الرياض – الوفد الإعلامي:
أجمع عدد من الإعلاميين الخليجين بأن المستوى التحكيمي للجولة الأولى من منافسات خليجي 22 بالرياض فاشل إلى أبعد الحدود، حيث واجهت جميع المباريات التي لعبت في هذه الجولة سواء في المجموعة الأولى أو الثانية مشاكل تحكيمية سببت الكثير من القلق والتوتر في وسائل الإعلام الخليجية والشارع الرياضي بالإضافة إلى استياء جماهير المنتخبات من التحكيم الذي كان سبباً في إفساد متعة متابعة المباراة.
جوكه: بابا لا يستحق الطرد..
وإلغاء هدف عمان قرار صائب
استغرب الإماراتي أحمد عبدالله جوكه مذيع في قناة دبي الرياضية من المستوى التحكيمي للبطولة خلال الجولة الأولى، وقال: «التحكيم لم يظهر بالمستوى المطلوب، بداية من الحكم الأسترالي بنيامين الذي قاد مباراة الافتتاح بين السعودية وقطر ومروراً بالحكام الخليجيين في المباريات الأخرى، حيث تعرضت كل الفرق إلى الظلم التحكيمي».
وأشاد جوكه بالحكم الإماراتي فهد الكسار الذي أدار لقاء منتخبنا الوطني مع اليمن رغم أنه تعرض للانتقاد بسبب حادثه تخدل حسين بابا لاعب منتخبنا الوطني على لاعب منتخب اليمن في الدقائق الأخيرة من المباراة، وعلل ذلك قائلاً: «من يرى هذه اللقطة لابد أن يجزم بأنه بابا يستحق الطرد، ولكن بعد لقائي مع الحكم عقب المباراة تحدثت مع بهذا الشأن وقال بأن هذه الحالة لا تصل إلى مرحلة الطرد المباشرن وإنما تعتبر أعلى درجة من درجات البطاقة الصفراء».
وأضاف: «استفسرت أيضاً من لجنة الحكام بشأن هذه الحادثة وأكدوا بأن الحالة لا تستحق الطرد وإنما الاكتفاء بالبطاقة الصفراء، لأن بابا لم يكن يقصد إيذاء اللاعب اليمني، ولكن بشكل عام التحكيم لم يكن بقدر الطموح».
وقال بشأن التحكيم في مباراة الإمارات وعمان: «كان هناك ركلة جزاء واضحة لمنتخب الإمارات لم يحتسبها الحكم، أما حول هدف عمان الملغي فهناك بعض الجدل وانقسم المحللون إلى رأي يؤكد صحة الهدف والآخر ينفي بسبب احتكاك اللاعب العماني بالمدافع الإماراتي».
وأنهى حديثه بقوله: «نحن مقبلون على مباريات مصيرية في الجولة الثانية، وهناك مباريات ستشهد التحامات شديدة نظراً لقوة المنافسة، وإذا لم يتم تصحيح الأوضاع من قبل الحكام فإن البطولة ستذهب في مهب الرياح، ولكن أتوقع بأن الأوضاع ستتحسن وسيتم تجاوز هذه المشكلة».
العدواني: الحكام سبب النتائج السلبية.. والمدربون الضلع الأكبر
نوه الكويتي خالد العدواني نائب رئيس الوفد الإعلامي الكويتي بأن النتائج السلبية للمنتخبات في الجولة الأولى من البطولة الخليجي لا تقع على عاتق الحكام وحدهم، بل إن المدربين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية أيضاً، وقال: «صحيح بأن أداء الحكام خلال المباريات السابقة لا يبشر بالخير بتاتاً، ولكن لا يعني ذلك بأنهم سبب التعادلات في جميع مبارايات الجولة ما عدا مباراة الكويت والعراق التي فز بها الأول، لأن المنتخبات نفسها لم تقدم أداءً يشفع لها بالفوز».
وأضاف: «هناك العديد من الأخطاء التحكيمية التي شهدتها الجولة الأولى، ولكن ليس هنالك الجسيم منها، وذلك مؤشر يدعو للقلق بسبب ازدياد الأخطاء، والخوف أن تتكرر هذه الأخطاء في الجولات القادمة نظراً لأهميتها حيث انتهى وقت غفلة الافتتاح، ولا بد على اللجنة الفنية أن تتخذ الإجراء اللازم وتوجه الحكام على عدم ارتكاب الأخطاء، لأن من الغريب أن تصاحب الأخطاء جميع مباريات الجولة».
وعند سؤاله عن التحكيم في مباراة الكويت والعراق التي شهدت الكثير من الجدل خصوصاً تلك اللقطة عندما حرم المدافع الكويتي منتخب العراق من هدف محقق عبر إبعاد الكرة بيده، قال: «تلك اللقطة موضع شك وحيرت العديد من المحللين، والغالب أجزم بأنها ركلة جزاء، ولكن من وجهة نظري بأن الكرة محيرة ولا أستطيع أن أجزم بأنها ركلة جزاء».
وتابع قائلاً: «البعض يقول بأن المنتخب العراقي وقع ضحية لتقديرات الحكام وتعرض للظلم، لكن هذه الحالات تحدث كثيراً في كرة القدم، فالمنتخب العراقي ليس الأول ولا الأخير الذي يمر بهذه الظروف، وهذه الأخطاء تحدث في أكبر البطولات في العالم مثلما تابع الجميع الجدل حول التحكيم في بطولة كاس العالم الأخيرة بالبرازيل».
