كشف وزير الصحة صادق الشهابي، أن السنوات العشر الأخيرة شهدت ارتفاع المعدل السنوي لإصابة الأطفال بمرض السكري نوع أول في البحرين، بواقع 60 - 70 حالة سنوياً، ما يتماشى مع زيادة عدد السكان بالمملكة.
ولاحظ الوزير في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري المصادف 14 نوفمبر، أن الإحصاءات المسجلة لدى قسم الأطفال بمستشفى السلمانية، تظهر أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، لافتاً إلى أن عدد المصابين بالسكري من النوع الأول في المملكة يفوق الألف شخص.
وأكد أن جهود وزارة الصحة في مجال مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية وبينها مرض السكري، آتت ثمارها بفضل التوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة، وجهود الكوادر الطبية العاملة بالوزارة، ما أسهم في تعزيز مستوى الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة لمرضى السكري.
واعتبر الشهابي معدل الإصابة بمرض السكري في البحرين من المعدلات المرتفعة، إذ بين آخر مسح أُجري للأمراض غير المعدية أن نسبة الإصابة بالسكر بين البالغين بعد سن 20 سنة، قارب 15,4% وتصل إلى 20% بإضافة المعرضين للإصابة.
وبشأن خدمات الرعاية الصحية التمريضية للأطفال والناشئة المصابين بالسكري من النوع الأول بـ»السلمانية»، قال الوزير «تم إنشاء عيادة سكري الأطفال لتخدم الفئة العمرية من الأطفال حتى سن 14 سنة، وبدأ إنشاء المشروع عام 2008، بينما يتشكل الفريق العامل في العيادة من 3 ممرضات إخصائيات سكري أطفال وطبيبين تخصص غدد صماء وسكري أطفال».
وأضاف أن وزارة الصحة أولت من أجل مكافحة التزايد الكبير في أعداد المصابين بداء السكري، اهتماماً كبيراً وسعت لتطوير السياسات والإجراءات الخاصة بالعناية بمرضى السكري، وعملت على تحسين جودة العلاجات اللازمة للعناية بهم، من خلال خدمات الرعاية الشاملة للأطفال والبالغين المصابين بالسكري والمقدم من قبل فريق صحي متخصص في أمراض الغدد الصماء والسكري.
وذكر أن الوزارة دشنت عيادات السكري المركزية عام 2011 وتغطية 12 مركزاً صحياً بفريق طبي متخصص شمل 6 أطباء يحملون شهادة الماجستير في طب السكري، و24 ممرضة أساسية، و23 ممرضة بديلة مؤهلة للعناية بمرضى السكري. وأوضح أنه بعد نجاح العيادات في تقديم أفضل الخدمات لمرضى السكري، وبعودة أخصائيي سكر آخرين من الدراسة، جرى تعميم هذه العيادات لتغطي جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في البحرين، مع توفير جميع الأدوية اللازمة مجاناً لمرضى السكري، وتوفير جهاز لفحص سكر الدم ومكملاته للفحص الذاتي المنزلي لمرضى السكر النوع الأول والثاني.
وقال إن عدد الأطفال المستفيدين من خدمات الفريق الصحي لأمراض الغدد الصماء والسكري بمجمع السلمانية الطبي يقارب 600 طفلاً حتى سن 14عاماً، وهناك نحو 100 طفل يراجعون مستشفيات أخرى مثل مستشفى قوة دفاع البحرين والمستشفيات الخاصة، أما باقي المصابين من الناشئة والبالغين فيقدر عددهم بـ600 شخص، يعالجون عن طريق العيادات الباطنية بمستشفى السلمانية، والمراكز الصحية، ومستشفى قوة دفاع البحرين والمستشفيات الخاصة.
ولفت إلى أن مرضى السكري يحظون بدعم الشركات والمؤسسات والجمعيات، منها تبرع بنك الطاقة الأول بـ32 مضخة أنسولين للأطفال المصابين بالمرض، وتعتبر أفضل طريقة لإعطاء الأنسولين في الوقت الحالي، بينما تدعم الجمعية البحرينية للسكري الأطفال المصابين عبر تقديم مجموعة من الأنشطة، وتنظيم مخيم «شروق» السنوي ويشمل مجموعة من الفعاليات تُمكن الأطفال من التكيف مع مرضهم.
وأكد الوزير أنه ترتب على زيادة نسبة المصابين بمرض السكري في البحرين، زيادة الحاجة لمضاعفة الجهود في مكافحة المرض، مضيفاً «كان واجباً علينا في وزارة الصحة وعلى المؤسسات الصحية العامة والخاصة والمؤسسات الأهلية المعنية بمرض السكري، التعاون والمساهمة في توعية المجتمع بمختلف شرائحه بهذا المرض».
ونبه الشهابي إلى الدور الفاعل لوسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي في هذا الجانب، وقدرتها على سرعة إيصال المعلومات والمساهمة في تثقيف المجتمع وزيادة وعيه حول مرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة. وتشير آخر الإحصاءات العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، إلى أن عدد المصابين بالسكري يتجاوز 347 مليون نسمة على مستوى العالم، وأكثر من 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن المتوقع أن يصبح مرض السكري سابع أسباب الوفاة الرئيسة في العالم بحلول عام 2030، إذ بلغت التكاليف الصحية لمرض السكري نحو 548 مليون دولار بحسب إحصاءات عام 2013، ما يعادل 11% من إجمالي التكاليف الصحية العالمية في عام واحد.