كتب - إبراهيم الزياني:
تشهد الانتخابات المقبلة إعادة ترشح عدد ممن لم يحالفهم الحظ في المشاركات السابقة، بعد حصولهم على نسب ضعيفة، رافعين شعار «لا يأس مع الترشح»، ورأوا أن التجربة أكسبتهم خبرة في كواليس الانتخابات، فيما اعتبر النائب المستقل د.جاسم السعيدي ذلك من قبل «تضييع الوقت والجهود، منهم من يسعى للظهور لا أكثر، وآخرون للاستفادة المادية».
وقال السعيدي إن «كثيراً من المترشحين لا يدركون حمل الموضوع، دخول مجلس النواب مسؤولية أمام الله ثم الوطن والمواطنين، من أثقل الأمانات أن تتقدم لها وتتحملها».
واعتبر الترشح عدة مرات رغم الحصول على عدد بسيط من الأصوات «تضييعاً للوقت والجهود، البعض للأسف الشديد يعلم جيداً أنه لن يصل، ويقول أريد التجربة، هل دخول المعترك الانتخابي حقل تجارب؟ على المترشح أن يسأل نفسه قبل دخول المنافسة، ما تجربتك وجهودك خلال الفترة الأخيرة؟».
واقترح السعيدي «وضع شرط لقبول المترشح، ينص على تزكيته من 50 شخصاً على الأقل من أهالي الدائرة، لا أن يدخل ويحصل على أصوات بعدد الأصابع، ويعاود الترشح في الانتخابات التي تليها ونفس الوضع، واليوم بعض الدوائر فيها 6000 صوت ويحصل بعض المترشحين على 100 صوت، بعدما نصب الخيام وصرف الكثير على حملته الانتخابية». وأشار إلى أن «بعض المترشحين يستغلون فترة الانتخابات للتكسب المادي، عبر دخول الانتخابات بهدف الحصول على مبلغ مقابل انسحابهم»، داعين العقلاء إلى «نصح هؤلاء المترشحين، وتوعيتهم أن دخول المجلس ليس للظهور ولبس البشت، إنما الأمر أكبر من ذلك». حمد الحربي، الذي خاص 4 تجارب انتخابية لم يوفق فيها، وأعلن عن ترشحه للمرة الخامسة، اعتبر أن «جميع تجاربي التي خضتها نجحت بها، قرار المشاركة في الانتخابات بحد ذاته نجاح، وانتصار لمشروع جلالة الملك الإصلاحي في التعاون من أجل رفع البلد والمشاركة في صنع القرار». وبين أن «التجارب الأولى كانت للاستكشاف وتعريف الناس بي، فالنظرة من داخل الملعب تختلف عن خارجه، ولم أكن مهتماً بالنسبة التي حصلت عليها، بل البرنامج الانتخابي الذي قدمته، وتبعتها تجارب اكتسبت منها خبرة كبيرة، وتكرار دخولي ليس من أجل المشاركة فقط، إنما لهدف أريد تحقيقه، وهو خدمة الوطن الذي أعطاني الكثير، وأسعى لرد الجميل».
وكان الحربي ترشح بلدياً ونياباً في الفصل التشريعي الأول «2002»، إذ كانت تعقد كل انتخابات منفصلة حينها، وشارك بلدياً في 2006، إضافة إلى خوضه غمار المنافسة نيابياً في الانتخابات الأخيرة 2010.
من جهته، قال المترشح للانتخابات النيابية المقبلة عبدالله بوغمار، الذي لم يوفق في 2010 بعد أن حاز على 72 صوتاً من أصل 5685 بالدائرة، إن «مشاركتي الأولى كانت من باب التجربة ومعرفة أصول الانتخابات لا المنافسة، حتى إنني لم أكلف نفسي بمبالغ كبيرة».
وأضاف «الدائرة التي ترشحت فيها بالانتخابات السابقة كانت مغلقة وشبه محسومة لجمعية الأصالة، وهدفت من خوض غمار المنافسة اكتشاف كواليس مشهد العملية الانتخابية والتعريف بنفسي وكسب الخبرة، أما في الانتخابات المقبلة، فأجبرت على دخول المنافسة من الأهل والأصدقاء عن ثامنة الحرق (الحد)، رغم عدم رغبتي في المشاركة، وبدأت بمسح المنطقة منذ 14 شهراً، لمعرفة حظوظي والتعرف على الأهالي الجدد، إذ تربطني علاقات مع القاطنين قديماً».
ولم يوفق بوغمار في انتخابات 2010 عن الدائرة السابعة بمحافظة الوسطى، بعد أن حصل على 72 صوتاً من إجمالي 5685 صوتاً بالدائرة «1.27%»، مقابل 3178 صوتاً ذهبت للفائز عبدالحليم مراد «50%».
ورأى المترشح للمجلس النيابي محمود النامليتي، الذي لم يوفق في انتخابات غرفة صناعة وتجارة البحرين الأخيرة، أن «لابد على الإنسان ألا ييأس مادام وضع في نيته خدمة الوطن والمواطنين، وحق الترشح أصيل لكل مواطن، يحفظه الدستور». وأضاف «أنا دائماً إيجابي، والخسارة متوقعة في الحياة، وإذا لم أوفق في مرة فسأفوز في أخرى، ومادام الشخص يضع خدمة الوطن نصب عينيه، فعليه المحاولة تلو الأخرى»، مشيراً إلى أن المشاركة «تحرك المعترك الانتخابي، وتنجح العرس الديمقراطي والوطني».