واقترح العدوان بأنه كان من المفترض بأن يتم الاعتماد على الحكام الخليجين في قوله: «بطولة الخليج يجب أن يتم اختيار نخبه من الحكام الخليجين من أجل إدارة اللقاءات، لأن الحكم الأجنبي يأتي من أجل تنفيذ مهمته والرجوع إلى بلده أما الحكم الخليجي فمدرك تماماً أهمية كأس الخليج وسيقدم مجهود أكبر من أجل إنجاح البطولة».
المالكي: العامل النفسي للاعبين أثر على مستوى التحكيم
أبدى السعودي فهد المالكي مراسل قناة السعودية الرياضية استياءه الكبير من الأداء التحكيمي للبطولة الخليجية ووصف بالسيئ جداً، وقال» هناك كم هائل من الأخطاء التحكيمية في البطولة، صحيح بأن الأخطاء تحدث في كل البطولات العالمية والأوروبية لكن ذلك ليس مبرراً لارتكاب الأخطاء وإفساد البطولة بالكوارث التحكيمية».
وأضاف المالكي: «من المستحيل أن يكون الفشل التحكيمي محظ الصدفة، لأن جميع المباريات شهدت أخطاء تحكيمية، والحكام أساؤوا تقدير الحالات كثيراً، في المقابل لم يكن التحكيم فاشل بدرجة كبيرة ولم تكن هناك حالات مستعصية وربما كانت مباراة المنتخب العماني مع شقيقه الإماراتي هي المباراة الأسوأ من ناحية التحكيم».
وفي سؤاله عن من يتحمل المسؤولية حول الفشل التحكيمي للجولة الأولى رد قائلاً: «أجهل السبب، لأن الحكام المتواجدين في البطولة يعدون من أفضل الحكام في المنطقة، ولا أعتقد بأن هناك أحداً يوجه الحكام بارتكاب الأخطاء، أعتقد بأن الأمر يعود إلى الجوانب النفسية للبطولة، لأن مستوى المباريات لم يكن بالاحترافي والذي يتطلب دقة في التحكيم، وإنما الشد بالأعصاب والتوتر هو سبب المعضلة الحاصلة».
وأختتم حديثه بقوله: «أعتقد بعد النقد الكبير الذي تعرض له الحكام في وسائل الإعلام الخليجية المختلفة، سيتحسن الوضع كثيراً وسيضع الحكام اعتبارات أكثر وتركيز أكبر في مهاهم القادمة من أجل تجنب حدوث الكوارث».
الهنداسي: من الغريب أن يتم ترشيح حكام من الفئة الرابعة!
ألقى العماني سعيد الهنداسي صحافي بجريدة الشبيبة العمانية اللوم على عاتق الجهة التي بعثت المنتخبات والاتحادات الخليجية بسبب الفشل الذريع في الأداء التحكيمي للبطولة خلال الجولة الأولى، وأبدى استغرابه في أن بطولة إقليمية مثل كأس الخليج يتم ترشيح حكام من الفئة الرابعة لإدارة مباريات هذه البطولة، الأمر الذي لا يمكن تقبله، وطالب الاتحادات بأنه من الواجب التخلي عن المحاباة في الاختيارات من أجل مصلحة نجاح هذه البطولة.
ووصف الهنداسي بأن المباراة التي لعبها المنتخب العماني مع نظيره الإماراتي بالأسوأ تحكيمياً في تاريخ بطولات الخليج وقال: «ليس من المعقول بأن هناك حكماً يلغي الأهداف الصحيحة وفي نفس الوقت لا يحتسب ركلات جزاء لنا وعلينا لكي أكون منصفاً، أمر محير جداً، لقد تعرض المنتخب العماني للكثير من الظلم وحرمه التحكيم من تحقيق فوز مستحق كاد أن يجعله يتصدر مجموعته، والخوف أن يكون التحكيم سبباً في خروج منتخبات من البطولة وحرمانها من التأهل رغم استحقاقها ذلك».
وأبدى رأيه حول الحكام الأجانب قائلاً: «هناك أخطاء طبعاً ارتكبها الحكام الأجانب، لكن لا يمكن مقارنتها بأخطاء الحاكم الخليجيين، ونحن من أكبر الداعمين للحكام الخليجيين ودائماً ما نسعى لمساندتهم، لكن بطولة مثل كأس الخليج يجب أن يتم الأجدر والأكفأ على قيادة مباريات هذه البطولة، وللأسف اليوم التحكيم أصبح آخر اهتمامات الاتحادات الخليجية والعذر أصبح مفضوحاً هو «الأخطاء واردة» وفي الأخير تذهب الجهود هباءً منثوراً بسبب خطأ وارد.
وتوقع الهنداسي التحكيم في الجولات القادمة في قوله: «هناك أمران لا ثالث لهما، إما أن الحكام القادمين في الجولات القادمة سيستفيدون من الدرس ويقدموا أفضل ما لديهم لإنجاح البطولة، أو أن ينعكس ذلك سلباً ويدخل الحكام بتوتر أكثر واستمرار مسلسل الأخطار وهذا ما نخشاه، والدور هناك يأتي على الجهة الفنية في تعزيز الثقة بالحكام وتوعيتهم حول أهمية المبارايات القادمة المصيرية لجميع الفرق في البطولة».