أكد المترشّح النيابي عن ثامنة الجنوبية ذياب النعيمي، حاجة المجلس الوطني الحالي بغرفتيه (الشورى والنواب) إلى عملية تجديد الدماء كخطوة أولى لإعادة الثقة المفقودة، لافتاً إلى التأثير السلبي لتكرار الوجوه نفسها دون أية إنجازات تذكر على مدى السنين الطويلة لوجود المجلس.
ووصف النعيمي في لقاء مع «الوطن»، المقاطعة بالعصا في عجلة التقدم وكوابح للتنمية، يستخدمها البعض اعتقاداً بأنها ورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، بينما البرلمان هو الوسيلة الأضمن لمعالجة كافة الأمور لكي ينعم الوطن بالأمن وتسير عجلة التنمية نحو النمو والازدهار.

ما دوافعك للترشح للانتخابات المقبلة؟
الجو العام للدائرة وحالة الإحباط التي وصل إليها المواطن من أداء المجلس في دوراته السابقة، جعلني على يقين أن الحاجة لدخول وجوه جديدة للمجلس أصبح ضرورياً لإيقاف حالة النزيف وانعدام الثقة في التجربة البرلمانية. ثانياً حاجة الدائرة لنائب يعمل على خدمة أبناء الدائرة بعد أن تعرضوا للإهمال في الدورات الماضية وإصرار فئة كبيرة من أبناء الدائرة على للدخول في الانتخابات.

وهل أنت على تواصل مباشر مع أهالي الدائرة؟
أنا على تواصل دائم مع أبناء الدائرة، فمجلسي مفتوح طوال أيام الأسبوع وهم من شجعني على الدخول في الانتخابات.

ما أهم الأمور في برنامجك الانتخابي؟
دعم المشروع الديمقراطي وترسيخ مبادئه وتعزيز الحياة البرلمانية في مملكتنا والعمل على خدمة شعب البحرين وأهالي الدائرة الثامنة، والمشاركة في إيجاد حلول للقضايا المعيشية للمواطن، والعمل على إصدار التشريعات التي تخدم المواطنين وتلبي احتياجاتهم.
كذلك أعمل على رصد احتياجات الدائرة الإسكانية والعمل على وضع خطط عملية لمعالجة هذه المشكلة وإيجاد أراض لإقامة مشاريع إسكانية. ويتناول برنامجي الانتخابي أيضاً الشباب وفرص العمل، وأرى بضرورة استيعاب الشركات الكبرى العاملة في المحافظة الجنوبية وإعطاء الأولوية لأبناء الجنوبية في التوظيف، وخلق فعاليات تبعد أبناء الدائرة عن التطرف، والمخدرات لضمان خلق جيل واع.
ويتضمن برنامجي الانتخابي تشجيع أبناء الدائرة على مواصلة التعليم الجامعي وتوفير بعثات دراسية ولاسيما لأبناء الأسر الفقيرة، والتنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة لخلق فرص عمل للمرأة في الدائرة وتشجيع المرأة على الدخول في القطاع التجاري والتنسيق مع تمكين للمساعدة وتبني هذه المشاريع.

