غادر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم العاصمة السعودية الرياض الليلة الماضية تاركاً معه ذكريات سيئة وقاسية في تاريخ مشاركاته في دورات كأس الخليج، وراسماً تساؤلات كثيرة للأعلام والشارع الرياضي البحريني بشأن ما حصل للأحمر في الرياض!
وتعتبر «خليجي 22» واحدة من المشاركات المتواضعة للأحمر في تاريخ مشاركاته الخليجية فنياً ورقمياً لأنه غادرها مبكراً من الدور الأول وبرصيد نقطتين فقط من تعادلين دون تحقيق أي فوز بل ولم يسجل أي هدف وهذه سابقة مقابل 3 أهداف دخلت شباكه وجميعها في مباراة واحدة أمام السعودية، والغريب أن من بين الأهداف الثلاثة هدفان سجلهما مدافعا منتخبنا محمد حسين وعبدالله هزاع بالخطأ في مرمى منتخبنا!
ولم تكن المعطيات المسبقة قبل الدورة تشير إلى أن الأحمر سيكون «متواضعاً وسلبياً» بل كانت الآمال معلقة والأحلام القديمة متجددة بإمكانية المنافسة على اللقب وتحقيقه للمرة الأولى بعد صيام 44 عاماً، لكن ما حصل لم يتوقعه أكثر المتشائمين ولا أقل المتفائلين بالمنتخب فكانت مباراة اليمن الأولى هي «العنوان» الذي كشف عن كتاب المنتخب في الدورة إذ ظهر الأحمر بصورة مهزوزة وظل عاجزاً حتى عن بناء هجمة أو خلق فرصة حقيقية فجاء التعادل مخيباً، وبه تبعثرت الأوراق الفنية والنفسية وبدا القلق يتسرب داخل نفوس عشاق الأحمر خصوصاً أن المباراة الثانية كانت الاختبار الأصعب أمام الفريق السعودي صاحب الأرض والجمهور الذي وجد أمامه فريقاً أشبه باللقمة السائغة فتكمن من هزيمته بثلاثية نظيفة وما زاد الطين بلة في هذه المباراة أن منتخبنا «خسر» نفسه بنفسه بتسجيله هدفين في مرماه!
وبعد مباراة السعودية دخل منتخبنا في مرحلة جديدة ونقطة تحول لأنه أعقبها قرار إقالة المدرب العراقي عدنان حمد وتعيين مساعده الوطني مرجان عيد بديلاً في المباراة الأخيرة الحاسمة أمام قطر والتي تعلقنا بها كخيط نجاة لانقاذ أمل منتخبنا وتحسين صورة المشاركة على الأقل بالفوز والتأهل إلى نصف النهائي.
وعاش الأحمر 48 ساعة من سباق مع الزمن وأشبه بحال طواري مع تغيير الجهاز الفني، وكان واضحاً انعكاسات ذلك على الناحية النفسية لدى اللاعبين فظهر المنتخب بصورة فنية أفضل مما كان عليه في مباراتيه السابقتين وأظهر رغبة جادة في الفوز وتحسن أداؤه الهجومي وخلق عدة فرص لكنها لم تستثمر ففرضت السلبية نفسها على مسيرة المنتخب في «خليجي 22».
ولعل ما حصل لمنتخبنا في «خليجي 22» يستوجب وقفة من المسؤولين عن الرياضة والكرة البحرينية من أجل تصحيح الأخطاء وتحريك بعض «الملفات المغلقة» من أجل المسارعة إلى وضع الخطوات التطويرية الهادفة إلى الارتقاء بالوضع الكروي المحلي ومنها النهوض بمستوى المسابقات المحلية، وتجاوز مرحلة الاجتهادات التي استمرت لسنوات طويلة وضللنا معها طريق الحصول على أول لقب خليجي بعد مرور 44 عاماً!