كتبت - نورهان طلال:
تبدو حصة القرى الواقعة على شارع البديع، ضئيلة من الاهتمام، فإلى جانب الشكوى العامة من الإهمال، تقف الأعمال التخريبية عائقاً ضخماً أمام أي فرصة لتطويرها. قرى مثل: أبوصيبع، الحجر، القدم، القلعة، كرانة، الشاخورة، جنوسان، المقشع، جد الحاج، بني جمرة، سار، مقابة، الكورة، الدراز، المرخ وباربار، تعاني من مشاكل خدمية متفرقة مثلها مثل بقية المناطق، لكن أوضاعها لا تساعد على التطوير، بسبب التوترات التي تحدث بين الفينة والأخرى.
ذلك ما أكده أبناء المناطق، خلال التقاء «الوطن» بهم، وهو أن المشكلة الأساسية في هذه القرى تكمن في عدم تطوير هذه القرى منذ سنوات طويلة، مشيرين إلى أن الأمر لا يتوقف عند التحديث والتطوير، لكن بعض الجهات أيضاً تعمل على تخريب القرى من خلال أعمال الشغب والعنف والإرهاب التي تلحق بالممتلكات العامة والشوارع وغيرها من مرافق. لقد حولوا قرى شارع البديع إلى مزابل وقمامة وتراكم القاذورات، بالإضافة إلى حرق إطارات السيارات وتلويث الجو بالغازات السامة والضارة بصحة المقيمين هناك من مواطنين وأجانب، وحين يأتي عمال البلدية لتنظيف الشوارع يتعرضون للضرب والتهديد بالقتل على أيدي الإرهابيين وجماعات.
وذكر أحد ابناء أبوصيع «س. ق» أن مشكلة أبوصيبع الأولى تكمن في عمل البلدية، فعندما يسقط المطر تغرق كل القرية، وتنتشر القاذورات، ولا نجد عمالا لإزالة هذه القاذورات وخصوصاً في المنطقة الشرقية.
وقال أحد أبناء الشاخورة – فضل عدم ذكر اسمه- إن مشكلات قرية الشاخورة لم تتغير منذ سنوات طويلة، وأهم هذه المشكلات، مشكلة سقوط الأمطار التي ما أن تسقط إلا وتختل الحياة في القرية كلها، وجميع القرى في شارع البديع تمتلك مجارياً فيما عدا، قرية أبوصيبع، والشاخورة.
وأضاف: تتلخص مشكلة قرية الشاخورة في وجود مساحات متداخلة الأملاك، هذه المساحات بحاجة إلى تخطيط، وأهم مشكلات قرية المقشع هي وجود زرايب في وسط القرية، هذه الزرايب تنبعث منها الروائح الكريهة، وتنشر القاذورات في القرية.
من ناحيته قال أحد سكان قرية القدم «على.ح» ان من أهم المشكلات التي تعاني منها قريتنا، انتشار الروائح الكريهة التي تنتشر في القرية كلها، والتي تؤذي السكان»وهذه الروائح تصيب جو القرية بالتلوث، ولذلك فالقرية بحاجة إلى نظافة كبيرة، هذا بالإضافة إلى نقص الخدمات المختلفة في هذه القرية.
ووجد أحد سكان قرية الحجر –فضل عدم ذكر اسمه- أن مشكلات قريتنا لا تختلف كثيراً عن مشكلات القرى الأخرى التي تعاني من نقص الخدمات، نحن بحاجة لإعادة خريطة القرى التي تحتاج إلى إعادة تقييم.
وعلق أحد أهالي البديع «ع. جاسم» ان نظرة واحدة لمعظم قرى المحافظة الشمالية كافية لمعرفة حجم المشكلات التي تعاني منها، ضيق شوارع، قمامة منتشرة في مناطق كثيرة، خلل في كفاءة المجاري، بيوت آيلة للسقوط، فقر مدقع، روائح كريهة، وإهمال كبير».
وأضاف: يعد ضيق الشوارع في جنوسان هي المشكلة الرئيسية في القرية، أما قرية القدم فمشكلتها الرئيسية وجود اسطبلات الخيل بالقرب من المساكن، كما إن هناك تخزيناً للمواد الكيماوية، ومصنعاً للنسيج بالقرب من القرية، وهذا قد يعرض البيئة للتلوث، وأيضاً وجود مدخل واحد للقرية.
وتابع أن مشكلة نقص الخدمات الصحية في الدائرة الثانية تعد من المشكلات التي تؤرق سكان هذه الدائرة، فمركز البديع يخدم سكان البديع وسار، والدراز، وجنوسان، وجدالحاج، أما سكان القرى الأخرى فيستخدمون مركز جدحفص الصحي، وقد كان مخططاً وجود مركز صحي في منطقة باربار ليخدم القرى.
وأشار إلى أنه من المشكلات التي لها تأثير كبير على تطوير القرى، افتقاد الخدمات الشبابية، ففي الدائرة الثانية التي تضم عشر قرى، كان هناك نادي كرانة ومركز الشاخورة الثقافي، وبعد دمج الأندية أصبح نادي كرانة مركز كرانة الثقافي، وحتى تتطور هذه المراكز وتؤدي الدور المطلوب منها، لابد لها من موازنة تتوافق مع دورها الثقافي والتوعوي. ونعرف أن عدم استفادة الشباب من أوقات الفراغ تؤدي إلى مشكلات اجتماعية كثيرة، فهذه القرى تفتقد حتى ملاعب للممارسة الرياضة.