القدس المحتلة - (أ ف ب): تشهد إسرائيل خلافاً استثنائياً يدور في العلن بين الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات في ظل التصعيد الجاري في أعمال العنف مع الفلسطينيين.
وبعدما رأى أن القضية خطرة وفي مرحلة حرجة من التهديدات، جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس أركان الجيش بيني غانتز ورئيس جهاز الأمن الداخلي الشين بيت يورام كوهين.
وقالت الحكومة إن نتنياهو أمر خلال اجتماع عقده أمس مع غانتز وكوهين بحضور وزير الدفاع موشي يعالون «بالوقف الفوري للتسوية في العلن للقضايا التي يجب أن تحل بين أجهزة الأمن».
وأضافت أن رئيس الوزراء «ذكر محادثيه بمسؤوليتهما الوطنية» بضمـــان أمـــــن الإسرائيليين «والتعاون بشكل كامل لهذه الغاية». ويتعلق الخلاف بين غانتس وكوهين بالعدوان على غزة الصيف الماضي. إلا أنه خرج إلى العلن في أوج العنف في القدس وإسرائيل والضفة الغربية حيث الجيش والأمن الداخلي في الصف الأول لضمان أمن إسرائيل.
ويأتي هذا الخلاف بينما تتساءل إسرائيل ما إذا كانت على طريق مواجهة انتفاضة ثالثة نظراً للهجمات وأعمال العنف التي تشهدها. ومنذ يونيو الماضي، قتل 10 أشخاص في القدس بينما أصيب أحد قادة اليمين المتطرف بجروح خطرة خلال محاولة لاغتياله وامتد العنف إلى المدن العربية في الأراضي المحتلة خاصة تل أبيب. وفي الضفة الغربية قتل 17 فلسطينياً في مواجهات مع جنود إسرائيليين منذ يونيو الماضي.
وكتبـــت صحيـــــفة «هآرتـس» الإسرائيلية أن الجيش ليس الجهة الوحيدة التي عبرت عن استيائها من الشين بت. فالشرطة أيضاً تأخذ على جهاز الأمن الداخلي عدم تبليغها بمعلومات عن استعدادات لهجمات واضطرابات في القدس الشرقية وفي باحة المسجد الأقصى. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء ووزير الأمن الداخلي إسحق اهارونوفيتش اضطرا للتدخل ليوافق الشين بت على نقل معلومات جزئية ولتتحسن الأمور قليلاً. أما التوتر القائم بين الجيش والشين بت فخرج إلى العلن بعد برنامج استقصائي شعبي عرضته القناة الثانية الإسرائيلية.
وقال مسؤولون من جهاز الأمن الداخلــي لم تكشف هوياتهم في البرنامج إنهم أبلغوا الجيش في يناير الماضي بأن حماس التي تسيطر على قطاع غزة تستعد لنزاع مسلح في يوليو الماضي. وأضافوا أن الجيش لم يأخذ هذه المعلومات في الاعتبار. ورداً على ذلك، وجه رئيس الأركان رسالة إلى نتنياهو «للاحتجاج على ذلك بشدة». ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الرسالة التي تدين «الأخطاء الأخلاقية» للشين بت. وكتب غانتس أن «مشاركة الشين بت في هذا البرنامج التلفزيوني يعد خللاً أخلاقياً».
وسعى الشين بت المرتبط برئيس الوزراء مباشرة إلى التهدئة. وفي بيان أكد أن مسؤولية الذين ردوا على أسئلة التلفزيون «لم يؤكدوا أنهم أبلغــوا الجيش بحرب على حماس في يوليو الماضي بل باستعدادات للحركة الإسلامية لمواجهة محتملة مع إسرائيل».
وعبرت الصحف الإسرائيلية عن استيائها من هذا الخلاف في الوقت الراهن.