الرجل الذي اكتشف محمد عساف منذ كان عمره 10 سنوات وشجعه وصقل موهبته ورافق نموها طوال 6 أعوام جادت فيها قدرته على الغناء وأوصلته إلى نجومية "أراب آيدول"، كما رأينا في الحلقة التي امتدت من ليل السبت إلى فجر اليوم الأحد، عاتب عليه كما الأب على ابنه والمعلم على تلميذه.
الفنان والدبلوماسي الفلسطيني، جمال النجار، وجدها فرصة حين اتصلت به "العربية.نت" بعد دقائق من فوز عساف بالمسابقة لتسأله عن شعوره بنجاح الشاب الذي بذل من أجله الكثير، فعبر عن فرحته بالنتيجة عبر الهاتف من رومانيا، حيث يشغل منذ عامين منصب مستشار أول بسفارة فلسطين في بوخارست، لكنه ذكر أن نجم "أراب آيدول" الجديد فاجأه بما لم يكن يتوقع نحوه "وهي قلة تواضعه" كما قال.
وشرح النجار أن عساف لم يذكره ولم يوجه إليه ولو كلمة شكر واحدة أو تحية بسيطة على شاشة "أم.بي.سي" منذ أول حلقة شارك فيها بالبرنامج حتى الأخيرة يوم الجمعة الماضي، وخصوصاً حلقة الفوز السبت، مع أنه غنى أغنية من لحنه وتأليفه في المسابقة، وهي "علي الكوفية" الموصوفة بأنها "أشهر ما في التراث الفني الفلسطيني على الإطلاق"، بحسب ما يكتبون.

"جاهدت لأحصل له على تأشيرة إلى لبنان"

وسألته "العربية.نت" عما إذا كان عتابه يصل إلى حد يصف معه تلميذه السابق بناكر للجميل أو قليل الوفاء، فتحفظ على الوصفين واكتفى بقلة التواضع "بالنسبة لي على الأقل، فقد سمعناه في حلقة الفوز يشكر الجميع، من الرئيس إلى الشعب الفلسطيني وكل من شارك معه وعمل في البرنامج، لكني لم أكن من ضمنهم.. يعني كنت أنتظر ولو كلمة يذكرني فيها"، على حد تعبيره.
وتابع: "أعاتبه لأقدم له ولسواه من الجيل الجديد درساً بأن الوفاء ليس فيه مساومة، ولا يتجزأ"، مشيراً بالعبارة إلى أن عساف قد يكون ذكره على الفضائية الفلسطينية أو قناة محلية في فلسطين، لكنه لم يفعل على شاشة "أم.بي.سي" ولا في أي حلقة، حتى حين ألقى كلمة لأكثر من دقيقتين بعد الفوز شكر فيها الجميع، من دون أن يتذكر أستاذه ومكتشفه وراعي مشواره الفني.
وروى الفنان البالغ من العمر 56 سنة كيف جاهد ليؤمن لمحمد عساف تأشيرة دخول إلى لبنان ليشارك في "أراب آيدول"، شارحاً أنه اتصل بالسفارة الفلسطينية في بيروت وبرئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين في لبنان، محمد الشولي، وقام بإرسال جواز سفر عساف إليه ليحصل له على تأشيرة يدخل بها إلى بيروت ليشارك بالمسابقة.