد المصابين إلى 592 مليوناً بحلول 2035، فيما تسبب المرض بوفاة نحو 4.8 مليون شخص سنة 2012.
وقالت منسقة عيادات السكري المركزية بوزارة الصحة د.رابعة الهاجري، إن البحرين تحتل المرتبة 12 عالمياً في نسبة الإصابة بالسكري، مؤكدة أن مضاعفات المرض أحد أسباب الوفاة بنسبة 40%.
وحذرت الهاجري من إهمال علاج المرض، ما يؤدي بدوره لمضاعفات صحية خطيرة أبرزها اعتلال الشبكية السكري، إذ أثبتت التقارير العالمية إصابة 4.2 مليون مريض بالسكري باعتلال الشبكية والنزيف الدموي ما يؤدي لفقدانهم البصر.
واعتبرت مضاعفات المرض أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بالفشل الكلوي وفقاً لتقارير 2011، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 228 ألف مريض بالسكري يعانون من الفشل الكلوي، وتشمل خطة علاجهم غسيل الكلى أو زراعتها.
وأوضحت أن للسكري تأثير سلبي على القدمين، حيث يؤثر عدم انتظام معدل السكري في الدم على الأعصاب الطرفية، فيحدث الاعتلال العصبي الطرفي، ما يهيئ البيئة المناسبة لأمراض القدم السكرية نتيجة غياب الشعور بالألم في القدم، ويتعرض المريض لإصابات في قدميه وتتفاقم مشكلته. وذكرت أن تقارير 2010 أثبتت أن أكثر من 73 ألف مريض سكري حول العالم، تعرضوا لحالات بتر القدمين بسبب مضاعفات المرض على القدمين.
ونبهت الهاجري إلى أن «الإصابة بالجلطات القلبية لدى مرضى السكري تكون أكثر بنسبة 1.8% لمن تزيد أعمارهم عن 20 عاماً، عن الأشخاص العاديين».
وفي رد على سؤال حول أبرز النصائح للسيطرة على السكري وضمان حياة أفضل، نصحت الهاجري «على المريض أن يتقبل المرض، ولابد من إجراء الفحوصات المخبرية لمعرفة وظائف الكلى والكبد ومستوى الكوليسترول في الدم، والالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها بدقة، وعدم تغيير كمية الدواء إلا بإشراف الطبيب المختص».
وأوصت بضرورة خفض الوزن وتناول الوجبات الصحية، وممارسة الرياضة نصف ساعة يومياً، والإقلاع عن التدخين، والعناية بالقدمين، وزيارة طبيب العيون بشكل دوري ومنتظم.
أعراض الداء ومضاعفاته
وأجملت الهاجري أبرز أعراض الإصابة بالسكري، في الشعور بالعطش، فقدان الوزن، كثرة التبول، زغللة بالنظر وعدم وضوح الرؤية، وقالت «في مرحلة ما قبل السكري ولا تظهر هذه الأعراض».
وأضافت أن «أكثر أعضاء الجسم تأثراً بالإصابة في المرض وإهمال علاجه، هي الأوعية الدموية الدقيقة والكبرى، حيث يتعرض المريض إلى الاعتلال ونزيف في شبكية العين، وقصور بالكلى والفشل الكلوي، ومشكلات بالقلب والجهاز العصبي والهضمي».
وذكرت أن «المرض يؤثر سلباً على القلب ويسبب تصلب الشرايين التاجية والدماغية ونقص التروية الطرفية بأعراضها السريرية، مثل احتشاء عضلة القلب ونقص التروية الشريانية، والسكتة الدماغية».
ونصحت مريض السكري بالحفاظ على صحة قدميه عن طريق فحصهما وغسل القدمين يومياً مرة واحدة على الأقل بالماء الدافئ والصابون، مع عدم وضع القدمين في الماء فترة طويلة، وتجفيفهما جيداً خاصة بين الأصابع، وإذا كان الجلد خشناً فمن المهم وضع بعض كريمات الترطيب، وتجنب وضعها بين الأصابع، وعدم اقتراب القدمين من المصادر والأجهزة الحارة مثل أجهزة التدفئة.
وقالت إنه «إذا حدثت هناك فقاعات في القدم، فيجب عدم محاولة فقئها ومراجعة الطبيب المختص، وتجنب السير حافي القدمين، وعدم انتعال الجوارب الثقيلة والضاغطة والمشدودة، واستبدالها بالجوارب القطنية، وقص الأظافر بشكل مستقيم، وعدم القيام بحفر جوانب الأظافر، والالتزام بالعلاج والسيطرة على السكري، والامتناع عن التدخين، ومراجعة أخصائي القدم السكرية أو الطبيب عند حدوث أي تقرحات، أو تغير لون جلد القدمين، أو عند وجود جرح طالت مدة التئامه».
