الرياض - الوفد الإعلامي: قال الناقد السعودي والكاتب في جريدة الرياضي وعضو اللجنة الإعلامية في خليجي 22 حمد الصويلحي بأن مستوى وأداء منتخبنا الوطني البحريني كان متطوراً في الفترة الماضية إلا أن الأداء الفني الذي ظهر عليه في مواجهة الافتتاح أمام اليمن وبعدها مواجهة السعودية التي خسرها بثلاثية لم يكن مقنعاً على الإطلاق ولذلك نرى المستوى الفني العام وخروجه من الدورة شكل مفاجأة وصدمة لدى الكثير من الإعلاميين ليس في السعودية فقط وإنما على المستوى الخليجي والعربي.
وبين الكاتب السعودي حمد الصويلحي أن فترة التجديد التي تعيشها الكرة البحرينية واختلاف الأسلوب التدريبي ربما كان لهما الدور الأبرز في اختلاف النتائج، والجهاز الفني بقيادة العراقي عدنان حمد كان بحاجة للوقت اللازم حتى يستطيع بناء فريق قوي يمكنه المنافسة في المستقبل القادم، وحتى تغييره أعطى شكلاً آخر للاعبين في اللقاء الثالث ضد قطر لكن النتيجة لم تكن مفيدة ومساعدة على الصعود، مبيناً أن بطولة الخليج عادة لا تعترف بالمقاييس والأرقام.
وفي الحوار الذي أجراه معه الوفد الإعلامي للحديث عن بطولة الخليج بصفة عامة وبعض المحاور الأخرى قال حمد الصويلحي: بأن الصحافة الرياضية الخليجية متميزة في العادة وتطرح كل المستجدات رغم المنافسة الشرسة والقوية التي تتعرض لها من قبل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، مشدداً أن طريقة كسب الجماهير والمتابعين تأتي عن طريق المصداقية وليس وضع الأخبار المزيفة والبعيدة عن الحقيقة.
أداء غريب ومفاجئ
وقال حمد الصويلحي بأن أداء منتخبنا الوطني البحريني كان غريباً ومفاجئاً في مشاركته ببطولة كأس الخليج 22 بالرياض وأنه لم يتوقع شخصياً أن يكون المستوى الذي ظهر عليه الفريق خصوصاً في الافتتاح وبهذه الطريقة التي أثارت استياء وغضب الجماهير والإعلاميين البحرينيين على حد سواء.
وأضاف: كنا ننتظر أداء أفضل وأجمل من السابق بالنسبة للبحرين في مشاركاتها على غرار النسخة الأخيرة التي كانت في المنامة ووصل معها الفريق إلى الدور نصف النهائي وخرج بالركلات الترجيحية أمام العراق، واليوم فوجئنا بأن المستوى اختلف حتى عن التجارب الودية الأخيرة التي خاضها أمام منتخبات العراق وأوزبكستان والكويت وكوريا الشمالية وحتى سنغافورة، ولم يستطع مجاراة المنتخب السعودي ولكنه عاد أمام قطر بمستوى أفضل نسبياً ومع ذلك لم يفز ويتأهل.
وأوضح الصويلحي قائلاً: ربما تأثير قدوم المدرب عدنان حمد وتغيير الجيل والتجديد الحاصل بوجود أكثر من عنصر شاب في التشكيلة ألقى بظلاله على الوضع العام، والتغيير الفني السريع بإعفاء عدنان حمد وتعيين مرجان عيد فرض نفسه، ولابد من إعطاء الأخير الفرصة الكاملة حتى يستطيع البناء والتخطيط مع قدوم موعد انطلاقة كأس آسيا في أستراليا مطلع العام 2015 في شهر يناير القادم.
نتيجة الافتتاح مخيبة
وتطرق حمد الصويلحي في حديثه عن أداء منتخب بلاده السعودية وقال: نتيجة الافتتاح أمام المنتخب القطري مخيبة بالنسبة لنا خصوصاً وأن القطريين كانوا الطرف الأفضل في مجريات اللقاء، ولم نتوقع من أداء منتخبنا هذه السلبية في تهديد مرمى الحارس قاسم برهان وإحداث نقلة نوعية في الشوط الثاني.
وقال: يبقى المنتخب السعودي واحداً من المنتخبات المرشحة للقب كون البطولة تقام على أرضنا وبين جماهيرنا ونأمل أن تتكلل جهود اللاعبين والجهاز الفني بالنجاح في المرحلة المقبلة (نصف النهائي)، ونحن نؤمن بأن بداية المواجهات عادة ما تشهد تغيرات خصوصاً مع الضغط الجماهيري والمطالبة بتحقيق اللقب على أرضنا.
وتابع قائلاً: استطعنا عبور المنتخب البحريني بثلاثية وبأداء جيد جداً فاق اللقاء الافتتاحي الأول، وتمكنا من تحقيق الفوز الأول على حساب اليمني في خليجي 22 بعد أن فشل المنتخبان البحريني والقطري في عبوره، ونجحنا بصورة عامة في خطف 7 نقاط وتأهلنا عن جدارة وصدارة لمجموعتنا الصعبة.
وأكد الصويلحي أن الجمهور السعودي لن يرضى بغير البطولة والحصول على اللقب وحمل الذهب بعد الصعود لنصف النهائي، وهناك مطالب كبيرة من قبل المتابعين تتركز في تكثيف الجهود وتحفيز المجموعة على تمثيل الوطن خير تمثيل في الاستحقاق الخليجي الأبرز خاصة وأن نسخة 22 من البطولة تقام على أرضنا، موضحاً أن المنافسة مع بقية المنتخبات الخليجية من المجموعة الثانية كبيرة ولا يمكن التنبؤ بما قد يحصل من تغيرات.
