عواصم - (وكالات): أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» يرتكب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا، فيما أغارت المقاتلات الأمريكية على «مجموعة خراسان» الجهادية في سوريا، قبل أن يعلن الجيش العراقي بسط سيطرته على كامل بلدة بيجي ومصفاة النفط الواقعة فيها.
وفي أول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رؤوس وأخذ نساء سبايا وإرغامهن على الحمل. وقال محققو الأمم المتحدة اليوم إن قادة التنظيم المتطرف عرضة للملاحقة القضائية لارتكاب جرائم حرب على «نطاق هائل» شمال شرق سوريا حيث نشروا الرعب بعمليات الإعدام والرجم وإطلاق النار على المدنيين والمقاتلين الأسرى.
وطالب الخبراء القوى الدولية بالعمل على ضمان محاسبة القادة المدانين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ويستند أحدث تقرير لمحققي الأمم المتحدة المستقلين إلى مقابلات أجروها مع أكثر من 300 رجل وامرأة وطفل فروا أو مازالوا يعيشون في معاقل للدولة الإسلامية شمال شرق سوريا منها حلب.
وقال التقرير «بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمقاتلين الأسرى والمدنيين بعد الهجمات العسكرية ارتكب أعضاء «داعش» انتهاكات فظيعة للقانون الدولي الإنساني الملزم وجرائم حرب من خلال عمليات قتل على نطاق واسع». وأضاف التقرير أن المقاتلين الأجانب الذين يتم تجنيدهم من خلال تسجيلات مصورة عنيفة عززوا صفوف التنظيم وهيمنوا على تشكيله القيادي. وتابع التقرير «لقد أقدم قادة داعش على هذه الأفعال بمحض إرادتهم وارتكبوا جرائم الحرب هذه، وكل فرد منهم يتحمل المسؤولية الجنائية» وأضاف أن أبا بكر البغدادي زعيم التنظيم يملك «سلطة مطلقة».
واشار التقرير إلى أن «داعش» يطبق تفسيره االمتشدد للإسلام من خلال شرطة تأمر بالجلد وقطع اليد لسلوكيات وأفعال منها التدخين والسرقة. وأوضح أن الأطفال يتعرضون لضغوط للإبلاغ عن ذويهم وأن تنفيذ حد الزنا برجم المرأة ينفذ دون إثبات كما يجبر المسيحيون والأقليات الأخرى على دفع الجزية أو اعتناق الإسلام.
ولفت التقرير إلى أن «داعش ذبحت وأطلقت الرصاص ورجمت الرجال والنساء والأطفال علناً في البلدات والقرى في شتى أنحاء شمال شرق سوريا». وذكر المحققون أن عمليات الإعدام سجلت في محافظات حلب والرقة وإدلب والحسكة ودير الزور. ميدانياً، أغارت المقاتلات الأمريكية على «مجموعة خراسان» الجهادية في سوريا، في ضربة هي الثالثة ضد المنظمة المرتبطة بالقاعدة منذ بداية أغسطس الماضي، بحسب ما أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى. وقال المتحدث الكولونيل باتريك رايدر «يمكننا التأكيد أن الطيران الأمريكي ضرب هدفاً في سوريا مرتبطاً بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون «مجموعة خراسان» التي تعد لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها». وأضاف «سنواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفكيك مشاريع الاعتداءات على الولايات المتحدة». وظلت «مجموعة خراسان» غير معروفة حتى رصدتها الاستخبارات الأمريكية في سبتمبر الماضي. ويؤكد البيت الابيض أنها تضم عناصر في القاعدة من أفغانستان وباكستان توجهوا إلى سوريا. وتخشى الدول الغربية أن تكون المجموعة تعد لهجمات داخل أراضيها. وإضافة إلى هذه الضربات الثلاث ضد «مجموعة خراسان»، ركز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بحيث شن أكثر من 800 ضربة جوية منذ بدء الغارات في العراق في 8 أغسطس الماضي.
وفي العراق، قال مسؤولون عراقيون إن القوات الحكومية تمكنت من طرد مقاتلي «داعش» من بلدة بيجي ومصفاة النفط الواقعة فيها.
ونقلت قناة العراقية الحكومية عن قائد العمليات الحكومية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد عبد الوهاب الساعدي، قوله إنه «تم تحرير كامل مدينة بيجي من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية». وكان مقاتلو التنظيم قد سيطروا على المدينة، وطوقوا مصفاتها في يونيو الماضي خلال هجوم خاطف شمال العراق. ومازالت تقارير ترد من المنطقة تفيد بوجود اشتباكات عنيفة حول مصفاة النفط في المدينة والتى تعد الأكبر من نوعها في العراق. ويستعر القتال في منطقة تقع بين المصفاة ومدينة بيجي بالقرب من منطقة مهجورة، يُعتقد أن عناصر «الدولة الإسلامية» زرعوا عبوات ناسفة فيها لمنع أي تقدم للقوات الحكومية. وكانت قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» تحاصر القوات العراقية الموجودة داخل المصفاة منذ عدة أشهر قبل أن يتمكن الجيش العراقي حسب بياناته الرسمية من فك الحصار. وتقع مدينة بيجي على الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى مدينة الموصل، ثانية كبريات مدن العراق، التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم، بينما تقع المصفاة على بعد 10 كيلومترات من مركز المدينة باتجاه الشمال.
وأكدت مصادر من الجيش العراقي أنه يتم استخدام مكبرات الصوت لمطالبة السكان بالتزام منازلهم وعدم الخروج قبل انتهاء الجيش من تمشيط المناطق التى يقول إنه استعادها. ونقل عن أحد قادة شرطة المدينة قوله إن المدينة «ستكون جاهزة لعودة السكان الفارين منها بعد الانتهاء من تأمين شوارعها ودورها من المفخخات والألغام التي خلفها تنظيم الدولة هناك».
ويعيش نحو 200 ألف شخص في بيجي والمناطق المجاورة لها بما فيها منطقة مصفاة النفط.