خدمات نوعية
وذكرت الهاجري أن المراكز الصحية تقدم خدمات نوعية مميزة للمواطنين والمقيمين في مجالات شتى، جعلها تقترب من أن تكون مستشفيات أكثر من كونها عيادات صغيرة موزعة على محافظات البحرين، إضافة إلى افتتاح عدة عيادات مثل عيادات الأمراض المزمنة والتغذية وعيادات السكري، ما أسهم في إحداث نقلة مميزة على مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
وأكدت أن وزارة الصحة أولت مرض السكري جل اهتمامها، وسعت لتطوير السياسات والإجراءات الخاصة بالعناية بالمرضى، وتحسين جودة العلاجات اللازمة للعناية بالسكري من خلال خدمات الرعاية الشاملة للأطفال والبالغين المصابين، وتقديمها من قبل فريق صحي مختص في أمراض الغدد الصماء والسكري.
وقالت إن الوزارة دشنت عيادات السكري المركزية عام 2011 غطت 12 مركزاً صحياً، وبفريق طبي مختص بلغ عددهم 6 أطباء يحملون شهادة الماجستير في طب السكري، و24 ممرضة أساسية، و23 ممرضة بديلة، مؤهلات للعناية بمريض السكري.
وذكرت أن رؤية وزارة الصحة وعيادات السكري المركزية، تهدف لتحسين وتطوير جودة عمل الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكري في الرعاية الصحية الأولية، وتخفيف العبء عن خدمات الرعاية الصحية الثانوية، وتعزيز التعاون في المسؤوليات بين جميع الأقسام بوزارة الصحة.
وأشارت إلى أنه «في غضون عام 2013 وبعد نجاح هذه العيادات وتقديمها أفضل الخدمات لمرضى السكري، ارتفع عدد الأخصائيين هذا العام إلى 13، وتم تعميم هذه العيادات لتشمل جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في البحرين، مع توفير جميع الأدوية اللازمة لمريض السكري، وتأمين جهاز لفحص سكري الدم ومكملاته للفحص الذاتي المنزلي لمرضى السكري النوع الأول والثاني ممن يستخدمون عقار الأنسولين».
وخلصت الهاجري إلى أن «مريض السكري يتلقى حالياً كامل الرعاية العلاجية في المركز الصحي التابع والقريب من منطقته السكنية، كما تم التغلب على مشكلة الانتظار والمواعيد للمرضى مع وجود عيادات السكري المركزية في الرعاية الصحية الأولية».
طرق علاجية حديثة
من جانبها قالت مدير الصحة العامة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية د.مريم الهاجري، إن نسبة الإصابة بداء السكري «النوع الأول» لدى الأطفال بلغت من 23 إلى 25 حالة لكل 100 ألف مولود، بعد أن كانت في السنوات الماضية لا تزيد عن 8 حالات لكل 100 ألف مولود.
وأضافت أن النوع الثاني من السكري غير المعتمد على الأنسولين يصيب الكبار، مستدركة «لكنه ينمو اليوم بشكل متزايد وخطير بين الأطفال والمراهقين».
ورداً على سؤال حول عدد الأطفال المصابين بمرض السكري سنوياً في البحرين، ذكرت الهاجري أن «حتى سنة 1993 كان يكتشف من 12 إلى 16 حالة سكري من النوع الأول لدى الأطفال سنوياً، ومنذ عام 1993 حتى اليوم، يكتشف من 32 إلى 42 حالة جديدة، وأحيانا تصل إلى 60 حالة سنوياً».
وأضافت أنه «يصاب نحو 78000 طفل بالنوع الأول من المرض حول العالم»، مشيرة إلى أن «183 مليون شخص حول العالم يجهلون إصابتهم بالمرض ومعظمهم من النوع الثاني للسكري».
وقدمت مجموعة من النصائح للسيطرة على السكري لضمان حياة أفضل، أبرزها السيطرة على مستوى السكر بالدم، والوقاية من عوامل الأخطار البيولوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الدهون، والوزن والسمنة، والابتعاد عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني.
وفيما يتعلق بأبرز طرق العلاج الحديثة بالنسبة للسكري، أوضحت أن «هناك دراسات في مراحلها الأولية تتعلق بعلاج السكري من النوع الأول، عن طريق إنتاج لقاح لتكوين أجسام مضادة للأجسام المناعية المتلفة لخلايا «بيتا»، وهناك تجارب حول إعطاء الأنسولين بواسطة الاستنشاق «البخاخ»، وتجارب حول زراعة خلايا النخاع، وزراعة البنكرياس وتحديداً خلايا «بيتا».