قال الخبير الإعلامي عبيدلي العبيدلي إن «المقاطعة» سلوك سلبي يضاف إلى السلوكيات السلبية الأخرى المرتبطة بالعملية الانتخابية كممارسات إقصاء الآخر والفئوية والمهاترات التي تستهدف الانتقاص من الآخرين وتجريحهم، داعياً إلى خلع عباءة الأيديولوجيات المقدسة، والتخلي عن منطق العنف والإرهاب للعمل على تغيير الأوضاع وتحسين الأحوال، وفتح المجال أمام العقليات الجدلية المتفتحة، وكسر عقلية النخبة والانتقال إلى المجتمع المدني التعددي، وكسر العقليات البيروقراطية المركزية الفوقية.
ونظم معهد البحرين للتنمية السياسية أول أمس أولى محاضرات برنامجه الجديد «الناخب الجامعي» محاضرة لطلبة جامعة المملكة تحت عنوان «أوجه المشاركة الانتخابية» حاضر فيها عبيدلي العبيدلي بحضور نائب رئيس الجامعة د.حسين المدني وكبار المسؤولين في الجامعة وعدد من طلبة الجامعة في تخصصات القانون وغيره.
وشدد العبيدلي على أن الانتخابات تتطلب وعياً عاماً، ونكران ذات، والاعتراف بالفشل أو الهزيمة، والعمل على تجاوزهما، والاحتمال المتبادل بين السلطة والمعارضة والناس، مشيراً إلى أهمية أن يكون الاختيار بين المتنافسين في الانتخابات مستنداً إلى معايير الكفاءة واحترام الجهد، وأن تكون لغة الاختلاف مع الآخر بعيدة عن الاتهام الجارح والغضب والتهديد والتكفير.
وتحدث عن مفهوم المشاركة الانتخابية للشباب وأهميتها، وسبل تفعيل المشاركة الإيجابية لدى الشباب عموماً، والناخب الجامعي على وجه الخصوص، وذلك من خلال عدة محاور ركزت على تعزيز مفهوم المشاركة الانتخابية لدى الناخب الجامعي، ودور الشباب في العملية الديمقراطية، وتشكيل المجالس المنتخبة، والتحديات التي تواجه الشباب في العملية الانتخابية وكيفية التغلب عليها، وسبل تفعيل المشاركة الانتخابية لدى الشباب. ورأى العبيدلي أن «الانتخابات ثقافة ومدرسة لا يمكن نيل شهادتها إلا بعد تجاوز امتحانها، وأن أهم شرط من شروط الديمقراطية هو شرط الحرية ، بمعنى حرية الوطن وحرية المواطن».
وقال إن «الفهم السياسي للانتخابات، يجب أن ينطلق من كونها حقاً وطنياً ومكسباً جماهيرياً ومسؤولية وطنية واختباراً وطنياً يتشارك فيه الجميع، بهدف تحقيق المصلحة العليا للوطن».
وحث العبيدلي الشباب على ممارسة دورهم بإيجابية أثناء المراحل المختلفة للعملية الانتخابية والتي تبدأ بضرورة قراءة الشباب للمشهد السياسي بعناية قبل الانتخابات، وتحديد القيم والأهداف التي تساعدهم على اتخاذ القرار السليم، واتخاذ خطوات عملية أخرى كالقيام بدور نشط في حملات الدعوة للمشاركة، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية باتخاذ قرار التصويت لصالح المترشح المناسب باعتبار أن ذلك أمانة وطنية، مشيراً العبيدلي إلى أن الشباب يعوّل عليهم في القيام بدور فاعل في المشاركة في الحملات الانتخابية، إلا أن عليهم الوعي بأهمية تجنب المهاترات السياسية، والابتعاد عن الفئوية لصالح الوطنية.
ورأى أن دور الشباب لا يتوقف عند حد الإدلاء بأصواتهم، وإنما لابد أن يتبع ذلك خطوات أخرى بذات الأهمية وربما أكثر، مؤكداً أن مراجعة التجربة الانتخابية بغض النظر عن نتائجها، ومراقبة المترشح الفائز ومتابعة أدائه، والاستمرار في تطوير التحالفات السياسية، وبناء علاقة تأثير إيجابي متبادل مع النائب، هي من أهم الأدوار التي يجب على الشباب ممارستها تفعيلاً لمشاركتهم الإيجابية في المسيرة الديمقراطية.
وأكد أن «من شأن انتهاج السلوك الايجابي تجاه الانتخابات ترسيخ موقع البحرين المتقدم على خارطة العلاقات الدولية، وتهيئة بيئة سياسية معافاة، وتأهيل كفاءات نيابية قادرة على إثراء الحياة البرلمانية وتطويرها وتعزيز مكتسباتها للفرد والمجتمع، وبالتالي المساهمة في التأسيس لمجتمع مدني متحضر يقوم على علاقات سياسية ناضجة».
وشدد العبيدلي على أن تأهيل الشباب للقيام بدور واع ومؤثر، هي مسؤولية مجتمعية مشتركة، تتطلب إعطاء استقلالية نسبية للهيئات الشبابية، وإشراك الشباب في صنع القرار، من خلال تأهيلهم سياسياً وإدماجهم بشكل حكيم في البيئة السياسية.