كتب - إبراهيم الزياني:
بينما حمل المترشح النيابي في ثالثة العاصمة عمار المحاري، وزر حادث الاعتداء الإرهابي على سيارته بحرقها، عيسى قاسم وعلي سلمان نظراً لخطبهما التحريضية ضد المترشحين، أشار إلى أن المرجع السيد محمد حسين فضل الله، سبق وأن أجاز له الترشح!.
أما المترشحة النيابية في رابعة الشمالية هدى رضي، فاستنكرت الاعتداء على المترشحين من قبل أناس يدعون حمل قيم الإسلام وتعاليمه، مؤكدة أن حرق خيمتها الانتخابية زادها إصراراً وعزيمة على المضي في الاستحقاق الانتخابي.
المحاري قال لـ «الوطن» إنه مستمر في المنافسة بالانتخابات، رغم محاولات التهميش والعزل الاجتماعي له، مستشهداً بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- «ما ترك لي الحق من صديق».
وسرد المحاري تفاصيل الحادثة، بقوله: دخلت مكتبي الخاص بتخليص المعاملات في السنابس عند السادسة و45 دقيقة مساءً، وفي السابعة سمعت صوتاً قوياً، لم أتوقع أنه من سيارتي، إلى أن طرق عمال من المحلات القريبة باب المكتب لتنبيهي، وتفاجأت عند خروجي باشتعال سيارتي.
وأضاف حاولت إطفاء النيران، بمساعدة العمال في المحالات القريبة، وأهالي المنطقة، برمال والماء، وبعد نحو 20 دقيقة، تمكنا من إخماد النيران، إلا أن السيارة تفحمت من الخلف، وتضررت نسبياً من الأمام، وتفاجئنا بعد إطفاء النيران، لوجود برميل بترول داخل السيارة لم ينفجر، وضعوه بعد أن كسروا الزجاج، ولولا لطف الله لكانت الأضرار وصلت للأرواح، إذ إن السيارة كانت قرب محالات تجارية، فيها زبائن وعمال.
ونفى المحاري تعرضه لتهديدات بعد إعلان ترشحه، مضيفاً: لم يصلني أي تهديد، لكن الناس في المنطقة لم تعد تلقي السلام علي، حتى المخلصين الذين أتعامل معهم وأصحاب الأعمال قاطعوني بكل غرابة، وما يقومون به يخالف الدين قبل حرية الرأي والديمقراطية.
وأردف المحاري أن الشعب البحريني تسيره العاطفة، والخطابات التحريضية ضد المترشحين واضحة، فأمين عام جمعية الوفاق علي سلمان يقول إن المشارك بالانتخابات منسلخ من الشعب، وآخر وضع المشاركين في معسكر يزيد، وهي إسقاطات في غير محلها، وكل هذه الأمور أثارت وحرضت الأطفال والشباب الذين لا ذنب لهم، على المترشحين.
وتابع المحاري أن القيادة الدينية ليست معصومة من الخطأ، وهذه أمور سياسية وليست دينية، قد تختلف الآراء فيها، إضافة إلى أنني لست مجبراً على اتباع آرائهم، إذ إن مرجعي الفقهي السيد محمد حسين فضل الله، سبق وأن أجاز لي الترشح والانتخاب.
وتساءل المترشح في ثالثة العاصمة: لماذا لا نقرأ فتاوى ضد الاعتداء على الآخرين، وظلم عباد الله، والعنف والإرهاب، إن الكثيرين ساكتون خوفاً على أنفسهم، رغم عدم رضاهم عما يحدث!.
وأكد المحاري أن «تلك الاعتداءات ومحاولة الترهيب لن تثنيني عن مواصلة الترشح وخوض الانتخابات النيابية، حتى لو تعرضت لمحاولة التهميش، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال «ما ترك لي الحق من صديق».
من جانبها، أكدت المترشحة النيابية في رابعة الشمالية هدى رضي أن حرق مقرها الانتخابي زادها عزيمة على مواصلة المنافسة في الانتخابات، مردفة: حرقت خيمتي الانتخابية، لكن لم تحرق آمالي في الفوز، لم أدخل غمار المنافسة إلا وأنا قابلة للتحديات التي سأواجهها، ولن أقبل أن يأتي شخص ويتحكم بآرائي.
وعن تفاصيل ما حدث، بينت رضي «تلقيت اتصالاً من حارس الخيمة الانتخابية في نحو الحادية عشرة و45 دقيقة، وكان خائفاً وغير قادر على التحدث بوضوح، وكل ما فهمت منه أن هناك حريق.
وأضافت رضي: «عندما وصلنا للخيمة كانت متحولة إلى رماد، سألنا الحارس عما حدث، قال إن ثلاثة ملثمين أتوا، بينما كان نائماً داخل الخيمة، حاولوا الاعتداء عليه، بعدها أشعلوا النيران في المدخل وهربوا، كان من الممكن أن يزهقوا روح الحارس دون ذنب».
وذكرت رضي، أن «الخيمة الانتخابية كانت محضرة لفعالية مقرر عقدها في اليوم التالي، إذ كان في داخلها كراسي ومنصة ومكبرات صوت ومكيف، إضافة للمنشورات التي يفترض أن توزع، كلها احترقت بالكامل»، مشيرة إلى أن «الأضرار نفسية أكثر منها مادية».
وتابعت رضي ان «الديمقراطية تقول إن من حق الشخص المشاركة من عدمها، لكن ليس من حق أحد أن يحجر على آراء الآخرين، وتعريض حياة شخص للخطر، إذا كانوا يدعون الديمقراطية ويتشدقون بها، فأعمالهم تنافي ذلك»، معتبرة من يقوم بمثل هذه الأعمال الإرهابية «ساع للفتنة ولا يحب الخير للبلد».