قال استاذ الفيزياء بجامعة البحرين ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية الدكتور وهيب عيسى الناصر إن يوم الأحد 23 يونيو يصادف وقوع القمر في طور بدر التمام – أي يكون على استقامة تامة مع الأرض والشمس- أي الزاوية بين الأجرام الثلاثة تساوي 180 درجة - وذلك في الساعة 2:34 ظهرا، وفي نفس اليوم سيكون القمر في أقرب مسافة له من الأرض (مسافة 356990 كم) – أقرب حضيض- وذلك في الساعة 2:09 ظهرا، وهي أقرب مسافة في هذا العام 2013 مما سيجعل القمر في هذه الليلة (منتصف شعبان) أكبر حجما من المعتاد بنسبة حوالي 15%، و أكثر لمعانا بنسبة 20%، وقوى الجذب بين الأرض والقمر أكثر من المعتاد بحوالي 20 % إذ من المتوقع أن يحدث فيضان بسيط في بعض مناطق البحرين الساحلية (زيادة منسوب البحر) علما بأن أبعد حضيض في هذا العام كان في 6 مارس و كان على بعد 369954 كم. وسبب الحضيض و الأوج هو المسار غير الكروي للقمر حول الشمس فيكون القمر في الحضيض مرة و الأوج مرة أخرى بفارق 14 يوما.
وتقول المراجع في مكانة منتصف شعبان ، أنه على الأرجح اليوم الذي نزلت الأيه الكريمة بتحويل قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهي الآية : " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ" – البقرة 144 ، إذ كان ذلك ( والله أعلم) في يوم الخميس 14 شعبان عام 2 هجري الموافق 9 فبراير 624 ميلادي، وذلك بعد أن صلّى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ثمانية عشر شهراً تقريباً إلى بيت المقدس وهم في المدينة حيث كان أهل المدينة (اغلبهم من اليهود ثم النصارى ) يصلون جهة بيت المقدس (أرض الأنبياء) مما جعل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واصحابه (رضوان الله عليهم) في حرج من ذلك خصوصا وإن النصارى و اليهود نشروا ما يفيد أن الرسول (صلى) قد عرف الحق فصار يصلي في نفس قبلتهم لذا كان يقلب الرسول (صلى) وجهه في السماء متأدبا مع الله ممتنعا عن الطلب من الله جلت قدرته بأن يغير اتجاه القبلة تجاه الكعبة - رغم أن الرسول كان محبا لما يفعله ابو الأنبياء إبراهيم من صلاة (الصلاة جهة البيت العتيق )، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه ؛ وعندها نزلت الآية " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا " لتلبي رغبة نبي الهدى محمد (صلى)، ومنها صار التحول باستقبال مكة المكرمة بدلا من المسجد الأقصى ، وكان ذلك أحد العلامات الفاصلة بين المسلمين وبين أهل الكتاب؛ فتحديد القبلة هو أمر اختص به الله تعالى من منطلق قولة سبحانه و تعالى ?وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ? أي لله تعالى المشارق والمغارب وإنه لا يخلو منه مكان، وإنها دالة على عدم اختصاص جهة خاصة بالله تعالى، فإنه لا يحيط به مكان، فأينما توجه الانسان في صلاته ودعائه وجميع عباداته فقد توجه إلى الله تعالى، وهذا قبل ان يفرض الله المسجد الحرام قبلة للمسلمين، فهذه الآية تعتبر أول ما نسخ لنا من القرآن والله أعلم.

وتجدرالإشارة هنا ، أن الصلاة قد فرضت على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في ليلة المعراج حين عرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وذلك قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات ( عام 618 م)، و الصلاة في خمس فروض بواقع ركعتين ( بأجر خمسين صلاة) ، ولما هاجر النبي إلى المدينة أقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر؛ فصارت الظهر أربعاً ، والعصر أربعاً ، والعشاء أربعاً، وبقيت الفجر على ركعتين لأنه يطول فيها القراءة، وبقيت المغرب على ثلاث لأنها وتر النهار.

وفيما يلي بعض أفضال هذه الليلة المباركة :
• عن معاذ بن جبل قال: «قال رسول الله : "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"»
• عن أبي بكر قال: «قال رسول الله : "ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله عز وجل"»
يكون القمرفي 23 يونيو أكبر حجما من المعتاد بنسبة حوالي 15% و أكثر لمعانا بنسبة 20% لكونه في أقرب مسافة له من الأرض في هذا العام وهو في نفس الوقت بدرا تاما!
بسبب المسار غير الكروي للقمر حول الشمس يكون القمر في الحضيض مرة و الأوج مرة أخرى بفارق 14 يوما ، وفي 23 يونيو يكون في أقرب حضيض بينما كان في أبعد حضيض في 6 مارس من هذا العام. لذا ، فإن القمر سيكون أكبر حجما من المعتاد بنسبة حوالي 15%، و أكثر لمعانا بنسبة 20% ، وقوى الجذب بين الأرض و الشمس ستزداد حوالي 30%!