التخدير الكويتي مستمر
وفيما يخص الأسلوب الكويتي بداية من لاعبيه وجهازه الفني وحتى مسؤوليه الكبار وما يتعلق بالتصريحات التي دائماً ما تبعدهم عن الضغوط الإعلامية المستمرة قال حمد الصويلحي: الأسلوب التخديري للكويت مستمر منذ زمن بعيد ولا يمكن نكران ذلك أو نفيه حتى مع تصريحاته المؤكدة على قول الواقع والحقيقة، مبيناً أن هذه اللعبة باتت مكشوفة لدى الكثير من الإعلاميين والجماهير.
وأضاف الصويلحي: أسلوب الكويت يهدف إلى تغيير الأوراق وخلط المجموعات وضربها مع بعضها البعض وفي النهاية يكون الجو صافياً لهم لبلوغ الهدف المنشود والصعود إلى المنصة وتحقيق ما يرغبون فيه، مؤكداً أن المنتخبات الأخرى أصبحت أكثر حذراً وباتت تتعامل بحرص كبير مع هذه التصريحات المزيفة.
وشدد الصويلحي على الخبرة الخليجية التي يتمتع بها المنتخب صاحب التاريخ الكبير في كؤوس الخليج بعشرة ألقاب قائلاً: لا يمكن الاستهانة بأداء الكويت حتى وإن ظهر مهزوزاً في الفترة الماضية لأنه واحد من المنتخبات المعتادة على الأجواء الخليجية والتي تعرف التعامل معها بشكل مثالي وبأسلوب فريد، والكل يتذكر جيداً ما حصل في بطولة خليجي 20 باليمن عندما نجح الكويت في بلوغ النهائي وفاز على منتخبنا السعودي بهدف نظيف.
ثبات أمام العواصف
وامتدح الكاتب السعودي الصحافة الخليجية على أطروحاتها وتغطياتها الشاملة لبطولات كأس الخليج بما فيها النسخة الحالية في الرياض قائلاً: الصحافة الخليجية فيها الكثير من التميز وما يطرح من يوم إلى آخر من تغطيات في الصحف يبعث على الارتياح بوجود مختلف الآراء والأطروحات، وفي النهاية تصب الفائدة في مصلحة القراء والمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف التوجهات والأفكار.
وأضاف: نجد اليوم تغطية موسعة في مختلف ملاحق وصحف دول مجلس التعاون وعدد كبير من الإعلاميين يتواجدون في أماكن البطولة وفعالياتها لتغطية كافة التفاصيل الدقيقة ونقل الصورة الحية من مكان إلى آخر، وأعتقد أننا نشهد منافسة قوية في حشد الأقلام ونقل الرؤى والأطروحات المتنوعة من المتواجدين كافة.
وعن الصحافة الورقية ودورها في نقل الصورة وما تشهده من منافسة من بعض المواقع الخبرية ووسائل التواصل الاجتماعي قال الصويلحي: الصحافة الورقية تبقى ثابتة في وجه العواصف وجريئة في طرحها الواقعي لمختلف القضايا والآراء والأفكار، ولا يمكن أن نختزل جهودها في الأخبار القصيرة وما ينشر من الوكالات العالمية.
وأضاف: أن الصحافة الورقية اليوم تحظى بجمهور خاص لا يمكن إغفاله حتى مع وجود المتابعين الكثر للأخبار الرياضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، ونحن إن قلنا بذلك لا نعني إغفال جمهورها ولكن دفاعاً عن الصحافة الورقية التي تعد الأساس والمصدر الرئيس والحقيقية للكثير من الأخبار.
وقال: الصحافة الورقية كانت ولاتزال في قمة عطائها ومصداقيتها أكثر بكثير من الوسائل الأخرى، ولو تحدثنا بالمنطق فإنها باعثة على اهتمام وجذب المثقفين والدارسين ومن يبحثون عن المعلومة من مصادرها الصحيحة، مبيناً أن جمهور الوسائل الإعلامية الأخرى يغلب عليه الطابع الشبابي المتابع لتطورات التكنولوجيا بكثرة.
وأوضح الصويلحي أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي عمدت إلى قتل التنافس بين الصحف الورقية قائلأ: نحن لا ننكر تأثيرات الفيسبوك وتويتر وحتى الإنستغرام وبقية الوسائل في نقل الخبر الحصري بعيداً عن عيون الصحافة الورقية وما يساعدها في ذلك هو وجود السرعة في نشر الخبر وجعله متداولاً بين الناس، بعكس الصحافة الورقية التي تنتظر اليوم التالي لطباعتها ونشر كل ما يستجد.
وتابع قائلاً: لكن الأمر المختلف هو وجود المتابعة الحية والدقيقة والمعمقة من قبل الصحافة الورقية وهو ما لا تستطيع الوسائل الأخرى العمل به كونها تعيش حالة من الانغلاق في نقل الأخبار القصيرة والصغيرة التي لا تشبع نهم القارئ وتستهويه مثل التحقيقات والحوارات المطولة والقضايا الرياضية الشائكة.
وشدد حمد الصويلحي الكاتب في جريدة الرياضي على أن الصحافة الورقية اليوم ورغم المنافسة الشديدة لاتزال راسخة في الساحة الإعلامية ولها دورها الفاعل في نقل الصور المعبرة، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تستطيع إلغاء الصحف على الإطلاق حتى وإن تقدم بها الزمن.