وما الجديد الذي ستقدمه في الساحة الانتخابية؟
ذكرت أن تكرار الوجوه في المجلس أفقد الناخب الثقة في النائب بشكل سلبي، وأن المجلس بحاجة ماسة لعملية التجديد لإعادة الثقة الموجودة. والمعروف في الإدارة الحديثة اللجوء إلى عملية تجديد الدماء كحلٍ أمثل لتخطي الأزمات، وتطوير العمل في أية منشأة، بالإضافة إلى الاستفادة من الحماس والطموح والأفكار الجديدة التي تحملها الدماء الجديدة.
ومن وجهة نظري فإن المجلس الوطني الحالي بغرفتيه (الشورى والنواب) بحاجة ماسة إلى عملية تجديد الدماء كخطوة أولى لإعادة الثقة المفقودة، فلا يخفى التأثير السلبي لتكرار الوجوه ذاتها دون وجود أي إنجازات تذكر على مدى السنين الطويلة لوجود المجلس. ولستُ هنا في موقف المنتقد أو المحاسب لأداء النواب السابقين أو المجالس الماضية، بل إنني أعرض حلاً مناسباً - من خلال خبرتي وتقييمي للموقف الحالي - استناداً إلى ما يتم طرحه من آراء وانتقادات في المجالس والمقاهي ووسائل الإعلام المتنوعة.
أمامنا فرصة لن تتكرر إلا بعد 4 سنوات مقبلة، بأن نقدم الحل المناسب للوطن وشعبه الطيب، واجبنا الوطني يحتم علينا اختيار من نرى فيه الإخلاص والكفاءة سواءً من الذين يعيدون خوض المعترك الانتخابي أو من الدماء الجديدة التي تترشح لأول مرة طمعاً في خدمة البحرين وأبنائها. لنسعى جميعاً إلى أن تتضافر خبرة المخلصين القدامى مع حماس وجدية الدماء الجديدة ليصل إلى البرلمان كوكبةٌ من أبناء البحرين المخلصين من أهل الثقة والعمل الجاد.
بل وأشدد على تجديد الدماء حيث إن تكرار الوجوه ذاتها في المواقع نفسها، دون أي تطوير يُذكر يستوجب منا وقفةً جادة لمراجعة أوجه الخلل والقصور والتوجه بشكلٍ جدي لتغيير الانطباع السلبي عن أدائه خلال الفترة الماضية.
المطلوبٌ منا جميعاً أن ننظر للمجلس المقبل نظرة ثقة وتفاؤل، لأنه سيتشكل بعد تجربةٍ ناضجة ووعي شعبي متزايد وطموح نحو مستقبل أفضل، كل ما علينا أن نتكاتف معاً ونشارك ونوحد أصواتنا لاختيار أهل الثقة الذين نطمئن إلى أنهم يضعون مصلحة الوطن وأبنائه فوق المصالح الشخصية، والمحك سيكون البرلمان القادم بدمائه الجديدة واختياركم الصحيح.
النظر بواقعية.

ذكرت أنك ستسعى لطرح القضايا المعيشية في المجلس. كيف؟
لا يستطيع أي مرشح التحدث اليوم عن برنامجه الانتخابي دون التطرق إلى القضايا المعيشية للمواطن البحريني. ولا نستطيع تجميل الواقع ولكننا ننظر إليه بواقعية ولن أكذب عليكم وأقدم وعوداً غير قادر على إنجازها ولكنني سأبذل كل ما في وسعي لإنجازها.

هل لديك تصوّر لحل المشكلة الإسكانية؟
أصبح المواطن يقف طوابير وينتظر سنوات طويلة في انتظار الحصول على وحدة سكنية تأوي أسرته. وهنا أعدكم أنني سأعمل من اليوم الأول مع وزارة الإسكان إلى رصد احتياجات الدائرة الإسكانية. والعمل على وضع خطط عملية لمعالجة هذه المشكلة وإيجاد أراض لإقامة مشاريع إسكانية ودفع الوزارة إلى شراء أراض للنفع العام.

ذكرت أنك تريد معالجة دمج راتب الزوجين، وهي مشكلة أصبح يعاني منها كثير من المواطنين؟
إن قرار دمج راتب الزوجين تضرر منه العديد من الأسر البحرينية ولا يعقل أن يعاني منه هذا العدد الكبير من الأسر ولا يتم مراجعته، القرار ليس قرآناً منزلاً لا يمكن تغييره يجب أن تكون القرارت لتخفيف أعباء الحياة على المواطنين وليس العكس.

ما تقديرك لحظوظك الانتخابية وأنت تواجه 6 مرشحين ومن ضمنهم جاسم السعيدي؟
الحظوظ متكافئة، وليس هنالك ما يدعو للقلق في ظل وجود نائب سابق مترشح للدورة المقبلة، بل على العكس فلربما يكون للناخب رأي آخر نتيجة تقييمه وتحليله الشخصي، لكن تبقى الثقة هي المحرك الدافع خلال هذه المرحلة والمستمدة من دراسة وتحليل اثنتي عشرة سنة من العمل البرلماني لإدراك متطلبات المرحلة المقبلة واحتياجات الناخب. وأنا على ثقة بأن الناخب في الدائرة على قدر من المسؤولية لاختيار ممثله الأكفأ والأجدر.

