كتب – مازن أنور:
لم يتوقع أشد المتشائمين أن أتكون اللوحة الجماهيرية في انطلاقة كأس الخليج الثانية والعشرين في العاصمة السعودية الرياض كما ظهرت عليه يوم أمس في حفل الافتتاح، فقد شكل الحضور الجماهيري في حفل الافتتاح والمباراة الأولى في البطولة التي خاضها المنتخب السعودي على ملعبه وبين مجموعة غير متوقعة من جماهيره صدمة للكثيرين ما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالتغريدات كما وأن المحللين في القنوات الرياضية وضعوا هذا الأمر في مقدمة حديثهم يوم أمس.
نعم كان غريباً المشهد عندما ظهرت أغلب مدرجات استاد الملك فهد الدولي الذي يتسع لأكثر من 62 ألف متفرج شبه خالية في مدينة تحتضن الملايين في مدينة سكانها يتنفسون كرة القدم، هذا الغياب وضع الجماهير السعودية في خانة الاتهام بأنها جماهير أندية وليست جماهير منتخبات.
هذا المشهد جاء ليؤكد الكلام الذي تكفل بإطلاقه السعودي حافظ المدلج قبل 48 ساعة فقط من انطلاقة البطولة عندما راهن في برنامج المجلس عبر قناة الكأس القطرية على أن الجماهير السعودية في مدينة الرياض ليست شبيهة بالجماهير في مدينة جدة وليست جماهير حماسية ليفوز المدلج في هذا الرهان بعد أن عاكسه الأغلبية في الرأي.
الغريب بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم فتح أبواب استاد الملك فهد الدولي يوم أمس مجاناً أمام جميع الجماهير ومع أن المباراة أقيمت في نهاية الأسبوع ومع أن حفل الافتتاح استقطب اثنين من أشهر نجوم الطرب الخليجي وهما السعودي رابح صقر والإماراتي حسين الجسمي إلا أن كل ذلك لم يشفع بتواجد الجماهير، ما جعل البعض في مواقع التواصل يفتح باب المقارنة بين نجاح افتتاح خليجي 21 في البحرين مع ما حدث يوم أمس. البعض يضع خسارة الهلال السعودي من سيدني الأسترالي قبل أسبوعين على قائمة الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير السعودية وتحديداً جماهير الهلال والتي أصيبت بالإحباط نوعاً ما مع ضياع بطولة جديدة كانت في متناول اليد.
ومع المشهد الغريب في حفل الافتتاح فإن هنالك أمراً آخر صاحب انطلاقة خليجي 22 ولعل من الجمل التي تكررت في أكثر من برنامج تلفزيوني عبر القنوات الرياضية التي تنقل الحدث الخليجي المتمثل في كأس الخليج الثانية والعشرين هي الجملة التي كان يطلقها الرياضيون سواءً من داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها والمتمثل في عدم درايتهم بموعد انطلاقة البطولة.
الجماهير السعودية في المناطق البعيدة عن الرياضة كمنطقة جدة والمنطقة الشرقية المتمثلة في الدمام والخبر كان سكانها يتحدثون خلال اللقاءات التلفزيونية عبر القنوات الرياضية الخليجية حول الإعلان المتواضع الذي صاحب البطولة لا سيما في مناطقهم خلاف ما حدث في الرياض وذلك ما جعلهم لا يعيشون أجواء البطولة، ولا يشعرون بالحدث الخليجي.
الأمر ذاته حدث في البحرين مع الكثير من المتابعين للشأن الرياضي، المفاجأة كانت بأن البطولة على مشارف الانطلاق دون العلم بذلك.
وعند التركيز على موضوع الإعلان عن العرس الخليجي فإن ذلك يقودنا للحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر لا سيما في ظل التداول الكبير لمواقع التواصل وفي مقدمتها تويتر وانستغرام من قبل شريحة كبيرة من المجتمعات، إلا أن اللجنة المنظمة لم تكن حريصة على استخدام هذه الوسائل لاستقطاب الجمهور، كما أكد البعض بأن الأجواء كانت غائبة عن شوارع الرياض كذلك.