وصف رجال دين ودعاة وأئمة، قرار غلق المراقص والصالات الفنية بفنادق فئة 4 نجوم بـ»عين الإصلاح»، لافتين إلى أن مصير البلدان وأمنها واقتصادها ليس معلقاً بالغناء والمجون.
وأثنى الدعاة ورجال الدين في بيان لهم أمس، على التوجهات الملكية بغلق باب المفاسد، انطلاقاً من قول الباري جل شأنه «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم».
ونقلوا عن شعب البحرين تلقيه قرار غلق المراقص بالفرح والسرور، مستدركين «كيف لا يفرح المسلم لوقف فنادق تروج للفساد وسوء الأخلاق وإضاعة المال وإغراق الشباب في شهوات وملذات محرمة تنكرها الفطر والأعراف والشرائع السماوية جميعاً؟».
وقال الدعاة «عين الإصلاح في غلق دور تشرب فيها الخمور، وتمارس فيها الفواحش والمجون، وبسببها تضعف الشعوب، وتزداد العيوب، وتنهك القوى، ويتراجع الاقتصاد، ويتسلط الأعداء، ويتفرق المجتمع، فما هلكت الأمم الغابرة، وما سقطت الدول السابقة، إلا بعد أن انتشر فيها الشرك بالله، وفتحت فيها المراقص والملاهي، وشربت الخمور، فكانت النتيجة أن ضاع شبابها بين هذه الملذات، حتى تمكن العدو منهم فأذلهم شر إذلال».
وعدوا القرار دليلاً على عظيم الحرصك على البحرينيين، والاهتمام بأهل البحرين عامة، استجابة لأمر الله تعالى القائل «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
وأوضح الدعاة والأئمة «الخير يعم أرض البحرين شرقاً وغرباً، بأمثال قرارات مباركة تصب في مصلحة كل مواطن بحريني، وفي صالح العالم أجمع».
وقال المشايخ في بيانهم «الشعب سعد بدحر الشر عنه، وإبعاد أبنائهم عن مثل هذه الأماكن المخيفة من امتصاص أموالهم، وسلب قواهم، وإضعاف هيبتهم، وتشويه سمعتهم في أرجاء الدنيا».
وتساءل الدعاة «كيف نريد من الشباب أن يكونوا عماد المستقبل، ودعاة الخير، وحماة الدين والوطن، ومدراء للمؤسسات والشركات، ورؤساء للمؤتمرات والمحافل المحلية والدولية، إذا كانت هذه المراقص والملاهي تحتضنهم وتتلقفهم وتستغل أموالهم وقدراتهم في الشهوات والرذائل، وتدمرهم بما فيها من خمور ورقص ولهو ونحوها من الأمور المنكرة».
وأكدوا أن مثل هذه الفنادق لا تنتج رجالاً يعتمد عليهم، ولا تخرج قادة وعلماء وأصحاب رأي يعتد ويوثق بهم، وواقع الكثير من البلدان خير دليل.
وتعجب رجال الدين أن «يأتي أصحاب هذه الفنادق ويعلنون رفضهم للقرار المسدد، ويرمونه بالعشوائية، وينشرون ويكتبون ويصرحون أن هذا يضر بالبلد واقتصاده».
ووصفوا تصرف أصحاب الفنادق بـ»الغريب»، وتابعوا «هذا من تزيين الشيطان لهم، وتحقيقاً لوعده الذي وعدهم إياه وذكره الله في قوله (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)».
وتساءلوا «متى كان مصير البلدان وأمنها واقتصادها معلقاً بالخمر أو الرقص أو الغناء والمجون؟»، مستدركين «قلبوا أوراق التاريخ، تجدون أن ما دمر الشعوب، وأهلك الأمم، وأسقط الدول، وأذل الرجال، وأضاع العيال، واقتصاد البلدان، إلا فساد تدافعون عنه».
ودعا رجال الدين، أصحاب الفنادق والمراقص إلى تقوى الله «اتقوا الله في شبابنا، اتقوا الله في اقتصادنا وأموالنا»، والاستجابة لنداء الباري عز وجل حيث يقول «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين».
وتوجهوا بخطابهم لأصحاب الفنادق «خافوا ربكم واتقوا يوماً ترجعون فيه إليه، واعلموا أن ما تقومون به أمر تنكره أعراف الناس وعاداتهم، وتستقبحه الفطر السليمة والنفوس الكريمة، كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ارحموا أبناءنا وبناتنا، خافوا من دعاء المظلومين عليكم»، متسائلين «كم من أناس تضررت بذهاب أموالها؟ كم من أمهات تدمرت حزناً على فلذات أكبادها؟ كم من أسرٍ تشردت وتفككت بسبب ما تروجون له وتدافعون عنه وتزعمونه إصلاحاً؟»، مستشهدين بقول الله تعالى «وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون».
وخاطب رجال الدين، أصحاب الفنادق «اتقوا الله في هؤلاء المظلومين فإن دعوتهم مستجابة لا ترد وليس بينها وبين الله حجاب، رب دعوة مظلوم تصابون بها، فيبتليكم الله بما ينغص صفو دنياكم وآخرتكم، اكتفوا بالمال الحلال، وابتعدوا عن الحرام، ولا بارك الله في جسد نبت من سحت، ولا تحل البركة، ويزداد المال، ويقوى الاقتصاد، وينزل الخير، ويترابط المجتمع، ويقهر العدو، إلا بتقوى الله والابتعاد عن الشر بمختلف أنواعه»، وقال تعالى «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض».
وحذر البيان من يدافعون عن الفساد ومواطنه «من أن تحل عليكم عقوبة من رب السماء»، داعياً إلى أن يجعلوا نصب أعينهم قوله تعالى «إن الله لا يصلح عمل المفسدين» وقوله تعالى «أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون* أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون* أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون».
واستشهد البيان بما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض و يجعل الله منهم القردة والخنازير».
أصدر البيان المشايخ والدعاة أحمد الشرفي، عارف الجعفر، بدر الظاهري، صلاح موسى، محمد الشرفي، محمد كليب، سلمان القويمي، وأسامة الواعظ.