كتبت - عائشة نواز:
«لم تفلح إجراءات الجهات المعنية للتسهيل على المخيمين خلال الموسم الحالي»، إذ استمرت أعدادهم بـ»التراجع»، بحسب مخيمين استطلعت «الوطن» آراءهم رغم تسهيلات بالحصول على التراخيص لهذا العام، فيما ذهب آخرون إلى أن جهود المعنيين أثمرت عن موسم تخييم أكثر تنظيماً وأمناً، قبل أن يتحدث آخرون عن مشاكل توجه موسم التخييم سنوياً من دون حلول ناجعة حقيقية بينها غياب التنسيق بما يخص المساحات المخصصة للتخييم بين «البلديات» وشركة «تطوير» وعدم التزام بعض الشباب بنظم التخييم خاصة مع مجاورة بعضهم لمناطق تخييم عائلية.
وأرجع المخيمون ما أسموه «تراجع الإقبال على البر» إلى جملة أسباب بينها «الخسائر المادية التي يتكبدها المخيمون جراء سوء التنسيق بين الجهات المعنية بما يخص مساحات التخييم، إذ أن كثيرين يضطرون إلى نقل معدات التخييم مراراً بسبب اعتراض شركة تطوير أو البلديات على مكان التخييم رغم حصول المخيم على الترخيص للتخييم بهذا المكان قبلاً».
وتحدث المخيمون عن منغصات تحول دون تخييم عائلي أمثل على رأسها «عدم التزام شبان بالقوانين والأنظمة المرعية في مواسم التخييم، إذ أن بعضهم يدأب على إحياء ليال صاخبة تتخللها ممارسات خارجة عن أخلاق المجتمع البحريني»، فيما أشاد آخرون بتخصيص مساحات جديدة للتخييم في منطقة عوالي، بينما تركزت مطالبة إحدى السيدات باعطاء مجال للأسر المنتجة لترويج منتجاتها خلال موسم التخييم.
ويتسابق البحرينييون في نهاية كل عام لحجـز مواقع للتخييم، للاستمتاع والترويح عن النفس، إذ بات التخييم إحدى عادات وتقاليد البحرينيين تبدأ في نهاية شهر أكتوبر من كل عام وينتهي في شهر مارس.
وأشاد المخيم عبدالله جمال بـ»جهود اللجنة العليا للتخييم والمحافظة الجنوبية ورجال الأمن إذ أنها تفضي عاماً بعد عام إلى موسم تخييم أكثر أمنا وتنظيماً مع انحسار عدد الحوادث المرورية والمخالفات»، مؤكداً أن «موسم التخييم يعد المتنفس الوحيد للعائلة البحرينية في براري البحرين، لكن مع كثرة اللوائح الإرشادية والضوابط الجديدة تجعل الأسر تفضل التخييم في دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية عوضاً عن البحرين».
و قال: «أشد ما يحتاجه المخيمون كل عام، هو التنسيق بين وزارة شؤون البلديات، المحافظة الجنوبية وشركة (تطوير)، فقد تصدر المحافظة الجنوبية الموافقة على التخييم في منطقة معينة، قبل أن تبلغ الشركة المخيمين أن المكان مخصص للتنقيب ومن غير المسموح التخييم به، الأمر الذي يكبدهم خسائر نقل المعدات إلى مناطق أخرى».
وأضاف المواطن عبدالله جمال أن «القوانين والأنظمة التي تطور بشكل دوري تقلل من الحوادث وتفضي إلى بيئة نظيفة بعد موسم التخييم وخلاله».
عبدالرحمن الشرفي لم يكن بمنأى عن سابقه، عندما أكد أن «مشاكل حجز أماكن التخييم ازدادت (..) واجهنا مشكلة عندما ذهبنا لنصب الخيام في المكان الذي حجزناه للتخيم، فوجدنا هناك لافتة حجز من شخص آخر ولم يكن لدينا حل إلا أن ننتقل إلى مكان آخر».
و أشار إلى أن «هناك إمكانيات إضافية هذا العام للوصول إلى موسم تخييم أفضل بعد فتح مساحات إضافية للتخييم في منطقة عوالي».
وأبدى المخيم سلمان محمد امتعاضه جراء «عدم التزام المخيمين بالأماكن المخصصة لهم رغم اللوائح والقوانين القائمة على هذا الأساس»، إذ قال إنه «حتى الآن لا يتم التقيد بمناطق المخيمات العائلية ومناطق العزاب، وللأسف نجد سهرات وليالي لهو للشباب لأوقات متأخرة في الليل بالقرب من مخيم عائلي، إضافة لوجود الشيشة الممنوعة سلفاً في البر دون الرضوخ للأنظمة والقوانين».
ودعا إلى «زيادة عدد الدوريات المتخصصة ورجال الأمن وشرطة النجدة في أماكن التخييم، ووجوب تواجدهم بصورة مكثفة وعلى وجه الخصوص ليلاً، بسبب ما تعانيه العائلات البحرينية والمخيمين من الشباب المستعرضين بالمركبات، وغيرها من النشاطات الخطرة للغاية». المخيم يوسف علي رأى أن المشكلة الأهم بالأضرار البيئية للتخييم جراء عدم التزام البعض بقوانين النظافة والتخلص من المخلفات، إذ طالب بـ»زيادة الحملات التفقدية من المنظمين في اللجنة العليا للتخييم على مواقع التخييم للتأكد من عدم الإضرار بالبيئة»، مؤكداً أن «العديد من المخيمات تستخدم الإسمنت ـ الممنوع بالبر- عند تثبيت الخيام والأسوار، وتغطيتها بالرمل».