ما هي إلا كلمات عبر فيها رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي عن رأيه في حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حتى أثار زوبعة لا يبدو وأنها ستنتهي في القريب العاجل.
البوسعيدي كتب في حسابه بعد المباراة التي جمعت منتخب بلاده بنظيره الإماراتي إن الحكم مرعي العواجي وقع في أخطاء تجعله غير جدير بحمل الشارة الدولية، فبدأت الحكاية تأخذ منحى خطير في حجم المساحة الممنوحة لانتقاد حكام البطولة خصوصاً مع تزايد الأخطاء المكلفة التي شهدتها الدورة منذ اليوم الأول.
الحكم وعلى غير عادة الحكام، رد بقوة هو الآخر على رئيس الاتحاد العماني في حسابه بتويتر، ليطلق تغريدة هاجم بها البوسعيدي ورد عليه بالمثل وقال بأن البوسعيدي بعد تغريدته ليس جديراً برئاسة الاتحاد العماني. وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمرئية تلقفت الحادثة على الفور ودار نقاش طويل عريض حول أحقية البوسعيدي أو غيره من المسؤولين في توجيه الانتقادات اللاذعة للحكام خصوصاً وأن هذا الأخير مسؤول في لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم أي أنه معني بالدفاع عن الحكام وليس الهجوم عليهم.
لكننا اليوم أمام جدلية حقيقية في دورات كأس الخليج، لأن اللائحة تبدو خالية من العقوبات التي يمكن أن يتم استخدامها في مثل هذه الحالات، وهذا ما تبين في تصريح لعضو اللجنة الفنية باللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج إبراهيم البوعينين الذي اكتفى بالقول في تصريحات لبرنامج ليالي الخليج على القناة السعودية إن اللجنة تدعم الحكام وتساندهم وترفض مثل هذه التصريحات.
والمثير هنا أن هذه الحادثة على وجه التحديد تفتح الباب على مصراعيه لمناقشة اللائحة الأساسية وقدرة اللجان العاملة في اللجنة التنظيمية بمختلف فروعها على تطبيق القانون في حال وجدت بنود تعني بإصدار عقوبات تردع الهجوم على الحكام أو غيرهم ممن يشاركون في الدورة خصوصا عندما تكون العقوبات موجهة لرئيس اتحاد في الدول الثمان.
لقد كان رد العواجي غير مسبوق على رئيس الاتحاد العماني، فغالباً ما يصمت الحكام ويتغاضون عن الرد على التصريحات الإعلامية أو الخوض في غمار سجالات من هذا النوع، إلا أن الهجوم الذي واجهه كان هو الآخر عبر وسيلة مستحدثة يبدو أنها خارج تغطية القوانين الموجودة في لوائح الدورة التي مضى على انطلاقة أكثر من 40 عاماً. إن المعروف عن دورات كأس الخليج تميزها بالتصريحات الإعلامية والإثارة الصحافية التي تضفي عليها نوعاً فريداً من أنواع التشويق والمتابعة وهو ما يفسح المجال أمام الإعلام ليكون اللاعب رقم واحد كونه قادراً على الحصول في أي لحظة من اللحظات على مادة دسمة وقوية، لكن السؤال المهم هو هل ستكون هناك مادة بهذه الدسومة لو أن ثمة قانون واضح يحمي حقوق الآخرين؟.
فعلى سبيل المثال، هل يحق لرئيس اتحاد كرة أن ينتقذد حكم بهذه الطريقة، وهل يحق للحكم أن يرد عليه بذات الأسلوب، والسؤال الأهم، هل توجد حالات مشابهة في جميع المسابقات الأخرى؟.
اأسئلة عديدة مطروحة تطرحها قضية البوسعيدي والعواجي، وهي بكل تأكيد تحتاج إلى إجابة، فتطوير دورات الخليج لا يتم فقط بالنقل التلفزيوني أو شروط الاستضافة وإنما أيضاً باللوائح والقوانين بما يوفر حالة احترافية ترفع من مستويات البطولة على جميع المستويات والأصعدة.