لخص لنا رؤيتك السياسية؟
أؤمن بالمشروع الإصلاحي الذي أطلقه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والذي توج بتصويت شعب البحرين على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% كإطار ومرجعية جامعة لكافة شعب البحرين، وأؤكد دعمي للحوار الوطني الذي يرعاه سمو ولي العهد كإطار حل بقايا أزمة 2011، وأؤمن أن الحوار وحده هو الكفيل بمعالجة القضايا الوطنية.

هل لديك رؤية اقتصادية؟
الدعم التام لرؤية البحرين الاقتصادية 2030 والتي تهدف في جوهرها إلى خلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمار وخلق فرص عمل واعدة للشباب البحريني، وسأعمل مع الجهات المختلفة في المملكة على تفعيل بنودها من أجل تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة.

ما تقييمك للتجربة البرلمانية الماضية؟
إن لكل مرحلة ظروفها وعواملها التي تتحكم بها. ولقد مرت التجربة البرلمانية ببعض الظروف والاختبارات التي جعلتها على المحك في نظر المواطن، كما سبب نوع وحجم التعاطي مع بعض القضايا خصوصاً المعيشية منها؛ نوعاً من الإحباط لكن ذلك لا يعني بأنه لم تكن هنالك إنجازات ناجحة خاصة على الصعيد الدولي في ظل الظروف العاصفة التي مر بها البلد.

وماذا ستقدم للمرأة في الدائرة؟
المرأة عنصر هام وحيوي سواء كان في الدائرة أو على مستوى الوطن، فهي تملك دوراً نهضوياً في البناء يجب الاستفادة منه. لذلك سأسعى لتقديم كل ما من شأنه تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً بما يتوافق وديننا وعاداتنا. كما سأسعى إلى التركيز على قضاياها خاصة تلك التي تحتاج إلى التشريع أو إعادة النظر في التشريع بالشكل الذي يصونها ويكفل لها حقوقها.

وما نصيب الشباب؟
أسعى جاهداً إلى الاستفادة من الطاقات الشبابية وتسخيرها في العمل الوطني البناء وذلك من خلال دعم المراكز الشبابية واستنساخ التجارب الناجحة في هذا المجال من الدول المتطورة وبما يتوافق مع قيم المجتمع الدينية وعاداته. وكذلك الإسهام في توفير فرص العمل واستقطابها، ووضع الحلول الكفيلة بالحد من الظواهر السلبية التي قد تؤدي إلى نوع من السلوك الانحرافي.

وكيف ترى المقاطعة؟
المقاطعة ما هي إلا عصاً في عجلة التقدم وكوابح للتنمية، يستخدمها البعض اعتقاداً بأنها ورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، بينما البرلمان هو الوسيلة الأضمن لمعالجة كافة الأمور لكي ينعم الوطن بالأمن وتسير عجلة التنمية نحو النمو والازدهار. وأنا على يقين بأن الناخب البحريني على درجة عالية من الوعي السياسي، ويدرك بأن هذه المرحلة جزء من مسؤوليته تجاه الوطن وعملية بنائه.

ما الخطوات التي ستتخذها بعد الفوز؟
ببساطة سأقوم برد الدين للناخبين في الدائرة عبر الالتزام بتنفيذ برنامجي الانتخابي ودعم قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والإسهام في سن التشريعات التي تعود بالنفع على استقرارهم ورفاهية عيشهم، وإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية من خلال تمثيلهم بما يرضي الله ومن ثم يرضيهم.

وما علاقتك بالمرشح البلدي؟
أمتلك علاقات على مسافات متساوية من الجميع حتى أضمن وتيرة عمل متوازنة سواء خلال مرحلة الانتخابات أو بعدها. وسأسعى إلى دعم الكفاءات القادرة على تحويل طاقاتها إلى عمل مثمر يخدم الدائرة وأبنائها بالشكل الصحيح.