الرياض - الوفد الإعلامي: أقل ما يقال عن الجمهور اليمني هو أنه قدم رسالة وأعطى دروساً في التضحية والعشق الأبدي لمنتخب بلاده، وكأنه سفيراً في مختلف محطات بطولة كأس الخليج المقامة حالياً في العاصمة السعودية الرياض، وحضوره الإيجابي الفاعل لم ينعكس على أداء لاعبيه فحسب وإنما على جميع الملتصقين ببطولة الخليج والمتابعين لها سواء في القرب أو البعد. وحظي جمهور المنتخب اليمني بالإعجاب والإشادة الدائمة في مختلف أجواء كأس خليجي 22 وكأنه فاكهة الدورة وإشعاعها المضيء، وفانوسها السحري الذي خيّم على استاد الملك فهد في أول جولتين وكان النبض الحقيقي في قلوب اللاعبين والدم الذي يجري في شرايينهم، والثقل الواقعي في مباراتيهم ضد المنتخبين البحريني والقطري. صحيح أن اليمن لم يفز بعد ولكنه كشف عمقا في فلسفته وحصد نقطتين من منتخبين يفترض أنهما يفوقانه في الإنجازات والمكاسب الكروية، ولعلّ المسئولين هناك لم يتصورا حجم الدعم اللافت الذي قدمه الجمهور والفريق للشعب المتواجد في العاصمة عدن وجميع المدن والقرى والأحياء اليمنية التي عادت لها الحياة من جديد.
إشادة كبيرة من الوزير
وحملت البشائر الكبرى التي زفّها الوزير اليمني الشاب رأفت الأكحلي لجماهير المنتخب المتواجدة في بطولة كأس الخليج بالرياض الانطباع الجميل الذي ساد في مختلف مناطق ومدن اليمن عندما أكد على الوحدة الكبيرة التي يعيشها المواطنون هناك والالتفاف الضخم حول بعضهم البعض، ونسيانهم لجميع الآلام والجراح، وكأن اليمن اليوم يولد من جديد، ومن رحم الشقاء والمعاناة بحثاً عن السعادة الأبدية.
وقدم رأفت الأكحلي وزير الشباب والرياضة اليمني شكره وتقديره الخالص للجمهور الوفي الذي تحمل عناء ومشقة السفر والقدوم إلى الملعب، وساهم بشكل لا يقبل الشك والتأويل في تحسين نتائج المنتخب، وحقق الأهداف المرجوة من المشاركة الخليجية والتواجد في هذا المحفل الكبير، مؤكدا أن الإنجازات ستتواصل في ظل الرغبة الصادقة من المسئولين على تحقيق أعلى معدلات النجاح في الأيام المقبلة. وقال: المكافأة التي حصل عليها اللاعبون نظير أدائهم وعملهم المخلص والمتفاني في أول جولتين هي توحيد الشعب اليمني بأسره وجعله رهيناً لمتابعة فعاليات البطولة والوقوف خلف هذا الفريق ومؤازرته سواء بدعاء الأهالي والأسر وجميع مكونات الشعب، مبيناً أن المكافآت المادية لا تستطيع أن توفي المنتخب اليمني حقّه الكامل لأن اللاعبين أظهروا معدنهم الأصيل وإخلاصهم الناصع لهذا الشعب.
وأضاف: نشعر بالفخر والسعادة الغامرة نتيجة متابعة الملايين من شعبنا العظيم في اليمن لمباريات المنتخب والوقوف خلف اللاعبين ومؤازرتهم وتحفيزهم من جولة إلى أخرى ونحن نتطلع إلى إكمال مسيرتنا المثالية الرائعة في الجولة المقبلة وفي اللقاء المنتظر أمام المنتخب السعودي الشقيق يوم الأربعاء المقبل. وأوضح الأكحلي أن الفخر العظيم الآخر هو تجاوز منتخبات ذات ثقل ووزن كبيرين على غرار المنتخب البحريني والقطري، وإحراجهما بالأداء المنطقي والروح القتالية العالية، وأن المثابرة التي أظهرها أبناء اليمن في أول جولتين تثبت حقيقة لا جدال فيها وهي أن العمل والعطاء سبيل إلى تحقيق الأهداف ولو بعد حين.
وعن الإصابة التي تعرض لها المدافع محمد بقشان وكادت تودي بحياته، قال الوزير رأفت الأكحلي: بقشان عاد في الوقت الأخير من اللقاء أمام قطر وكان روحا أخرى تجلت في عيوننا جميعاً والنتيجة التي حققها الفريق أمام العنابي تبعث على التفاؤل وتزيد من فخرنا بهذا الجيل الرائع وجميع من يعملون معه. وأعرب رأفت الأكحلي عن تفاؤله بالمستقبل القادم لليمن وخير أهلها قائلاً: نعرف ما تقدمه بطولة الخليج من إفرازات إيجابية نتيجة الروابط والتآلف بين جموع الشعوب المشاركة، وكونها بطولة تقام كل سنتين فهي تمثل الخير الوفير لشعوبنا جميعاً، والجمهور اليمني ينتظرها بشغف على الدوام، ونأمل أن تكون فعاليات كأس الخليج بالرياض زاخرة بالخيرات علينا وعلى شعبنا العظيم.